- الوهيب: إدراج «الأمن السيبراني» ضمن المواد الدراسية في أكاديمية سعد العبدالله العام المقبل
- كريستنسن: على الكويت العمل بسرعة بمجال الأمن السيبراني حتى لا تكون المخاطر أسوأ
دارين العلي
افتتحت السفارة الأميركية لدى البلاد سلسلة محاضراتها حول الأمن السيبراني بجلسة افتتاحية في أكاديمية سعد العبدالله للعلوم الأمنية أمس الأول، بمشاركة القائم بالأعمال الأميركي جيمس هولتسنايدر حاضر فيها خبير الأمن السيبراني الأميركي غييرمو كريستنسن، بحضور مساعد المدير العام للأكاديمية العميد علي الوهيب ونحو 320 من طلبتها.
وأكد القائم بأعمال السفارة الأميركية جيمس هولتسنايدر ان التعاون في مجال الأمن السيبراني أحد أوجه التعاون الأمني بين الولايات المتحدة والكويت، لافتا إلى انه لم يعد يخفى على أحد انه خلال 2023 تزايدت التهديدات في هذا المجال.
وأضاف هولتسنايدر في تصريح للصحافيين اننا نتعاون مع الجانب الكويتي لتطوير قدراتنا في مجال الأمن السيبراني ونتبادل المعلومات في هذا الشأن، مبينا أن إحضار الخبراء في هذا المجال لإعطاء محاضرات متخصصة هو أحد أشكال التعاون، والسفارة تتعاون مع العديد من الجهات الكويتية الحكومية والشركات لتطوير الأمن السيبراني في الكويت عن طريق التكنولوجيا الأميركية.
بدوره، قال العميد علي الوهيب، ان المحاضرة تتعلق بالأمن السيبراني بالتعاون مع السفارة الأميركية بهدف تنويع التعاون الثقافي مع أكاديمية سعد العبدالله، لافتا إلى أنه كان هناك تعاون سابق عبر إرسال 3 طلبة للتعرف على الحياة في الولايات المتحدة والدستور الأميركي وسيتم إرسال 3 طلبة آخرين أيضا والتعاون مستمر بين البلدين.
وذكر الوهيب أن جهازي أمن الدولة والمباحث الجنائية هما الجهتان المختصتان بمجال الأمن السيبراني، بينما الأكاديمية تختص بالجانب التعليمي، حيث ستدرج مادة الأمن السيبراني ضمن المواد الدراسية مطلع العام المقبل وهناك تباحث في هذا الأمر مع الجهات الأمنية.
بدوره، استعرض الخبير الاميركي كريستنسن في الجلسة، «تاريخ الأمن السيبراني» منذ الحرب العالمية الأولى، مشيرا إلى أنه من الناحية التاريخية يتعلق بجانب التجسس، وما نراه اليوم من مجرمين فهم يستخدمون الإنترنت لمهاجمتنا ومهاجمة دول أخرى، وهذا أمر يتكرر يوميا، وقد نكون ضحايا الأمن السيبراني من دون أن نعرف ذلك، خصوصا أن النظام الرقمي هش ولم يتم تصميمه بطريقة يمكنه من خلالها مواجهة الهجمات التي تتعرض لها أجهزتنا، مشددا على أنه «اذا كنا لا نريد أن نتعرض للاختراق، فعلينا ان نفكر مثلما يفكر المخترقون، وعلينا ان نكون مستعدين للكثير من الهجمات»، و«التكنولوجيا أمر رائع، ولكنها خطيرة في الوقت نفسه».
وأعطى كريستنسن مثلا عن الهجمات السيبرانية في المنطقة قائلا: في شهر رمضان 2012، أرسل مهكرون إيرانيون بريدا إلكترونيا «تصيديا» إلى مهندس يعمل في شركة أرامكو السعودية، وقاموا بواسطته بتدمير أكثر من 30 ألف كمبيوتر، وعطلوا نظام التحكم الصناعي بمضخات الفيول وبنظام الحفارات والآلات التي تستخرج النفط من الأرض لفترة معينة.
وردا على سؤال على هامش الجلسة، حول تقييمه لترتيب الكويت الثالث خليجيا في قائمة الدول الأكثر استهدافا بالهجمات الإلكترونية وفقا لتقرير شركة Group-IB المتخصصة في خدمات الأمن السيبراني، قال كريستنسن: هناك تحسن كبير في الكويت فيما يتعلق بهذا الأمر، لأن لديها حاليا الكثير ممن يدرسون الأمن السيبراني والمزيد من الموارد التي لم يكن هناك اهتمام بها قبل 10 سنوات، وبعد رؤية ما يمكن للهجمات الإلكترونية أن تفعله أصبح الناس أكثر اهتماما بهذا المجال، مشددا على الحاجة إلى التركيز على الجرائم الإلكترونية وهذا أحد الأشياء التي تقوم بها بلاده إذ يقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI بحملة توعية بشأن الجرائم الإلكترونية.
وتابع: نصيحتي للكويت هي النصيحة ذاتها التي أوجهها لحكومتي وهي العمل بسرعة أكبر حتى لا يزداد الوضع سوءا وحتى لا تكون المخاطر أسوأ بكثير، والخطورة في المنطقة تأتي من إيران التي تعتبر تهديدا كبيرا للأمن السيبراني، و«أنها من أفضل دول العالم في القرصنة ولديها أفضل الهاكرز في العالم، وهذه مشكلة كبيرة».
وتوقع أن تستفيد الكويت من الخبرة الأميركية في هذا المجال كونها تعرضت لأكثر من تهديد بالسابق وتعلمت الدروس وأصبحت لديها الخبرة المناسبة لمواجهة التهديدات.
يذكر ان المحاضرة في أكاديمية سعد العبدالله الأمنية كانت الأولى ضمن 3 محاضرات تقيمها السفارة الأميركية في الكويت.
وقد أقيمت المحاضرة الثانية في «الجامعة الأمريكية في الكويت» بعنوان «التكيف مع التهديدات المستقبلية للأمن السيبراني»، أما الثالثة، فستكون من خلال مقابلة مجموعة من السيدات للتحدث عن مستقبل الأمن السيبراني.