- لمن يقول إننا أمة لا تقرأ.. نقول: انظر إلى معرض الشارقة للكتاب وما يقدمه من مشاركات دور نشر وكتاب وأدباء ومثقفين وشعراء
- معرض الشارقة استقطب أكثر من 2033 دار نشر من 109 دول وتربّع للعام الثالث على التوالي كأكبر معرض كتاب في بيع وشراء حقوق النشر
- تعتبر المعارض الخزان للمكتبات حيث تتزود منها بأحدث الإصدارات لتعزيز مقتنياتها من الكتب بأنواعها
يوسف غانم
أسدل معرض الشارقة الدولي للكتاب الستار على فعاليات دورته الـ 42 تحت شعار «نتحدث كتبا» بنجاح وتميز كبيرين من جميع الجوانب التنظيمية، ومن حيث كم المشاركات المحلية والخليجية والعربية والدولية، وكذلك الأنشطة والفعاليات المتنوعة المصاحبة، حيث استقطب أكثر من 2033 دار نشر من 109 دول، وتربع للعام الثالث على التوالي كأكبر معرض للكتاب في بيع وشراء حقوق النشر. وللحديث عن المعرض وأهم محطاته التقت «الأنباء» الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب أحمد بن ركاض العامري الذي عبر عن سعادته بمشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة في معرض الكويت الدولي للكتاب توطيدا للعلاقات الثقافية بين البلدين الشقيقين، مشيرا إلى حرص هيئة الشارقة للكتاب على هذه المشاركة من خلال جناحها بهذا المعرض من باب الترويج لمعرض الشارقة الدولي للكتاب باعتباره جزءا لا يتجزأ من العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين الشقيقين خصوصا أن للكويت مكانة خاصة في قلوب الإماراتيين عموما وأبناء الشارقة خصوصا، فإلى التفاصيل:
بداية كيف تنظرون إلى معرض الشارقة لهذا العام، وهل حقق ما كنتم تسعون إليه؟
٭ حقيقة نحن سعداء بما حققه المعرض من نتائج مميزة، ونطمح دوما للأفضل والتميز، فمع اختتام كل دورة نتطلع إلى بداية دورة جديدة من معرض الشارقة لتسهم في ترسيخ المشهد الثقافي المتكامل الذي تعيشه الشارقة بقيادة عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، وبما يؤكد الإيمان المتجذر بأن النجاح والتميز بحاجة إلى جهود كبيرة وعمل دؤوب ومتواصل للخروج بالنتائج المتوخاة وتحقيق الآمال المنشودة.
وكيف كان النجاح هذا العام؟
٭ النجاح كان على أرض الواقع والكل لمسه من خلال مشاركة أكثر من 2033 دار نشر من 109 دول، قامت بنشر أكثر من مليون ونصف المليون عنوان في مختلف صنوف العلم والمعرفة والثقافة، حيث لبت كل ما يمكن أن يسأل عنه الزائر أو يطلبه الباحث في أي من المجالات المعرفية.
«نتحدث كتباً»
وماذا عن الأنشطة والبرامج المصاحبة للمعرض؟
٭ كان شعار المعرض لهذه الدورة «نتحدث كتبا»، لكننا لم نقف عند هذا الشعار فقط، بل انطلقنا كما في السنوات السابقة على أن نقدم لجمهور المعرض وزواره العديد من الأنشطة والبرامج المتنوعة المصاحبة، فتم تنظيم 1700 فعالية مختلفة بمشاركة نحو 215 ضيفا في مجالات مختلفة حضروا من 69 دولة، كما شهد المعرض إقامة 460 فعالية ثقافية تصدى لها 127 ضيفا من الأدباء والمفكرين والناقدين والفنانين العرب والأجانب من 33 دولة وقدموها ضمن ملتقيات وندوات ولقاءات شهدت تفاعلا وحوارات مع الجمهور من الحضور والمثقفين والإعلاميين والمهتمين.
«توقيع الكتب» من أهم الأمور التي تشهدها المعارض، كيف ترون ذلك؟
٭ بالتأكيد فكل مؤلف أو روائي أو صاحب كتاب يبحث عن المكان النسب لتوقيع إصداره الجديد، وكذلك تحرص دور النشر على اغتنام فرصة وجود المعارض لتوقيع إصدارات كتابها، والجدير ذكره هنا أن الكثير من أصحاب دور النشر والكتاب يحرصون على التواجد في معرض الشارقة للقاء الجمهور وتوقيع كتبهم، حيث يوفر المعرض منصة للتوقيع، وكذلك هناك مؤلفون وكتاب وروائيون يحرصون على توقيع كتبهم في دور النشر التي ينشرون من خلالها، وهناك مئات الإصدارات الجديدة التي يتم توقيعها سنويا خلال المعرض.
ضيف الشرف
كانت كوريا الجنوبية هذا العام ضيف الشرف على المعرض، وقبلها كانت إيطاليا، كيف يتم الاختيار؟
٭ لعل الكم الكبير والإبداع في التنظيم الذي قدمته هيئة الشارقة للكتاب، وسمعة المعرض الثقافية عالميا، من الأمور التي جعلت من معرض الشارقة للكتاب هدفا لكثير من الدول لتكون ضيف شرف للتعريف بثقافتها وتقديم صورة إيجابية عنها أمام العالم من خلال المعرض، كما أن نجاح المعرض جعل الكثير من الدول توجه إلينا الدعوات لنكون ضيف شرف خلال معارضها، وهذا الأمر يعكس النجاح الذي وصل إليه المعرض وارتقائه إلى هذه المكانة الدولية.
وسيكون معرضنا العام المقبل ضيف شرف معرض «سالونيك» للكتاب 2024 في اليونان، وتم توقيع الاتفاقية مع رئيس المؤسسة اليونانية الثقافية.
وأقول إنه أينما يذهب معرض الشارقة فهو يمثل دولة الإمارات، ونحن نمثل الثقافة العربية كلها عندما نحل على أي دولة ولسنا كممثلين فقط للشارقة أوالإمارات.
بوابة الشرق والغرب
وهل اكتسب معرض الشارقة صفة «الدولية» التي تطمحون إليها؟
٭ بالتأكيد، فقد أصبح المعرض بوابة للشرق والغرب، وهذا تأكيد على هدفنا الأساسي للارتقاء بصناعة الأدب والثقافة، وتنمية القراءة في مجتمعاتنا العربية أولا، وذلك انطلاقا من رؤية حاكم الشارقة صاحب السمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي، القائمة على تعزيز الحوار الفكري بين الثقافات، من خلال دعم الكتّاب والأدباء والمفكرين وحركة النشر وصناعها ليكونوا قادرين على الاستمرار بعطاءاتهم الأدبية والثقافية والمعرفية، وهذا الأمر نلمسه من خلال ارتفاع نسب الترجمات بين التجار، وليست الترجمات الحكومية، فقد ازدادت الترجمات من العربية إلى اللغات الأخرى بشكل كبير تجاوز المئة كتاب سنويا، وأصبح هناك إقبال على شراء المحتوى العربي، وهذا دليل على نجاح هذا المشروع الثقافي بصوره المتنوعة.
المعرض الأكبر
أصبح معرض الشارقة من المعارض الأكبر عالميا، كيف تثمنون ذلك؟
٭ نحن فخورون بكون معرض الشارقة الدولي للكتاب هو الأكبر في بيع وشراء حقوق النشر على مستوى العالم، وقد شارك 1157 وكيلا أدبيا وناشرا من مختلف دول العالم وكانت لدينا أكثر من 900 طاولة حقوق ناشطة بشكل كبير خلال مؤتمر الناشرين الأخير الذي عقد مؤخرا ضمن أنشطة المعرض، وتم عقد نحو 2500 اجتماع خلال يومين لبيع وشراء حقوق النشر، وكل هذا يؤكد قوة واتساع المشاركة العالمية في هذا المعرض وهذا الأمر يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة لمواصلة النجاح والمثابرة للوصول إلى الأفضل دائما، ولدينا خطط كثيرة، ونحن أمام تحد مستمر مع الذات، وليس مع الآخر، وهذا الأمر صعب كوننا لا ننافس الآخرين، بل ننافس أنفسنا في هذا المشروع. ما حققته هيئة الشارقة للكتاب مصدر فخر لكل عربي، حيث استطعنا تغيير الصورة النمطية عن الثقافة العربية لدى القارئ الأجنبي، ونقل لمن يقول إننا أمة لا تقرأ: «انظر إلى معرض الشارقة للكتاب».
وماذا عن مؤتمر المكتبات، والمشاركين فيه؟
٭ لقد شهد معرض الشارقة انطلاق الدورة العاشرة من «مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات» والذي جاء بالشراكة مع جمعية المكتبات الأميركية، وبمشاركة أكثر من 400 من المتخصصين وممثلين عن أمناء المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة من دول المنطقة والولايات المتحدة، إضافة إلى 30 دولة أخرى. وحضر المؤتمر أيضا عدد من المفكرين والمثقفين ورواد الكلمة. وهذا الأمر يعزز من سبل التواصل بين خبراء النشر وأمناء المكتبات والأكاديميين والكتاب والمترجمين والوكلاء الأدبيين والمبدعين والمهتمين بالأدب والمعرفة والنشر حول العالم.
وتعتبر المعارض الخزان للمكتبات حيث تتزود منها بأحدث الإصدارات لتعزيز مقتنياتها من الكتب بأنواعها.
فن وعلم ومعرفة
وكيف كان انطباع الحضور والجمهور عن الفعاليات الثقافية المرافقة، وما أبرزها؟
٭ شهد معرض الشارقة نحو 1700 نشاط وفعالية مختصة بفنون الحياة، والعلم والتعليم وأبواب المعرفة، فكرم الروائي الليبي العالمي إبراهيم الكوني المرشح لجائزة «نوبل» الذي انضم إلى قائمة أدباء وكالة الشارقة الأدبية، واستضاف المعرض رائدة الفضاء التي حطمت الرقم القياسي كامرأة، ولديها كتاب بالتعاون مع وكالة الفضاء الأميركية «ناسا»، والتي يشكل وجودها نجاحا آخر للمعرض، كذلك مشاركة عدد من كبار الأدباء والمؤلفين والمفكرين والشعراء المميزين مثل الروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، الذين يختارون معرض الشارقة لتوقيع إصداراتهم الجديدة، كونهم يقدرون أهمية المعرض وما يتميز به من تنظيم وحضور جماهيري كبير، وكذلك ما يتمتع به من صدى خليجي وعربي ودولي، وكان معنا حضور مميز أيضا للروائيين والكتاب الكويتيين بثينة العيسى ود.مي النقيب وعبدالوهاب الرفاعي وفارس عاشور ود.خالد اللنقاوي والشاعر شريان الديحاني، ودور النشر الكويتية التي شهدت إقبالا من جمهور المعرض.
وما رؤيتكم لدور معارض الكتب في نشر الثقافة العربية، وإيصالها للعالم؟
٭ إن ما حققته في هيئة الشارقة للكتاب يفخر به كل عربي، فقد استطعنا أن نغير الصورة النمطية للثقافة العربية لدى القارئ، ومن يقول إننا أمة لا تقرأ، فلينظر إلى معرض الشارقة للكتاب.
ومعارض الكتب تعتبر النافذة الأفضل لتوزيع ونشر الكتب خليجيا وعربيا ودوليا، بسبب بعض العوامل والمتغيرات الاقتصادية وغيره والتي تختلف من دولة إلى أخرى، كالجمارك، وتحرير الأموال والرقابة، وغيرها من الأمور التي تجعل من معارض الكتب الطريقة الأفضل لإيصال الكاتب وفكره والكتاب ومحتواه إلى عشاق القراءة والمعرفة في كل مكان.