- السفيرة التركية: الكويت وقّعت عقداً لشراء طائرات بدون طيار من طراز Bayraktar المتطورة العام الحالي ونعمل جاهدين على تعزيز العلاقات
- 955 مليون دولار إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين في عام 2022 وهو رقم قياسي على الإطلاق ولدينا رؤية للتعاون التكنولوجي
- القتل العشوائي وقصف المدارس والمستشفيات وتدمير البنية التحتية الأساسية ومنع المساعدات الحيوية جرائم يعاقب عليها القانون الدولي
- المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي في معالجة الأسباب الجذرية للصراع والسماح للفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة بالكامل
أسامة دياب
أكد وكيل وزارة الدفاع الشيخ د.عبدالله المشعل عمق العلاقات التاريخية التي تجمع الكويت بالجمهورية التركية الصديقة، والتي شهدت خلال الـ 60 عاما الماضية تطورا ونماء على جميع المستويات.
وفي تصريح للشيخ د.عبدالله المشعل على هامش مشاركته مساء أمس الأول في حفل استقبال أقامته السفارة التركية لدى البلاد بمناسبة الذكرى الـ 100 لتأسيس الجمهورية التركية بحضور وزير العدل ووزير الدولة لشؤون الإسكان فالح الرقبة وبمشاركة حشد كبير من الديبلوماسيين والمواطنين وأبناء الجالية التركية، أعرب وكيل وزارة الدفاع عن خالص تهانيه وصادق تمنياته للجمهورية التركية الصديقة بهذه المناسبة الوطنية وتمنياته للعلاقات بين البلدين المزيد من التقدم والتطور والنماء.
من ناحيتها، قالت السفيرة التركية لدى البلاد طوبى نور سونمز في كلمة ألقتها بالمناسبة: «سنحتفل العام المقبل بالذكرى الستين للعلاقات الديبلوماسية بين تركيا والكويت رغم أن الصداقة التاريخية التي تجمعنا أقدم من ذلك بكثير».
وأوضحت: «نصف وبكل فخر مستوى علاقاتنا مع الكويت بالمتميزة والمبنية على بعض الأسس القوية».
وأضافت: «الأساس الأول هو أواصر الصداقة القوية بين الدولتين التي تتسم بالثقة المتبادلة والتعاضد والتشابه الثقافي، إذ تجمعهما تقاليد التفاهم والمودة المتبادلة.
وثانيا، بتوجيه من الرئيس رجب طيب أردوغان وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وصلت علاقاتنا إلى مستوى مثالي وتستمر في النمو بشكل أقوى، وكان للصداقة بين قيادتينا تأثير كبير على علاقاتنا الثنائية، ما مهد الطريق لتعزيز تعاوننا في مختلف المجالات».
وتابعت: «ثالثا، التجارة المتبادلة بين تركيا والكويت تنمو كل عام. ففي عام 2022، بلغ حجم التجارة 955 مليون دولار أميركي، وهو رقم قياسي على الإطلاق، ورغم أن الأرقام آخذة في الارتفاع، إلا أنها لا تعكس إمكاناتنا الحقيقية».
وقالت: «لدينا رؤية مشتركة لتنويع العلاقات التجارية لتشمل قطاعات جديدة مثل الدفاع والتكنولوجيا والرعاية الصحية».
وبالحديث عن التعاون الدفاعي، أشارت إلى أن «الحكومة الكويتية وقعت هذا العام عقدا لشراء طائرات تركية من طراز Bayraktar TB2، والتي يمكن القول إنها أكثر الطائرات من دون طيار شعبية في العالم».
وأشارت إلى أنه «هذا عدا عن التفاعل في مجالات السياحة والتعليم والصحة والذي يسهم أيضا في تعزيز الصداقة بين بلدينا. وتظل تركيا الوجهة الأولى للكويتيين، ونحن نعمل على مشاريع جديدة لتعزيز التفاعل الشعبي بين بلدينا».
وأوضحت أنه «لاتزال هناك إمكانات تعاون واسعة أمامنا؛ ولذلك، كسفيرة لتركيا، سأحاول جاهدة العمل لتعميق علاقاتنا مع الكويت في كل المجالات، وأعتقد تماما أن هذا التعاون لن يفيد بلدينا فحسب، بل المنطقة بأكملها».
غزة والكارثة الإنسانية
وقالت سونمز: «من المفترض أن يكون هذا المساء أكثر أوقات السنة فرحة وبهجة بالنسبة لنا ونحن نستمتع بفرحة الاحتفال بيومنا الوطني، إلا أننا نجد في أنفسنا حزنا إثر الكارثة الإنسانية التي تتكشف في غزة. قلوبنا مليئة بالفرح، لكنها مثقلة بالحزن».
وأضافت: «في غزة، هناك 2.2 مليون شخص، نصفهم مهجرون قسرا وليس لديهم مكان يختبئون فيه أو يهربون، محاصرون داخل شريط صغير من الأرض، يواجهون القصف اليومي في حملة عقاب جماعية شاملة»، لافتة إلى أن «أي إصابة بين المدنيين الذين لا ذنب لهم تعتبر مأساة، بغض النظر عن هوية الضحايا الدينية أو الوطنية». وتابعت: «مع ذلك، فمن المستحيل تبرير العدوان الإسرائيلي الأخير بالاختباء وراء مفهوم الدفاع عن النفس، فالقتل العشوائي، وقصف المدارس والمستشفيات، وتدمير البنية التحتية الأساسية، والحصار، وقطع الخدمات الأساسية، ومنع المساعدات الحيوية – كل هذه الأفعال تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون الدولي».
وقالت السفيرة: «كما أشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أخيرا في تجمع فلسطين الكبير في إسطنبول، إلى ان غزة ليست قضية أولئك الذين يكافحون من أجل البقاء هناك فحسب، بل قضية بالنسبة لنا جميعا، وما لم نقم بإخماد هذه النار على الفور، فإنها ستقودنا إلى دوامة جديدة من العنف تهدد استقرار المنطقة برمتها».
وأشارت سونمز إلى أن «المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي في معالجة الأسباب الجذرية للصراع، بما في ذلك احتلال الأراضي الفلسطينية، والسماح للفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة بالكامل».
وتابعت: «في هذا الصدد، شاركت تركيا والكويت، باعتبارهما فاعلين إقليميين مسؤولين، بلا كلل في الجهود الديبلوماسية لوضع حد لهذه المعاناة»، مشيدة «بالجهد الإنساني الفاعل الذي تبذله الكويت لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني».
الجمهورية وجذورها
وعن المناسبة، قالت السفيرة: «لقد تأسست الجمهورية التركية بعد نضال غير مسبوق من أجل الاستقلال تم تحقيقه من خلال تضحيات وجهود كبيرة لهذه الأمة العظيمة. وعلى الرغم من إعلانها رسميا في 29 أكتوبر 1923، إلا أن لجمهوريتنا جذورها التي تمتد إلى تاريخ يتميز بالنضال الوجودي لأمة لم تتخل أبدا عن استقلالها وسيادتها غير المشروطة».
وتابعت: «لقد فتح إعلان الجمهورية فصلا جديدا في اتجاه التقدم لتركيا، حيث وضع نموذجا للعديد من الدول الأخرى في جميع أنحاء العالم بقيمها الأساسية المتمثلة في السلام والديموقراطية والتضامن.
وبعد مرور 100 عام، وبفضل اقتصادها المتنامي، وديموقراطيتها القوية، والتزامها بالقيم الإنسانية الأساسية، وسياستها الخارجية ذات المبادئ والحكيمة، ستظل تركيا مصدرا للإلهام في منطقتها والعالم».
وأوضحت أنه «إذا نظرنا إلى الوراء، فمن المستحيل ألا نكون فخورين بما حققناه كأمة في القرن الأول لجمهوريتنا، فمن دولة حديثة الولادة تعاني من عقود من الحروب المتواصلة، إلى قوة إقليمية تتمتع باقتصاد وديموقراطية قوية وجيش عظيم، وقد أثبت القرن الأول للجمهورية التركية نجاحه».
وتابعت: «بتشجيع من هذا النجاح، ومن دون الاكتفاء به، وضعنا تصورا لتطلعاتنا للسنوات المائة المقبلة باسم (قرن تركيا) الذي يمثل مجموعة شاملة من الأهداف تتجاوز مجرد الوصف، إنها رؤية طموحة تعد بالابتكار والشمولية والتنمية المستدامة لتشكيل مستقبل له تأثير عالمي إيجابي».