- القدومي: فلسطين أكثر قضية زُوّرت في التاريخ.. وبيع الفلسطينيين أراضيهم لليهود أخطر كذبة حفرت بأذهان العالم
- الشطي: الكويت اعتادت عبر تاريخها ومنذ 400 سنة العمل الإنساني والفزعة مع المظلومين والوقوف ضد الظالمين
- الوهيب: العدوان الصهيوني يناقض كل المواثيق الدولية والعقود الأممية ويمارس أبشع أنواع العنف ضد المرأة الفلسطينية
- الكندري: دعم الكويت ومؤسساتها وفرقها التطوعية للقضية الفلسطينية في هذا العدوان الأخير على غزة.. شرف ومفخرة
محمد راتب
أكد النائب حمد العبيد أن ما شهده مجلس الأمة من تفاعل كبير مع طوفان الأقصى ودعم أهل غزة والقضية الفلسطينية ونصرة المظلومين ليس إلا انعكاسا حقيقيا لموقف الشعب الكويتي ووجهة نظره حول القضية، لافتا إلى الكويت كانت وما زالت هي دولة الإنسانية وإغاثة الملهوف والمواقف المشرفة، بل كانت في مساعدة الأعزل والضعيف ولم تخذل أي محتاج على وجه البسيطة، حكومة وشعبا ومؤسسات مجتمع مدني.
جاء ذلك خلال مشاركته في الندوة التي نظمتها الجمعية الكويتية للمقومات الأساسية لحقوق الإنسان مساء أمس الأول بعنوان «دور مؤسسات المجتمع المدني الكويتية في نصرة غزة»، وذلك بمشاركة أكاديميين ومتخصصين في القضية الفلسطينية، وبرعاية مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار) وجمعية الحياة الخيرية ورابطة شباب لأجل القدس – الكويت، وبمشاركة فريق كويتيون دعما لفلسطين وسنا القدس وخليجيون لدعم فلسطين وهمسات حواء وحارات الكويت. وأضاف العبيد ان التحركات في مجلس الأمة بدأت منذ انطلاقة شرارة طوفان الأقصى، وتم إصدار بيان بتحميل الكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عما يجري، فالصهاينة المحتلون هم من ينتهكون الحرمات، وما حصل من أهل غزة إنما هو دفاع عن النفس، كما تم إصدار بيان من 45 نائبا يؤيدون المظلومين في غزة وحقهم في الحياة، لافتا إلى أن مجلس الأمة بشعبه البرلمانية يعمل في نصرة القضية الفلسطينية.
وتابع أنه تم عقد جلسة خاصة لإدانة الانتهاكات الصهيونية في غزة، واحتلت أهمية كبرى لدى النواب، وكان لها صدى، وخرجت بتوصيات واتفاقيات مع الحكومة، وحرصنا على أن تكون هذه التوصيات عملية لردع العدو الصهيوني ودعم وكفاح الشعب الفلسطيني، ثم توسعنا في التحرك على المستوى الخليجي وتم انعقاد اجتماع بهذا الشأن وصدر بيان ختامي أدان العدوان الإسرائيلي، مشيرا على أنه تم توسيع رقعة التحرك لتشمل البرلمان العربي، ولم يكن ذلك إلا لإيصال صوتنا لأكبر عدد ممكن من شعوب العالم، حيث كان لنا دور في الاتحاد البرلماني الدولي في أنغولا وهو يوازي الأمم المتحدة وطلبنا اقتراح بند طارئ بإيقاف الحرب على غزة وفتح المعابر الآمنة، وحوربنا من أول يوم، ونجحنا في جمع الجهود، وتفوقت المجموعة العربية الإسلامية على المجموعة الأوربية في الحصول على أغلبية برلمانات العالم مما يدل على أن أكثر شعوب العالم تقف مع الفلسطينيين في قضيتهم.
ثم تحدث د.عيسى القدومي وهو باحث وكاتب في القضية الفلسطينية، عن تاريخ دولة فلسطين بين الحقيقة والتزييف، فأوضح انه ليست هناك قضية في التاريخ قد زورت مثل قضية فلسطين، حيث إن المؤرخين الغربيين أكدوا أن تاريخ فلسطين لم يكتب بعد، ولو يعلم العالم كيف مورس التزوير لأصابه الذهول، لافتا إلى «أننا بحاجة إلى بناء معرفي، فالقضية الفلسطينية مغيبة في الجامعات والمراكز والمدارس، وليس لدينا تعريف حقيقي لها، فالصراع كما هو في الدين والأرض فهو صراع معرفي».
وأضاف أن اليهود نشروا أكذوبة بيع الفلسطينيين أرضهم لليهود من أجل أن يقطعوا أواصر العلاقة بين العرب والمسلمين، وأرادوا أن تكون هذه الأكذوبة محفورة في عقول العرب والمسلمين، ما يعني أن مسيرة اليهود والغرب هي مسيرة خداع مورس في قضية فلسطين، مبينا أن قضية فلسطين تم تغييبها إلى أن جاء طوفان الأقصى في 7 أكتوبر فأعاد صورة القضية وحقيقتها للذاكرة. وأشار إلى أن قرار التقسيم هو أخطر قرار في تاريخ فلسطين، وهو يفوق خطر وعد بلفور، حيث إنه في البداية أعطى 54% لليهود والباقي للفلسطينيين، ولما انسحبت بريطانيا أعلن الكيان الصهيوني قيام دولة إسرائيل، ثم لم يلتزم هذا الكيان بقرار التقسيم، حيث أكمل احتلاله في 1948 ثم في 1967 وبعدها أكمل استيلاءه على سيناء والجولان.
نصرة المظلومين
بعد ذلك، تحدث رئيس مركز الكويت لتوثيق العمل الإنساني (فنار) د.خالد الشطي عن جهود الكويت في نصرة القضية الفلسطينية، قائلا: إن «الكويت اعتادت عبر تاريخها ومنذ 400 سنة الفزعة مع المظلومين والعمل الإنساني والوقوف ضد الظالمين وهذا ليس غريبا على الكويت، وهي نعمة من الله تعالى، لافتا إلى أن الكويتيين منذ بداية النكبة كان لهم موقف صلب، ودعم مستمر منذ بدايات القضية وكانت لها تبرعات موثقة ومعروفة، و«قد شاركنا في معرض الكتاب بـ (كتاب فلسطين في عيون الكويت) والذي يوثق مواقف الكويت من حكام ومحكومين وبرلمانيين وجمعيات وأفراد تجاه القضية خلال 100 عام».
وأضاف أن مدارس الكويت استحضرت قضية فلسطين في طابور الصباح وشهد الأمر تفاعلا من قبل الطلبة، كما أن نساء الكويت لم يقصرن في التبرع بالحلي والذهب، واليوم وصلنا في الجسر الجوي إلى 28 طائرة إغاثية وهناك من شارك في إيصال الإغاثة لمطار العريش، مشيرا إلى أن الرياضيين الصغار عندما يقابلون لاعبين صهيونيين ينسحبون من المبارزة، وهذا يدل على فضل الله لأهل الكويت، ويجب أن نستغل هذه الحرية والدعم اللامتناهي من حكام الكويت ورجال الكويت.
أما رئيسة لجنة المرأة والطفل في جمعية مقومات حقوق الإنسان منى الوهيب فقد ألقت كلمتها متحدثة عن ارتفاع وتيرة العنف ضد المرأة الفلسطينية، حيث قتل الاحتلال الصهيوني ما يقارب 4000 امرأة، وتم أسر 29 امرأة ومازلن يقبعن في السجون، بالإضافة إلى معاناة النسوة الشديدة نتيجة لفقدان أطفالهن في هذا الحدث، فهناك ما يقارب 5840 من الأطفال الذين استشهدوا وهناك 11 ألف طفل جريح، فضلا عن تدمير العدوان لأكثر من 44000 منزل سكني.
ولفتت إلى أن العدوان الصهيوني يناقض كل ما جاء في المواثيق الدولية والعقود الأممية ويمارس أبشع أنواع العنف ضد المرأة الفلسطينية.
بدوره، تحدث الرئيس التنفيذي لرابطة شباب لأجل القدس – الكويت م.يوسف الكندري، عن دور وتجارب الفرق التطوعية في دعم القضة الفلسطينية قائلا: إن استدامة المبادرات التطوعية والحفاظ على الحالة العامة التي آلت لها الكويت بحكومتها وشعبها ومؤسساتها وجمعياتها في نصرة القضية الفلسطينية إنما هو مسؤولية على مؤسسات المجتمع المدني، داعيا إلى تكوين تنسيقية على مستوى جمعيات النفع العام في الكويت وعددها 180 لوضع استراتيجية وبرنامج عمل مستمر ومستدام في هذا الخصوص. وأضاف ان ما شهدته الكويت ومؤسساتها وفرقها التطوعية لدعم فلسطين في هذا العدوان الأخير على غزة، هو شرف ومفخرة، حيث إن هذه التحركات التطوعية أخذت شكلا أكثر تنظيما، لأن الحدث استثنائي على مستوى الأمة جمعاء، لاسيما أنه ساهم في القضاء على صورة الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، كما أعاد إلى الأذهان صورة القضية الفلسطينية. وبين أن الكويت دخلت بكل مؤسساتها في حالة عامة داعمة للقضية وهذا مشاهد بشكل غير مسبوق للمتابع، في مستوى التضامن، ابتداء من القيادة السياسية والبرلمان والأداء التطوعي والمؤسسات الرسمية، فهناك أكثر من 1200 مدرسة تقيم برامج توعوية عن القضية الفلسطينية، وذلك على مدار أسبوعين ابتداء من طوابير الصباح حتى الانصراف، وهناك وقفات تضامنية في المؤسسات الطبية والمستشفيات، مما يدل على أن هناك ظاهرة في دعم المقاومة، فلأول مرة تقام 9 وقفات تضامنية في ساحة الإرادة، كما أن أكثر من 400 من الفرق التطوعية في هذا المجتمع المعطاء والتي تنضوي تحت مظلة وزارة الشؤون والمؤسسات شاركت في دعم القضية.
الصقر: الاحتلال الإسرائيلي ضرب بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان عرض الحائط وارتكب جرائم حرب بحق المدنيين العزل
تحدث رئيس جمعية مقومات حقوق الإنسان أ.د.يوسف الصقر عن جرائم الحرب في غزة وموقف المنظمات الحقوقية منها، مبينا أن جرائم الحرب لا تحتاج إلى بحث طويل جدا، فمن السهولة بمكان أن تضع إصبعك على أي اتفاقية دولية في مجال حقوق الإنسان من قبل الأمم المتحدة ومنظماتها المنبثقة عنها لترى بأم عينيك أن الكيان الصهيوني ضرب بها عرض الحائط وارتكب جرائم حرب بحق السكان المدنيين العزل، فكم من طفل قتل، وكم من امرأة قتلت وشوهت.
وأضاف ان الكيان الصهيوني مارس أبشع الانتهاكات لمواثيق الدول والحروب وحقوق الإنسان والفصل العنصري، وصادر حق الحياة والماء والكهرباء والصحة من الفلسطينيين الذين أصبح الكثير منهم مهجرين ولاجئين، لافتا إلى أنه منذ عام 1948 مازالت هناك ملفات وجرائم كبيرة وكثيرة من قبل الاحتلال الصهيوني.
وشدد على أن المطلوب في الوقت الحالي تضافر الجهود على مستوى دول العالم حيال القضية الفلسطينية، وتعزيز دور المراكز والباحثين في توثيق وتتبع جرائم الحرب من قبل الكيان الصهيوني ورصدها.
وتابع أن الجيل الصغير أحرجنا فترك كل شيء من الرفاهية والاهتمامات الأخرى وتفاعل مع القضية الفلسطينية، مما يدفعنا الى ألا نقف مكتوفي الأيدي، وأن نستمر في تدريس أبنائنا بوزارة التربية على أن القضية قضية عادلة وأنها وعد من لا يملك لمن لا يستحق.