أكدت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، أنها ستبدأ تجارب تشغيل الحافلات ذاتية القيادة في شوارع دبي مطلع العام المقبل، على أن تدخل الخدمة خلال السنوات الخمس المقبلة لتصبح جاهزة قبل حلول عام 2030، فيما ستعمل الحافلات وفقاً للبنية التحتية القائمة حالياً، والتي تعد مناسبة في ظل وجود خطط للتوسع بشوارع الإمارة.
وتفصيلاً، كشف مدير إدارة أنظمة المواصلات في مؤسسة المواصلات العامة بهيئة الطرق والمواصلات في دبي، خالد العوضي، عن بدء تطبيق التجارب التشغيلية للحافلات ذاتية القيادة مطلع العام المقبل، مشيراً إلى أن وسائل النقل ذاتية القيادة تعد من بين الوسائل التي تركز عليها هيئة الطرق والمواصلات في ظل توجّه إمارة دبي نحو التنقُّل المستقبلي.
وقال العوضي في تصريحات للصحافيين على هامش الدورة الـ30 من المؤتمر والمعرض الدولي لأنظمة النقل الذكية التي اختتمت أول من أمس، إن «هيئة الطرق والمواصلات في دبي عقدت شراكات مع شركتين، إحداهما فرنسية والأخرى صينية، لتنفيذ المشروع»، مضيفاً «نعكف حالياً على وضع المعايير اللازمة لتجربة الحافلات، لأن تطور الحافلات ذاتية القيادة ليس بنفس التطور الذي نلاحظه في بقية المركبات الصغيرة ذاتية القيادة المسماة بـ(robotaxi)؛ فمعظم الشركات على مستوى العالم تتنافس على وسائل أصغر حجماً وهي مركبات الأجرة».
وأضاف العوضي: «إن الهيئة أطلقت من قبل تحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، لاختيار الشركات التي ستشارك في مشروع الحافلات ذاتية القيادة، ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل الحافلات على مسارات محددة في ظل وجود مسارات للحافلات العامة بإمارة دبي، وبالتالي سنسعى لاستغلالها بأفضل شكل مع دخول الحافلات ذاتية القيادة للخدمة، ومن ثم ستصبح الخدمة مؤتمتة بالكامل».
أما عن البنية التحتية الخاصة بالحافلات، فقال العوضي: «ستعمل الحافلات ذاتية القيادة بنفس البنية التحتية للحافلات العامة الموجودة حالياً، بحيث سنستفيد من وجود مسارات محددة ومحطات متكاملة مع وسائل المواصلات الأخرى؛ فلدينا خطة للتوسع بالمدينة، وهو ما سيساعدنا على إدخال تلك الوسائل بسرعة كبيرة، لكن في الوقت ذاته سنحتاج لإنشاء محطات شحن كهربائي، لأن تلك الحافلات ستكون ذاتية القيادة وكهربائية في الوقت نفسه، وهو ما تعمل عليه حكومة دبي حالياً ممثلة في هيئة الطرق والمواصلات بالتعاون مع هيئة كهرباء ومياه دبي».
وأوضح العوضي أن الهيئة وضعت خططاً للتجارب خلال العام المقبل، وبناءً عليها سيتم تحديد الموعد الدقيق لدخولها الخدمة، لكن لدينا مستهدف بإدخالها الخدمة قبل حلول عام 2030، وهو ما سيتم بناءً على دراسات الجدوى ونتائج الاختبارات لتحديد الموعد المؤكد لتشغيلها.
وعن تحديات تشغيل الحافلات، أشار إلى أن هناك عدداً من التحديات لتشغيل المشروع، أولها قلة عدد الشركات العاملة في مجال الحافلات ذاتية القيادة؛ فلا توجد خيارات كثيرة وشركات متعددة للمنافسة، وثانياً الحافلات كوسيلة تواجه تحدياً بسبب حجمها، لأن تحركها في الطرق ليس بنفس سهولة المركبات صغيرة الحجم، فضلاً عن التحدي الثالث وهو الطقس والذي يعد تحدياً رئيساً لكل التقنيات والمركبات المختلفة.
وأكد العوضي أن الحافلات تعتبر ثالث أكبر ناقل في وسائل المواصلات العامة في إمارة دبي، وتحويلها إلى حافلات ذاتية القيادة خلال السنوات المقبلة يعد أولوية بالنسبة للهيئة، لافتاً إلى أن هناك نضجاً في تقنية التنقل ذاتي القيادة في مجال الحافلات، وهو ما تسعى دبي إلى الاستفادة منه بأفضل شكل ممكن.