- المشهد الإعلامي يشهد سلسلة من المتغيرات المتلاحقة «نجد أنفسنا مدعوين للتوقف عندها لضمان قدرتنا على مسايرتها»
- خطابي: تخصيص الدورة السابعة لجائزة التميز الإعلامي 2023 لمجال الإعلام البيئي تحت شعار «التغير المناخي والمستقبل»
عاطف رمضان
أكد وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري ضرورة إعداد الرؤى ووضع استراتيجيات موحدة وفق نهج واضح لإعداد وتهيئة المؤسسات الاعلامية لتقوم بدور أكثر فاعلية بما يتناسب ومستجدات المشهد الحالي.
جاء ذلك في كلمة الوزير المطيري بانطلاق الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 16 للمكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب.
ونقل المطيري تحيات صاحب السمو الامير الشيخ نواف الأحمد وسمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح وتمنياتهم أن تكلل أعمال الاجتماع في دورتها الحالية بالنجاح والتوفيق والسداد لخدمة أهداف وطموحات الأمة العربية.
وقال إن المشهد الإعلامي يشهد سلسلة من المتغيرات المتلاحقة «نجد أنفسنا كمسؤولين إعلاميين مدعوين للتوقف عندها وتقييم أدائنا لضمان قدرتنا على مسايرة هذه المتغيرات والعمل على وضع مقاربة مع التطور الحاصل مبتعدين بذلك عن ضغط المقارنة».
وأضاف أنه على سبيل المثال فإن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت المصدر الأول كوسيلة اتصال إعلامي في متناول الجميع بما تحمله من إيجابيات كثيرة وسلبيات لا يمكننا التغافل عنها، وفي مقدمتها تهديد القيم الأخلاقية لأمن المجتمعات.
وأفاد بأن الشباب يعد عصب بناء الأمة ولابد أن يحظى بنصيب وافر في المشهد الاعلامي العربي تخطيطا وتنفيذا بالحاضر والمستقبل.
وعن القضية الفلسطينية، أوضح المطيري أنها حاضرة بقوة ومتصدرة المشهد السياسي والإعلامي العربي بالتزامن مع تزايد وتيرة انتهاكات الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه بين قتل واعتقالات وتدمير بنى تحتية فلسطينية.
وأكد على ثبات موقف الكويت تجاه القضية الفلسطينية «حيث كانت الكويت وستظل داعما قويا لها وبجميع أبعادها السياسية والاقتصادية والإنسانية حتى تنال سيادتها كدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا للمرجعيات الدولية وقرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية ذات الصلة وخارطة الطريق ومبادرة السلام العربية».
وأشار الى موقف الإعلام الكويتي بكل صوره وأنواعه المساند للقضية الفلسطينية التي تظل على رأس قائمة الاولويات صوتا وصورة.
وحول الاجتماع، أشار الوزير إلى أنه يأتي وسط العديد من الأحداث الإقليمية والدولية التي ألقت بظلالها على مجريات المشهد الدولي «فما لبث العالم أن خرج من جائحة كورونا وتداعياتها حتى اندلعت الحرب الروسية -الأوكرانية وباتت معها الخسائر أكثر وضوحا بالتزامن مع كارثة الزلزال المدمر في تركيا وسورية والتي جسدت مأساة إنسانية كبرى تداعى لها العالم أجمع بالإضافة إلى ما يشهده العالم من توترات على أكثر من صعيد».
وأشاد بالاجتماع ودوره المهم بتعزيز العمل الإعلامي العربي المشترك وتفعيل دور الإعلام الهادف على ضوء التحديات التي يشهدها العالم العربي، مشيرا الى الحاجة لمزيد من التشاور والتعاون في المجال الإعلامي.
من جانبه، أفاد الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية السفير أحمد خطابي بأن اللجنة الدائمة للإعلام العربي قامت بدراسة مجموعة من القضايا تتصدرها القضية الفلسطينية باعتبارها بندا دائما على جدول الأعمال نحو لمزيد من الدعم لوسائل الاعلام العربية للشعب الفلسطيني الشقيق ضد الانتهاكات والممارسات الإسرائيلية اللاشرعية في أرض فلسطين وخاصة في القدس المحتلة.
واضاف خطابي ان اللجنة تابعت تنفيذ قرارات الدورة الأخيرة لمجلس وزراء الإعلام من بينها تنظيم المنتدى الإعلامي الأول عن التنمية المستدامة، وانعقاد فرق العمل المعنية بمخاطر الالعاب الالكترونية والاعلام التربوي بتعاون وثيق بين الأمانة العامة ووزارة الاتصال الحكومي والهيئة العربية للبث الفضائي.
وزاد: كما عملت اللجنة الدائمة على إعداد التوصيات متطلعين إلى وضع مقاربات ناجعة لإعطاء التعاون الإعلامي أبعادا ملموسة ومنتجة ومنفتحة على الأنظمة التشريعية والتجارب المهنية التي يزخر بها وطننا العربي في نطاق التوجه الهادف لإعطاء دينامية جديدة للعمل الإعلامي المشترك من خلال تفعيل أدواته التوجيهية الأساسية بما في ذلك خطة التحرك الإعلامي، والخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة 2030، والاستراتيجية الإعلامية العربية لمحاربة الإرهاب أخذا بعين الاعتبار ضرورات التحديث في ظل تحولات الثورة الرقمية، والانتشار المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي.
ولفت خطابي الى ان اللجنة الدائمة تدارست المشروع الذي أعدته المملكة الأردنية الهاشمية بخصوص وضع استراتيجية موحدة للتعامل مع شركات الإعلام الدولية.
وقال ان اللجنة ثمنت وثيقة الاتحاد المذكورة في أفق إحكام التعامل مع هذه الشركات على غرار تجارب بعض التجمعات الإقليمية المماثلة، كما استشعرت في نطاق النقاش حول جدوى إدراج الإعلام التربوي في المقررات التعليمية الحاجة الماسة لمزيد من الجهد الجماعي والمبادرات الهادفة لتكريس الممارسات الرقمية الآمنة، واحتواء الترويج للأخبار الزائفة والتصدي للأعمال الالكترونية غير القانونية من قبيل التشهير بالأشخاص والمؤسسات، ونشر الإشاعات والتعرض للمعتقدات أو التحريض على الطائفية وإثارة النزعات العرقية.
وذكر أن الأمانة العامة أعلنت عن تخصيص الدورة السابعة لجائزة التميز الإعلامي لسنة 2023 لمجال الإعلام البيئي تحت شعار «التغير المناخي والمستقبل»، حيث ستمنح برعاية كريمة من الكويت جوائز مالية ورمزية للفائزين، مناشدا الدول الأعضاء الإسراع بتقديم ترشيحاتها.
صناعة الإعلام العربي
بدوره، القى رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الإعلام العرب د.مجاهد أبوالهيل كلمه اعرب خلالها عن شكره للكويت لاستضافة هذه الاجتماعات، مشيرا الى ان الكويت تمتلك مقومات تمكنها من القيام بدور مهم لاعادة صناعة الاعلام العربي، معربا عن أمله بإطلاق منصة اعلامية عربية لاعادة الهوية العربية بعيدا عن الخلافات من خلال تحالف الاعلام العربي المشترك لتبنى القضايا العربية.
من جهة أخرى، ألقى رئيس الجهاز التنفيذي لهيئة الاعلام والاتصالات د.علي المؤيد كلمة العراق، معربا عن شكره للكويت لاستضافة الاجتماع واهتمامها بالقضايا العربية المشتركة، مشيرا الى ان هذه الاجتماعات تعمل لتعزيز دور الاعلام العربي.
في السياق ذاته، أفاد وزير الاعلام بجزر القمر قاسم لطفي بأن هذه الاجتماعات التي اقيمت في الكويت ساهمت في ابراز القضايا العربية مثل القضية الفلسطينية وغيرها.
من جانبه، أفاد وزير الاعلام اليمني معمر الارياني بأن ما يشهده اليمن من ازمات سياسية خلال الفترة الماضية نتج عنها ازمات اقتصادية وانسانية، معربا عن شكره لجهود الدول الصديقة خاصة المملكة العربية السعودية والدعم اللامحدود الذي تم تقديمه الى اليمن في جميع المجالات. واضاف ان هناك قصورا في العمل الاعلامي العربي المشترك، مشيرا الى اهمية تنسيق المواقف لمواجهة التحديات الاعلامية مثل الارهاب والتطرف.
تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب العربية الإعلامية الرائدة
أعرب وزير الإعلام اللبناني م.زياد المكاري عن سعادته أن يكون هذا الاجتماع في دولة لطالما كانت دائما الى جانب لبنان في أفراحه وعثراته، مشيرا الى ان لقاءنا يحمل معاني كثيرة، وفي مقدمتها أولوية مقاربة القضايا العربية والتحديات المختلفة التي تواجهها منطقتنا من باب العمل التعاوني المشترك. واضاف أن ما يتضمنه جدول أعمال المكتب التنفيذي لوزراء الاعلام العرب هو تأكيد للقضايا العربية المشتركة وفي طليعتها مركزية القضية الفلسطينية التي لم يوفر الاعلام العربي جهدا لتسليط الضوء عليها وعلى أحقيتها. وزاد: أما القضايا المطروحة الأخرى، فإننا نثني عليها، ونؤكد أن وزارة الاعلام اللبنانية تبدل كل الجهد الممكن لالتزامها وتفعيلها والعمل عليها، ولاسيما في مجال مكافحة خطاب الكراهية، والتصدي للأخبار الكاذبة والمضللة. وأفاد بأن الاجتماعات تشكل فرصة ليس فقط للاتفاق على العناوين المشتركة، بل لإفساح المجال أيضا لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب العربية الرائدة التي عرفها الاعلام العربي في العقود الأخيرة. وذكر ان لبنان يرحب بالتقارب العربي ـ الإيراني الذي بادرت إليه المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الإيرانية، على أمل أن يعيد هذا التقارب التوازن إلى المنطقة ويضع حدا لسياسات التقسيم والانقسام التي أرخت بظلالها على الدول العربية وتحديدا لبنان. وزاد: إن لبنان لن يوفر جهدا من أجل أداء دور المسهل لتعزيز هذا التقارب، وهذا ما يتطلب من دون أدنى شك تقاربا لبنانيا ـ لبنانيا يترجم بانتخاب رئيس جديد للجمهورية ينتظم معه العمل المؤسساتي والدستوري وتنطلق معه مسيرة التعافي الاقتصادي، وإعادة إحياء علاقات الأخوة مع العرب، فنحن أكثر من يدرك مدى محبة العرب للبنان، على الرغم من كل المطبات السابقة. ومضى قائلا: وعلى طريق إحياء الروابط هذه، وبصفتي وزيرا للإعلام، كنت تواقا الى رؤية العرب في بيروت في احتفالية «بيروت عاصمة الاعلام العربي 2023»، لكننا، لظروف مرتبطة بمأساة زلزال سورية وتركيا، إضافة الى تعقيدات الوضع الداخلي اللبناني، قررنا تأجيل الاحتفالية إلى موعد نتمناه قريبا، وقريبا جدا، موعد سيؤكد لنا جميعا مكانة بيروت لدى الدول العربية، ومكانة الدول العربية في بيروت.
شراكة إعلامية عربية لمواجهة بعض المنصات الإعلامية
ألقى وزير الاعلام السعودي سلمان الدوسري كلمة اعرب خلالها عن شكره لاستضافة الكويت لهذا الاجتماع، مشيرا الى التحديات التي تواجهها الدول العربية واهمية توظيف العمل الاعلامي لتعزيز ثقافة الحوار والتسامح واحترام قيمنا الاجتماعية والاسلامية. واضاف الدوسري انه يتطلع الى وجود شراكة اعلامية عربية لمواجهة بعض المنصات الاعلامية التي تحوي محتوى مخالفا للقيم الاسلامية.