محمد راتب
تحت رعاية وحضور محافظ الأحمدي الشيخ حمود الجابر انطلق مساء أول من أمس معرض الكويت للإبداع الفني، والذي تنظمه نقابة الفنانين والإعلاميين بالتعاون مع شركة نفط الكويت، ويستمر حتى 27 الجاري بخيمة شركة نفط الكويت، وذلك بحضور رئيس النقابة د.نبيل الفيلكاوي، ومدير مجموعة العلاقات العامة والإعلام بشركة نفط الكويت محمد البصري، ومشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين والمبدعين من الكويت وعدد من دول مجلس التعاون والدول العربية والأجنبية.
وتفقد محافظ الأحمدي خلال جولة في المعرض اللوحات والأعمال الفنية المشاركة فيه، معربا عن سعادته بالمستوى المتميز للمشاركين، متمنيا لهم استمرار التألق والإبداع. وخلال كلمته بالمناسبة أكد المحافظ أن مشاركته اليوم تنطلق من الإيمان برسالة الفن، ودوره الكبير في تشكيل وعي المجتمع في الماضي والحاضر والمستقبل، والاحتفاء بالفنون التي تعكس ثقافتنا الكويتية الأصيلة.
وأوضح أن الفنون التشكيلية والتطبيقية في الكويت شكلت مساحة واسعة للتعبير عن الهوية الوطنية، وتجسيد ملامح المجتمع، فهي ليست مجرد هواية، بل لغة بصرية راقية، تعكس وعي الفنان وانتماءه لقيم الجمال والإنسانية. وأضاف ان اهتمام الكويت بالفنون لم يكن عابرا، بل هو اهتمام راسخ، بدا واضحا في إنشاء المؤسسات الثقافية، ودعم الجمعيات الفنية، وافتتاح المعارض والمتاحف، وتنظيم المهرجانات والملتقيات التي تحتضن الفنانين وتحفز المواهب الشابة، وتوفر لهم منصات للتعبير عن إبداعاتهم داخل الكويت وخارجها.
طاقات إبداعية
بدوره، قال مدير مجموعة العلاقات العامة والإعلام في شركة نفط الكويت محمد البصري في كلمته أمام الحضور «سعداء ونحن نحتفي في شركة نفط الكويت بهذا الحدث الجميل الذي يجمع نخبة من المبدعين والفنانين، ويجمع الطاقات الإبداعية التي نفتخر بها دائما ككويتيين»، مثمنا الرعاية الكريمة للمعرض من قبل محافظ الأحمدي الشيخ حمود الجابر، ودعمه المستمر للفعاليات الثقافية والاجتماعية في المحافظة، وهو دليل على اهتمامه بتشجيع المواهب وفتح المجال أمامهم للتعبير والإبداع، وهو ما نثمنه ونقدره في شركة نفط الكويت كوننا جزءا من مدينة الأحمدي.
وأوضح البصري أن شركة نفط الكويت تؤمن بأن دورها لا يقتصر على العمل في القطاع النفطي فحسب، بل يمتد ليشمل دعم المجتمع بكل فئاته، لافتا إلى أن الفن يشكل جزءا مهما من هذه الرسالة لما يعكسه من هوية وثقافة المجتمع، ويسهم في خلق بيئة إيجابية تعزز الابتكار والإلهام، حيث إن دعم مثل هذه الفعاليات يأتي ضمن مسؤولية الشركة الاجتماعية التي تحرص عليها بشكل كبير.
وفي ختام كلمته، تقدم البصري بالشكر إلى نقابة الفنانين الكويتيين على جهودهم وتنظيمهم المميز، وحرصهم على توفير منصة تجمع الفنانين وتعرض أعمالهم وتسلط الضوء على مواهبهم، مؤكدا أن ما نراه اليوم يعطينا طاقة إيجابية ويفتح الأبواب للتعاون والشراكات المستقبلية، متمنيا أن يكون هذا المعرض بداية لسلسلة فعاليات أكبر وأوسع تخدم الفن والفنانين في بلدنا.
بدوره، أعرب رئيس نقابة الفنانين والإعلاميين د.نبيل الفيلكاوي عن شكره وتقديره لمحافظ الأحمدي على حضور ورعاية المعرض، ولشركة نفط الكويت على هذا الدعم الكبير، وإلى الفنانين الذين حرصوا على المشاركة وإلى الجمهور الكبير المتواجد خلال الافتتاح.
من جانبها، ثمنت المدير الفني والثقافي بالنقابة ابتهال العوضي جميع الجهود التي أسهمت في تنظيم هذا المعرض، الذي استقطب 165 فنانا تشكيليا وتطبيقيا من الكويت والدول الأخرى.
واختتمت الفعالية بتوزيع شهادات التقدير على الفنانين المشاركين في المعرض تكريما لإبداعاتهم وأعمالهم الفنية التي نالت الإعجاب والتقدير.
الفلكلور الكويتي
من جانبها قالت الفنانة التشكيلية والمهندسة والرسامة في القحطاني إن مشاركتها في المعرض تجسد شغفا قديما يسكنها، وهو الفلكلور الكويتي والفن والتراث الوطني، وتركز بشكل خاص على الحقبة الزمنية القديمة في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، لاسيما ما يتصل بصورة المرأة في تلك المرحلة.
وأوضحت القحطاني لـ «الأنباء» أنها بدأت الرسم عام 2013، ومع مرور ما يقارب 12 عاما أصبحت علاقتها بالريشة واللون أعمق وأكثر تجذرا في وجدانها، حتى بات يربطها بكل لوحة تنجزها إحساس خاص يحمل شجونا ومعاني أصيلة تستحضر من خلالها ذاكرتها وارتباطها بالمكان والإنسان.
وأكدت أن هذه اللوحة ليست أول عمل فني لها يجسد المرأة في تلك الفترة المنصرمة من الزمن، التي كانت حقبة قاسية وصعبة، غير أن المرأة الكويتية استطاعت خلالها أن تثبت حضورها وتفرض نفسها وتصمد في مواجهة الظروف والتحديات، لتبقى رمزا للقوة والعطاء.
وعن لوحتها المشاركة في المعرض، أوضحت القحطاني أن العمل منفذ بخامة الأكريليك، وأن الإلهام الأكبر انطلق من «الباب الأزرق» الذي يعد محور اللوحة وأساس تكوينها البصري، ثم اقتحمت الفتاة المشهد لتجلس أمام الباب بنظرات تحمل تساؤلات عميقة: من القادم؟ وما الفرصة التي طرقت هذا الباب؟ وما الذي يخفيه باب الدار الأزرق من نصيب ومصير خلفه؟ وبينت أنها سعت إلى نقل مشهد ذهني متكامل بكل تفاصيله، من صدى الحديد وملمسه، إلى درجات اللون الأزرق وتصميم الباب التراثي القديم، في محاولة لالتقاط روح المكان لا مجرد شكله الخارجي، مشيرة إلى أن اللوحة استغرقت منها جهدا فكريا كبيرا، وأن هذا النوع من الأعمال يحتاج إلى صفاء ذهني عال وتركيز مستمر، ورغم أن اللوحة من النوع الذي لا ينتهي بسهولة بالنسبة لها، فإنها تمكنت من إنجازها في أقل من 10 أيام.
وختمت القحطاني بالقول إن ما هو قادم من لوحاتها وإبداعاتها يبقى رهين لحظة الإلهام التي لا يمكن التنبؤ بها أو برمجتها سلفا، لافتة إلى تطلعها للمشاركة في معرض «هلا فبراير» والاحتفالات الوطنية المقبلة، لأن حب الوطن – على حد وصفها – هو الدافع الأصدق الذي يجذبها دائما إلى توثيقه بالرسم وتجسيده في أعمالها الفنية.
