محمد الدشيش
للتسوق في سوق المباركية خلال فصل الشتاء متعة كبيرة، حيث يتوجه إليها جميع أطياف المجتمع الكويتي بجميع طبقاته، إضافة الى المقيمين والزوار من الدول الخليجية والعربية والأجنبية طوال العام لما يحتويه هذا السوق من مطاعم محلات تعرض مختلف المنتجات بأسعار مناسبة للجميع، ما يشكل لديهم فرصة للترويح عن النفس والاستمتاع بالمطاعم والتسوق والشراء.
ويتميز سوق المباركية بوجود عشرات المحلات التراثية، والتي يمتد عمر بعضها الى 100 عام، وقد جالت «الأنباء» في سوق المباركية لاستطلاع آراء بعض الزوار حول التسوق في فصل الشتاء في المباركية، وفيما يلي التفاصيل:
البداية، كانت مع محمد الخليفة من مملكة البحرين الذي يتواجد في الكويت لتشجيع فريق الخليج البحريني لكرة اليد، وقال لـ «الأنباء»: إن شاء الله الفوز لصالح فريقنا ضد فريق القادسية الكويتي، وبعيدا عن الرياضة سألناه عن سوق المباركية، فقال: الكويت حلوة بأهلها ومن شمالها الى جنوبها كلها ارض طيبة، وهذه سادس زيارة لي للكويت، وفي كل مرة أقضي أغلب أوقاتي في سوق المباركية.
وأوضح الخليفة أن المباركية جميلة في جميع فصول السنة وليس فقط في فصل الشتاء، وان الشتاء يكون اجمل لأن أسواق المباركية مكشوفة ودرجة الحرارة في الصيف تكون مرتفعة كما في دول الخليج، ولكن تبقى المباركية جميلة في كل الأوقات.
وأشار محمد إلى أن أهل البحرين يشتهرون بالحلوى البحرينية وجميع الزوار للبحرين يشترون من الحلوى البحرينية ولكن الكويت أيضا تشتهر بالحلوى والرهش، وأغلب الأهل يطلبون «الصوغة» من المباركية، وخصوصا الحلويات.
متعة التسوق
والتقينا أيضا مع عثمان السعيد الذي قال: أسواق المباركية جميلة في جميع الأوقات، وأنا لدي صديق تركي موجود حاليا معنا، وفي كل زيارة له للكويت يطلب أن نتسوق من المباركية، وقال إنها تشبه كثيرا بعض الأسواق الشعبية في اسطنبول.
وبين انه مستغرب من كثافة المتسوقين في سوق المباركية ومن الاسعار المناسبة والمختلفة عن المجمعات الأخرى، موضحا انه يوثق كل خطوة في سوق المباركية ويشاركها بالصور مع أصدقائه الأتراك ويطالبهم بالحضور الى الكويت لمشاهدة هذا السوق الجميل.
وأضاف: بالنسبة لي «المباركية» غير عن كل الأسواق، وخصوصا في فصل الشتاء مع الأجواء الجميلة، وألاحظ الازدحام أيضا يوم السبت، مع أنه لا يعتبر عطلة رسمية مثل الجمعة والخميس، ولكن ما أشاهده في سوق المباركية شيء غير متوقع مقارنة بالمجمعات الأخرى التي يكون الازدحام فيها يومي الخميس والجمعة، وقال: لو تلاحظ أن هذه الزحمة تتكون من جميع أطياف المجتمع الكويتي ومن دول الخليج والدول العربية والأجنبية، وقال إن اغلب أوقاتي في فصل الشتاء اقضيها في أسواق المباركية.
وكلمتي الأخيرة أقول إن المباركية لا تحتاج الى أي شيء، وفي كل يوم نشاهد بها شيئا جديدا، وأطلب من المسؤولين والقائمين على سوق المباركية أن يقوموا بإصلاح آثار الحريق الذي اندلع في سوق المباركية قبل سنتين ولا أشاهد منهم سوى تطويق المكان بالصفيح.
مكان شامل
والتقينا مع فجر أمين التي كانت برفقة أسرتها، وقالت في فصل الشتاء جميع أوقاتنا في المباركية مع العائلة «رايحين المباركية ورادين من المباركية» ولا يستهوينا أي مكان آخر لما تحتويه المباركية مع بضائع شاملة ويحتاجها كل بيت، كما أن أسعارها مناسبة جدا مقارنة بالأسواق الأخرى، وقالت: لو تريد العطور فهي في كل اتجاه، وكذلك الخضار والفواكه موجودة بكل مكان، والسمك، وأيضا المطاعم بأنواعها، فالمباركية تجمع الماضي والحاضر، ولاحظ رواد سوق المباركية تجد انهم خليط من الكويت، ومن جميع دول العالم والجنسيات العربية والأجنبية.
وقالت فجر: شاهدت في هذا اليوم معرضا عمانيا يحتوي على الحلوى العمانية والعطور العمانية والدراريع العمانية، وكل المنتجات العمانية الرائعة، واختار أصحاب المعرض هذا المكان لمعرفتهم التامة ان هذا السوق يحضر إليه جميع الناس من غني وفقير، وفي سوق المباركية محلات عمرها اكثر من 80 سنة وتبيع مواد غذائية وعطورا وبعض محلات البشوت والسجاد والسلاح والمباركية حقيقة في الشتاء غير.
زيارات متعددة
والتقينا مع عبدالرحمن دغيم الرشيدي من المملكة العربية السعودية فقال لـ «الأنباء»: أنا في وطني الثاني الكويت والكويت حلوة في جميع الأوقات والفصول، ومن الصعب أن أعد لك زياراتي للكويت فهي جدا كثيرة، وفي كل مرة تكون وجهتنا مع الأهل الى سوق المباركية، وحتى المجمعات التي نذهب إليها لا تستهويني مثل ما يستهويني سوق المباركية، وأكثر أيام زيارتنا للكويت تكون في المباركية لما تتمتع به من أجواء جميلة ومتعة تسوق، فلو أردت أن تهدي كبار السن عندك محلات البشوت موجودة اذا أحببت أن تهدي العطورات، فجميع شركات العطور موجودة، وكذلك الحلويات افضل محلات «الحلا» القديمة والجديدة موجودة هنا، وكذلك جميع المطاعم في المباركة وأسعارها مناسبة للعائلات.
والتقينا مع ضاري وليد الذي قال: المباركية حلوة بالصيف وأحلى بالشتوية، وهي لا تقارن بأي مكان بالكويت، وتجمع التاجر وذوي الدخل المتوسط وذوي الدخل المحدود، ويتوافد لها جميع الزوار للكويت من جميع الدول وأتحدى كل المجمعات أن تحصل على كثافة ونسبة زوار خلال فترة الشتاء اكثر من سوق المباركية وحتى المجمعات المكشوفة لا تقارن مع المباركية.
مكان الجميع
أما سعود أحمد فقد أبدى إعجابه الشديد بسوق المباركية، وكان متواجدا مع أسرته، وقال إن المباركية تجمع كل الطبقات وجميع الأعمار من طفل وشاب ومن كبار السن، وخصوصا في فصل الشتاء، وفي كل مرة ازور المباركية أحصل على شيء جديد وحتى الكراسي تجدها منتشرة في جميع ممرات سوق المباركية لكي يرتاح عليها زوار السوق من كبار السن والاطفال، وساحة الصفاة قبل سنتين لم تكن بهذه الصورة، وخلال الفترة الاخيرة تم تطويرها بشكل كامل وهي معلم من معالم الكويت، وحقيقة ان المباركية تختلف حتى في مطاعمها، فلا يوجد مطاعم للوجبات السريعة واغلب المطاعم مطاعم مشويات واكلات شعبية محببة للناس.
وأضاف سعود: المباركية في فصل الشتاء أفضل من المجمعات، واغلب المشاهير والممثلين والفنانين الكويتيين والخليجيين تجدهم بين فترة وأخرى يتجولون في سوق المباركية.
مكان سياحي
كما التقينا مع أم نبيل العلي، التي تحدثت قائلة: المباركية تعتبر من احسن الأماكن السياحية بالكويت، وإذا أردت أن تعرف مكانتها فذلك من خلال وجود إجازة في أي من الدول الخليجية إذ تلاحظ تواجدهم بكثرة في سوق المباركية ولدي صديقات من دول عربية وأجنبية، وفي كل زيارة للكويت نتجمع في هذا السوق، وإحدى الصديقات قالت ان هذا السوق مشابه لأحد الأسواق في ايرلندا والذي يمتد عمره الى اكثر من 600 عام مع أن المباركية ما صار لها 100 سنة، ولكن من جمال منظر المباركية وصفتها بهذه الصورة.
هذا، وطالب معظم من التقتهم «الأنباء» بالاهتمام أكثر بالخدمات المقدمة للزوار وتوفير دورات المياه للرجال والنساء في أكثر من مكان كون المنطقة تمتد على مساحات واسعة.