حنان عبد المعبود
فتحت الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح «صندوق» وباحت بأسرارها في قصائد تستلهمها من مخزون الذكريات، «صندوق» يحمل دائما العديد من الأسرار والحكايات والأحلام، ولكل منا صندوق في حياته، يحمل داخله كل ما عاشه وما لم يعشه.
بهذه الكلمات عبرت الشاعرة الشيخة أفراح مبارك الصباح عن معنى اسم «صندوق» لديوانها الجديد، الصادر عن دار كلمات للنشر والتوزيع، وعما يتضمنه الديوان من قصائد أكدت أن كل القصائد التي يحتويها الصندوق تمثل مرحلة من مراحل مسيرتها الشعرية.
وأضافت «كل دواويني أو قصيدة أكتبها تكون رثاء لوالدتي، لأننا تحت أسقفها الدافئة، وبالرغم من هذا فإن كل القصائد تحمل الذكريات لنجوم حسبناهم يوما سيكملون المسيرة الحياتية، إلا أننا فوجئنا بغيابهم، وهناك الأصدقاء والأهل وكل هذا الحنين الذي نحمله ما هو إلا حكايات نعيشها بهذا الصندوق».
الشعر والرواية
وعن تقييمها لوضع الشعر مع مجريات العصر الحديث، أكدت أن الشعر لا يحمل نفس ثقل الرواية والتي تكون دائما لها حظوة لدى القراء، مستدركة أن هناك نخبة من الناس يعيشون في عالم الشعر، وقالت «نحن كشعراء نجتهد في هذا الجانب، رغبة منا أن يسمعنا الجميع، وبالرغم من هذا فإن الشعر يختلف عن الرواية حيث يرقق القلب، وهو ما نحتاج إليه هذه الأيام».
وأعربت عن أملها أن يكون هناك الكثير من الأشخاص الذين يقرأون الشعر ويتذوقونه ويعيشون في عالم الخيال، فالشعر أهم ما يميزه أنه يحملنا في عالم الخيال ويحلق بنا في أفلاك عالية وواسعة، فالرواية قد يكون خيالها محدودا نوعا ما لأنها مسهبة بالكلمات، ولكن القصيدة تكون مكثفة ولديها عمق.
خطان متوازيان
وأشارت إلى أن مجريات العصر الحديث قد تبعد الإنسان منذ صغره عن التوجه نحو الكلمة المكتوبة، محذرة من هذا الابتعاد، مشددة على أن البيت والمدرسة هما خطان متوازيان يحملان الثقل لتعليم الأبناء القراءة، فالبيت الذي لا يكون به أناس يقرأون لن نجد أبناء يقرأون أيضا، وكذلك بالمدرسة، حيث عشنا فترة من عمرنا كان لدينا حصة المكتبة، وكانت حصة مفروضة ولها علامات وثقل بالدرجات، ولهذا يجب أن يكون هناك تعاون بين البيت والمدرسة، وكذلك هناك المجتمع المدني من خلال الجمعيات المختلفة التي لها دور في التعاون بين البيت والمجتمع.
إقبال نسائي
وعن الإقبال على الكتاب منذ اليوم الأول من قبل النساء بشكل أكثر من الرجال، علقت الشيخة أفراح قائلة «لا أدري سببا لهذا، وأتمنى أن يكون الإقبال من الجنسين، ولكن قد يكون الرجل يخجل من أن يقرأ لسيرة، ولكن في نهاية الأمر هناك أشعار موجودة والشعراء الرجال متواجدون في المشهد، والشعر يبقى شعرا سواء كان القراء من الرجال أو النساء».
عنوان المعرض
وثمنت الشيخة أفراح مبارك الصباح جهود القائمين على تنظيم معرض الكتاب، وقالت: شدني عنوان معرض الكتاب لهذا العام، وهو يتزامن مع الكويت عاصمة الثقافة والإعلام العربي، حيث كان عنوانه «عاصمة الثقافة ووطن الكتاب»، والعنوان جذبني لأنه يحمل العديد من المعاني فالوطن بلا كتاب وبلا قراء غربة وحمل الكثير من الضعف، ان الوطن بعقول أبنائه وطريقة تفكيرهم والقراءة هي التي تجمل المجتمع وتجمل عقول أبنائه. واختتمت مقدمة الشكر الى القائمين على تنظيم معرض الكتاب، ودار كلمات.
