آلاء خليفة
أكدت رئيسة المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات (تمكين) ورئيسة الجمعية الوطنية لمناهضة العنف المجتمعي ابتسام القعود، ضرورة العمل على دعم المرأة الفلسطينية التي تتعرض لكل أشكال العنف في الأراضي المحتلة، مشددة على دعم المنظمة الكامل لما تقوم به المرأة الفلسطينية من أدوار بطولية للذود عن وطنها.
جاء ذلك خلال كلمة القعود خلال افتتاح المؤتمر الـ 45 الذي تقيمه الجمعية برعاية وزير الشؤون الاجتماعية وشؤون الأسرة والطفولة الشيخ فراس السعود وبالتعاون مع المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات (تمكين) والاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة والشبكة الإقليمية للمسؤولية المجتمعية والديوان الوطني لحقوق الإنسان تحت شعار «قراءة جديدة للتحديات التي تواجه تمكين المرأة من أجل التنمية المستدامة» والممتد على مدار 3 أيام وتستضيفه غرفة تجارة وصناعة الكويت.
وقالت القعود ان المؤتمر يسلط الضوء على استعراض بعض المحاور التي يقدمها نخبة متميزة من الأكاديميين وذوي الخبرة والدراية، منها التمكين الاقتصادي للمرأة في ظل منظمات المجتمع المدني والجهود الحكومية ومنظمات المجتمع المدني لتمكين المرأة تشريعيا والتمكين السياسي وتعزيز الأدوار القيادية للمرأة ودور الإعلام في تمكين المرأة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جهتها، قالت النائبة في مجلس الشورى القطري شيخة الجفيري ان ما يربط بين دولة الكويت ودولة قطر علاقات تاريخية متجذرة تربطها أواصر الاخوة والمحبة ووشائج القربى والألفة، ما جعلها تسمو فوق التحديات والتغيرات وتتميز بالرؤى المشتركة على جميع الأصعدة.
وأشادت بما حظيت به من تقدير وتكريم على مر السنوات في الكويت وفي الدوحة كأول امرأة خليجية تفوز منفردة في انتخابات المجلس البلدي لخمس دورات متتالية. ولفتت الى ما تتعرض له النساء والأطفال في فلسطين بسبب الاعتداء الغاشم على فلسطين وتحديدا قصف المستشفيات، لافتة الى ان قطر قيادة وشعبا تهتم بهذه القضية المحورية وأصبحت عاملا مساعدا أثناء الهدنة، معربة عن الأمل في الوصول لحل سريع للمشكلة.
من ناحيتها، تحدثت اختصاصي الخدمة الاجتماعية في إدارة الشرطة المجتمعية بوزارة الداخلية آلاء الصراف، في تصريح خاص لـ «الأنباء» على هامش المؤتمر، عن الاختصاصات التي تزاولها إدارة الشرطة المجتمعية وأبرزها تنمية وتعميم مفاهيم الشرطة المجتمعية لدى العاملين بجهاز الشرطة وافراد المجتمع المدني وتدعيم العمل الاجتماعي في جهاز الشرطة وكسر الحاجز النفسي بين رجال الامن وافراد المجتمع من خلال تغيير الصورة الذهنية لرجل الشرطة، بالإضافة الى تفعيل الدور الوقائي من الجريمة واشتراك المجتمع في هذه المسؤولية عن طريق تحقيق الشراكة المجتمعية للوقاية من الجريمة.
وأضافت: كما تشمل الاختصاصات تعميم أسلوب الإصلاح وإعادة تأهيل الحالات السلوكية المنحرفة والجنائية من خلال ابتكار أساليب متطورة علاجية وإصلاحية وتأهيلية، وكذلك متابعة ضحايا الجريمة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم من ضمنهم ضحايا العنف الاسري، فضلا عن حل المشكلات الفردية والخلافات الاسرية بأساليب الوفاق الاجتماعي من خلال تحقيق مبدأ العدالة التصالحية، وكذلك تطوير آليات تكوين أصدقاء الشرطة والعمل التطوعي في جهاز الشرطة كأحد أساليب الشراكة المجتمعية للاستفادة من طاقات وامكانيات المجتمع في تعزيز الامن وتفعيل دور المؤسسات الاجتماعية والتربوية في الدولة لمعالجة المشاكل الاجتماعية، وأخيرا تثبيت القيم الإيجابية في المجتمع ومحاربة العادات الضارة والخاطئة بالتنسيق مع المؤسسات الاجتماعية والتربوية والدينية من خلال غرس القيم والمبادئ العامة والأخلاق في نفوس الآباء والأبناء حماية ووقاية من الجريمة.
أسرار حياة: تحديات سياسية واجتماعية واقتصادية تواجه المرأة
تحدثت الناشطة ورائدة الاعمال أسرار حياة عن التحديات التي تواجه المرأة فيما يخص تمكينها اقتصاديا، ومن أبرزها ان المرأة لابد ان تبدأ من نفسها وان المسؤولية تقع على المرأة في السعي، لافتة إلى ان هناك نساء لديهن ضعف في الفكر الثقافي نتيجة قصور لديها في التعليم والثقافة والثقة في قدرتها وعدم تطويرها لذاتها فضلا عن صعوبات تواجهها في مواجهة الضغوطات النفسية وكذلك جهلها ببعض القوانين والإجراءات القانونية بما يجعلها تتسلم وتخضع للضغط المجتمعي الذي يتمسك بالدور التقليدي للمرأة.
وأكدت حياة خلال المؤتمر ضرورة أن تكون المرأة قوية وتسعى لبناء ذاتها والتحرر من تلك التحديات لأخذ الخطوة الأولى نحو التمكين، مشيرة الى ان المرأة تواجه كذلك التحديات الاجتماعية المتمثلة في الموروث الثقافي والاجتماعي، فهناك مواريث خاطئة على سبيل المثال تردد ان المرأة مكانها المنزل وهذا مفهوم خاطئ، فالمرأة قادرة على العطاء في المنزل وكذلك في ميادين العمل.
وذكرت حياة ان هناك مفاهيم خاطئة تقول كذلك ان المرأة تبعيتها الاقتصادية تكون للرجل بما يجعلها تعاني من ضعف في قدرتها المالية، مؤكدة ضرورة اعتماد المرأة على نفسها.
وأشارت حياة الى ان التمكين الاقتصادي يعني تساوي التوزيع النسبي لكل من الرجل والمرأة في الوظائف الإدارية والتنظيمية والمهنية والدخل المكتسب والأجور، موضحة ان التمكين الاقتصادي للمرأة يعني انها تقوي وتعزز من نفسها اقتصاديا حتى يكون لها دخل يلبي احتياجاتها واحتياجات اسرتها وتنمي قدراتها لعمل مشروع خاص بها او الحصول على وظيفة في مؤسسة تقدم خدمات او منتجات.
وأفادت حياة بأن المملكة العربية السعودية قامت بعمل الكثير من الإصلاحات القانونية وقاموا بإطلاق الكثير من برامج تمكين المرأة وتوعية فعالة عن أهمية انضمام المرأة للعمل، بالإضافة الى التغيير الإيجابي للاعراف الاجتماعية، كذلك قاموا بعمل تغيير في الهيكل الاقتصادي حتى يلائم المرأة بما ساهم في تمكين المرأة السعودية بشكل سريع، حيث بلغت نسبة مشاركة المرأة السعودية في سوق العمل 17.4% وذلك في عام 2017 ووصلت حاليا النسبة الى 36% وذلك في عام 2023، مشيرة إلى أن مشاركة المرأة لقوى العمل بالتساوي مع الرجل تسهم في زيادة الناتج الإجمالي المحلي الى ما يقارب 20%.