- 2.4 مليار يورو إجمالي حجم التبادل التجاري وإيطاليا هي الشريك الأول للكويت في الاتحاد الأوروبي
- جددنا الاتفاقية الخاصة بالتنقيب عن الآثار في جزيرة فيلكا ووقّعنا اتفاقية جديدة تخص «كاظمة»
- ما يقارب 600 جندي إيطالي في الكويت يعملون في إطار التحالف الدولي لمحاربة «داعش»
- نتبادل الدعم في المحافل الدولية وتجمعنا رؤى مشتركة حيال العديد من الملفات والقضايا
- 20 ألف تأشيرة أصدرها القسم القنصلي عام 2022 وأصدرنا 4000 تأشيرة في أقل من شهرين
- الكويت إحدى دعائم الاستقرار في المنطقة بديبلوماسيتها الواعية والرائدة وإيمانها المطلق بالحوار
- النهج الكويتي هو الحل الأمثل لأزمات منطقة الشرق الأوسط لتجنب ويلات الحروب
أجرى اللقاء: أسامة دياب
أكد السفير الإيطالي لدى البلاد كارلو بالدوتشي عمق العلاقات الإيطالية – الكويتية والتي وصفها بالتاريخية والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، موضحا أن حجم اللاستثمارات الكويتية في إيطاليا قد زاد أكثر من 100% خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، في حين بلغ إجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين 2.4 مليار يورو في 2022 (+54% مقارنة بعام 2021).
ولفت بالدوتشي – في لقاء خاص لـ «الأنباء» – إلى أن بلاده تعتبر إحدى الوجهات السياحية المفضلة للسائح الكويتي، مشيرا إلى أن القسم القنصلي قد أصدر 20 ألف تأشيرة في عام 2022، مبينا أن عدد التأشيرات التي أصدرت منذ بداية العام الحالي وخلال اقل من شهرين منذ بداية العام وصل 4000 تأشيرة، وهذا يعكس الاقبال الكبير من الكويتيين على زيارة إيطاليا.
وأشار بالدوتشي إلى أن الكويت إحدى دعائم الاستقرار في المنطقة بديبلوماسيتها الواعية والرائدة وإيمانها المطلق بالحوار، مشددا على أن النهج الكويتي هو الحل الأمثل لأزمات منطقة الشرق الأوسط وتجنب ويلات الحروب، فإلى التفاصيل:
كيف تصف العلاقات الكويتية – الإيطالية ماضيها وحاضرها وآفاقها المستقبلية؟
٭ العلاقات الإيطالية – الكويتية نموذج يحتذى في العلاقات بين الدول، فهي علاقات ممتازة في مجملها وتتسم بالقوة والمتانة والتطور على جميع الأصعدة ومختلف مجالات التعاون الثنائي وذلك برغبة متبادلة ورعاية من القيادة السياسية في البلدين الصديقين. وعلى الصعيد الاقتصادي يرتبط البلدان بعلاقات تجارية واقتصادية تقليدية نسعى بشتى الطرق إلى تطويرها واستشراف آفاق جديدة لها.
ومن الناحية السياسية نجد ان البلدين الصديقين يتبادلان الدعم في المحافل الدولية وتجمعهما مشاورات سياسية بناءة ومنتظمة ورؤى مشتركة حيال العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، واهتمامات ورغبة متطابقة حيال تحقيق السلام وتخفيف المعاناة الإنسانية المترتبة على الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة، والإيمان بالحوار كنهج لا بديل عنه لحل الأزمات بمختلف أنواعها.
وأود أن أشير إلى اللقاء المثمر والايجابي والناجح الذي جمع نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، مع وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن في فبراير الماضي، وتناول اللقاء سبل دعم وتعزيز مختلف مناحي العلاقات الثنائية، بالإضافة إلى تبادل الرؤى حيال أبرز الملفات على الساحتين الإقليمية والدولية.
ومؤخرا كانت لدينا زيارة لوفد يتكون من ممثلي 30 من الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة في مجال النفط والغاز وقطاع الطاقة المتجددة وعقد الوفد عددا من اللقاءات المهمة في مؤسسة البترول الكويتية «KPC» ووزارة الكهرباء والماء وغرفة الصناعة والتجارة، بالإضافة إلى عدة اجتماعات B2B مع القطاع الخاص، ونتطلع إلى ان نستمر في تعاوننا مع شركائنا الكويتيين في القطاعين العام والخاص.
ما عدد الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقة بين البلدين الصديقين؟
٭ لدينا عدد كبير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تسير العلاقة بين البلدين وتمثل الإطار القانوني لها وهي في الواقع تغطي جميع مجالات التعاون الثنائي، ولكن بالنسبة لي كسفير دائما ينصب تركيزي على الاتفاقيات الجديدة التي من الممكن أن تزيد من حجم التعاون الثنائي في القطاعات الواعدة ونعمل على عدد منها تحتاج الى التوقيع فقط.
ولقد وقعنا مؤخرا اتفاقيتين ثقافيتين في مجال التنقيب عن الآثار ونحن فخورون بذلك، وذلك يمثل قيمة كبيرة للعلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن كون الاكتشافات الأثرية إضافة مميزة لتاريخ الكويت، سعداء بمشاركة خبراتنا في هذا المجال مع الكويت ولذلك جددنا الاتفاقية الخاصة بالتنقيب في جزيرة فيلكا، كما وقعنا اتفاقية جديدة تخص منطقة كاظمة بالقرب من الجهراء. حاليا، نحن بصدد التوقيع على اتفاقية تطوير الحوار الاستراتيجي بين البلدين.
التبادل التجاري
كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
٭ تعاوننا مع الكويت يزداد بشكل ملحوظ تجاريا، فوفقا للإحصاءات المتوافرة لدينا، تعتبر إيطاليا الشريك الأوروبي الأول للكويت من حيث الصادرات منذ عام 2022، كما تحتل إيطاليا المرتبة الـ 7 كشريك تجاري من بين قائمة كبار الدول المصدرة للكويت مثل الولايات المتحدة الأميركية والصين والهند واليابان والسعودية والامارات.
وإجمالي حجم التبادل التجاري بين البلدين يبلغ نحو 2.4 مليار يورو تمثل منها الصادرات الإيطالية إلى الكويت ملياري يورو. ونحن في السفارة نعمل بجد لزيادة معدلات التبادل التجاري نظرا للإمكانات الكبيرة المتاحة في البلدين.
ماذا عن حجم الاستثمارات الكويتية في إيطاليا؟
٭ الاستثمارات الكويتية في إيطاليا تقليدية ومهمة وهي محل ترحيب الحكومة الإيطالية سواء كانت استثمارات عامة أو من القطاع الخاص، بالإضافة إلى اهتمام العديد من المواطنين بقطاع العقار في إيطاليا وخصوصا في منطقة ميلانو. ولك أن تعلم ان الاستثمارات الكويتية في إيطاليا زادت بنسبة 100% خلال السنوات الـ 10 الأخيرة، ونتطلع إلى استقبال المزيد منها نظرا للفرص الاستثمارية المتاحة والمتنوعة في بلادنا، فإيطاليا بيئة جاذبة للاستثمارات الأجنبية المباشرة في مختلف القطاعات.
وجهة سياحية
إيطاليا من الوجهات السياحية المميزة التي يقبل عليها الكويتيون، كم يبلغ عدد التأشيرات التي يصدرها القسم القنصلي في السفارة؟
٭ نحن نروج للسياحة في إيطاليا في الكويت بطرق مختلفة بدعم وتعزيز العلاقات الثقافية والتي تمثل جسرا يربط الشعبين الصديقين ويوفر أرضية مشتركة للتفاهم، القسم القنصلي بالسفارة أصدر 20 ألف تأشيرة في عام 2022، ولك أن تعلم أنه خلال أقل من شهرين منذ بداية العام الحالي أصدرنا 4000 تأشيرة مما يعكس ان الاقبال كبير. إجراءات اصدار التأشيرة سهلة ولا يستغرق إصدارها أكثر من يومين إلى ثلاثة.
ولكن في الواقع أن هذا العدد لا يعكس العدد الحقيقي من الكويتيين والمقيمين الذين يزورون إيطاليا سنويا، حيث إن قطاعا عريضا من الكويتيين والمقيمين لديهم تأشيرات طويلة المدى ومتعددة السفرات أو تكون لديهم تأشيرة شنغن صادرة من سفارة أوروبية أخرى، ولكن ما أود أن أؤكد عليه هو أن إيطاليا بالفعل وجهة محببة للكويتيين ويفضلون زياراتها بسبب إمكاناتها السياحية الهائلة وتنوعها الحضاري الفريد ونرحب بالسائحين الكويتيين في إيطاليا.
ماذا عن الشركات الإيطالية الموجودة في الكويت ومدى مشاركتها في رؤية الكويت التنموية 2035؟
٭ رؤية الكويت التنموية 2035 خطة تنموية طموحة تستشرف المستقبل والشركات الإيطالية لها اهتمام خاص بها ونحن حريصون على نشر الوعي في أوساط الشركات الإيطالية بالفرص التنموية المتاحة في الكويت وعندما نحضر وفد من هذه الشركات نطلب دائما من أصدقائنا في الحكومة تقديم عرض تقديمي عن تلك الفرص التي توفرها الرؤية التنموية.
وبصفة عامة لدينا عدد كبير من الشركات الإيطالية الكبرى المميزة والرائدة والمشهود بكفاءتها عالميا تعمل في الكويت، بالإضافة إلى عدد آخر من الشركات الإيطالية الصغيرة والمتوسطة والتي لها اهتمام بالسوق الكويتي، ولكن لا أستطيع ذكر الاعداد بالطبع نظرا لضخامة العدد، ولكن ما أود أن أعيد التأكيد عليه هو أن شركاتنا مهتمة جدا بالمشاركة في خطة الكويت التنموية الطموحة 2035 ومشروعاتها العملاقة.
التعاون العسكري
كيف تقيم التعاون العسكري بين إيطاليا والكويت؟
٭ لدينا تعاون مميز في المجال العسكري مع الكويت وهي علاقات تاريخية طويلة الأمد، ولقد بدأ منذ عام 1990 عندما شاركت القوات الإيطالية في حرب تحرير الكويت مع قوات التحالف، منذ ذلك الحين بدأنا في التعاون مع الكويت في مجال الامن الإقليمي، ومازلنا نتعاون معا في التحالف الدولي لمحاربة «داعش» (Global Coalition) وجنودنا في الكويت يتعاونون مع نظرائهم في الجيش الكويتي، حيث لدينا نحو 600 جندي إيطالي في الكويت يعملون في إطار التحالف الدولي لمحاربة «داعش».
وهنا اود أن أشير إلى الدور اللوجستي الكبير والمميز الذي تقوم به الكويت في دعم قوات التحالف. وهناك أيضا تعاون ملحوظ بين الشركات الإيطالية المتخصصة في الدفاع والأمن والقوات المسلحة الكويتية.
كيف ترون الدور الذي تلعبه الكويت في حل النزاعات وإحلال السلام؟
٭ الكويت تعتبر إحدى دعائم الاستقرار في المنطقة بديبلوماسيتها الواعية والرائدة ومن منطلق إيمانها بالحوار كحل ناجع لا بديل عنه في حل النزاعات وإحلال السلام. ولعل الدور الذي لعبته ديبلوماسيتها الحكيمة في حل الأزمة الخليجية خير دليل على ذلك، فهي لها باع طويل في الوساطة بين الدول والعديد من النجاحات.
والكويت أيضا تلعب دورا مهما على الصعيد الإنساني وهو محل تقدير المجتمع الدولي والمنظمة الأممية، حيث تساهم في تخفيف آلام المشردين جراء الكوارث الطبيعية ومناطق النزاعات. ونحن نشارك الكويت في هذه القيم ونلعب نفس الدور في أوروبا.
ما أبرز جهود السفارة لدعم اللغة الإيطالية في الكويت؟
٭ نحاول زيادة أعداد المتحدثين باللغة الإيطالية في الكويت بطرق مختلفة، ومؤخرا وقع الأمين العام لجمعية «دانتي أليغييري» البروفيسور أليساندرو ماسي – وهي الجمعية المعنية بتدريس اللغة الإيطالية للأجانب- اتفاقية مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وذلك لافتتاح أول مركز معتمد لتدريس اللغة الإيطالية في الكويت خلال هذا العام.
كيف ترى الوضع الملتبس والمعقد في منطقة الشرق الأوسط وما السبيل الأمثل للخروج منه؟
٭ هذه المنطقة الملتهبة تعاني العديد من الأزمات مما تسبب في معاناة لا توصف لشعوب هذه الدول، وإيطاليا تتابع الأوضاع فيها عن قرب. أما بخصوص المخرج من هذا الأزمات، فأعتقد أن النهج الكويتي هو جزء من الحل لأزمات منطقة الشرق الأوسط من خلال مواصلة جهود الوساطة والإيمان بالحوار كحل لا بديل عنه في التعامل مع الأزمات ولتجنب ويلات الحروب.
ما مستقبل الاتفاق النووي مع إيران؟
٭ نحن بحاجة للصبر واحترام المبادئ والحاجة الماسة لاستكمال المفاوضات للوصول إلى حل مناسب يرضي جميع الأطراف.
بعد عام من الاعتداء الروسي على الأراضي الأوكرانية ما السبيل لإنهاء هذه الأزمة؟
٭ يجب أن يكون الحل من خلال عملية سلام واضحة المعالم من وقف العدوان العسكري وانسحاب القوات الروسية، ويتم تقييم ما يحدث على الأرض الآن وفي المستقبل، وكيف ستتم عملية إعادة بناء أوكرانيا، والتي ستكون متعددة الأطراف. وقد قدمت إيطاليا العديد من حزم المساعدات لأوكرانيا وهي مستمرة في القيام بذلك.
صفقة «اليوروفايتر» تسير وفق الجدول الموضوع لها
قال السفير الإيطالي لدى البلاد كارلو بالدوتشي ان صفقة اليوروفايتر تسير وفق الجدول الموضوع لها، فلقد سلمنا بالفعل 6 طائرات و2 في الطريق و2 سيكونان في الطريق بمجرد الانتهاء من الموافقة الفنية. بصفة عامة نحن منفتحون وعلى استعداد لتوسيع تعاوننا مع الكويت في المجال العسكري.
1000 مواطن إيطالي
كشف السفير الإيطالي لدى البلاد كارلو بالدوتشي أن تعداد أبناء جاليته في الكويت يبلغ حوالي 1000 مواطن، وجميعهم من العاملين المؤهلين والمدربين وأكثر من 600 منهم في المجال العسكري، والبقية يعملون في مجالات البنية التحتية والنفط والغاز والسياحة وأصحاب الشركات ورجال الاعمال.
مصداقية وعلاقات مميزة
قال السفير الإيطالي لدى البلاد كارلو بالدوتشي «لدينا علاقات مميزة مع جريدة «الأنباء» وننظر لها بتقدير كبير، حيث تتميز بالمصداقية وتحوي صفحاتها العديد من التحليلات المميزة والتي تضيف للقارئ».
مچبوس اللحم
كشف السفير الإيطالي في البلاد كارلو بالدوتشي، عن طبقه المفضل من المطبخ الكويتي، موضحا أن مچبوس اللحم الكويتي هو طبق خاص طعمه لذيذ ومميز.
كما أكد أن العديد من المطاعم الإيطالية الجيدة تفتح أبوابها في الكويت، مما يتيح لهم أيضا تذوق الوصفات الإيطالية بفضل المنتجات الإيطالية التي زادت صادراتها بنسبة 20% في عام 2022، مقارنة بالعام 2021.