أسامة دياب
أشادت السفيرة الفرنسية لدى البلاد كلير لو فليشر بعمق ومتانة العلاقات الكويتية ـ الفرنسية والتي وصفتها بالتاريخية والمتطورة على كل الأصعدة ومختلف مجالات التعاون، لافتة إلى أن البلدين الصديقين تجمعهما العديد من القيم المشتركة وعلى رأسها سعيهما الدؤوب لتحقيق الاستقرار الإقليمي والمساهمة الفاعلة في تعزيز السلام في الشرق الأوسط ولاسيما من أجل حل قابل للتطبيق للشعب الفلسطيني.
وأشارت لو فليشر ـ في مجمل كلمتها التي ألقتها خلال الحفل الذي أقامته السفارة في مقر إقامتها بمناسبة العيد الوطني بحضور نائب وزير الخارجية الشيخ جراح جابر الأحمد وحشد من السفراء والديبلوماسيين والشخصيات العامة وأصدقاء فرنسا ـ إلى أن زيارة وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله إلى باريس كانت ناجحة ومثمرة، كما كشف لقاؤه مع نظيرته الفرنسية كاثرين كولونا، التقارب الكبير في وجهات النظر بين البلدين حيال العديد من الملفات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، حيث رحب الوزيران بإعادة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية وإيران، آملين أن يكون لذلك أثرا إيجابية على الوضع في لبنان واليمن، كما شجعا روح التعاون في مؤتمر بغداد 3 القادم الذي سيعقد في بغداد خلال الخريف، والذي سيعزز التواصل الإقليمي والتنمية. وأشارت إلى أن الوزيرين رحبا أيضا بتطور العلاقات الاقتصادية النابضة بالحياة، حيث أصبحت فرنسا أكبر عميل أوروبي لمشروع الوقود النظيف، لافتة إلى أنه بعيدا عن التجارة، فإن العلاقات الاستثمارية الفرنسية ـ الكويتية طويلة الأمد هي شهادة على الثقة وعمق المصالح المشتركة، كما أن تعاوننا الثقافي والتعليمي التاريخي هو أيضا شهادة على صداقتنا القوية.
وكشفت عن أنه تم التوصل إلى رأي إيجابي من قبل لجنة الفيزا في المفوضية الاوروبية ببروكسل من أجل السماح بآلية تأشيرة «CASCADE» للمواطنين الكويتيين. وهذا يعني أنه من المأمول أن يحصل الكويتيون قريبا على تأشيرات طويلة الأمد بعد طلبهم الأول للحصول على تأشيرة شنغن.
وبالعودة للمناسبة، قالت إن العيد الوطني فرصة مميزة للاحتفال بالقيم الفرنسية، فهو تقليد عزيز يحتل مكانة خاصة في قلوب جميع المواطنين الفرنسيين ولكن أيضا في قلوب جميع الأصدقاء الناطقين بالفرنسية في جميع أنحاء العالم وهم كثيرون هنا في الكويت. هذا الاحتفال هو التزام ساحق بالتراث الثقافي لفرنسا، تنبض شوارعنا بالعروض النابضة بالحياة، يرتدي الناس الأزرق والأبيض والأحمر. تملأ ألحان إديث بياف وموريس رافيل الأجواء، نحتفل بأسلوب الحياة الفرنسي الذي ألهم عددا لا يحصى من الشعراء والكتاب والمفكرين عبر التاريخ.
وتابعت: في يومنا الوطني، نحتفل بذكرى اقتحام 14 يوليو 1789 التاريخي لسجن الباستيل ـ والذي يمثل بداية الثورة الفرنسية، لكننا نحتفل أيضا بعيد الاتحاد بعد عام، في عام 1790، والذي جمع المواطنين الفرنسيين للاحتفال معا، ثورتنا ترمز إلى السعي إلى الحرية والمساواة والأخوة.
وأضافت إن ما يعكر صفو الاحتفالات هو الحرب غير المبررة على أوكرانيا التي شنتها روسيا، مع عبء انتهاكات حقوق الإنسان التي لا أشك في أن المحاكم الجنائية الدولية ستحقق فيها. لا يسعنا إلا أن نأمل أن يتوقف كل هذا في أقرب وقت ممكن، مع انتصار أوكرانيا. وإذا كانت هناك مفاوضات، فلا يمكن أن تكون على حساب سيادة دولة عضو في الأمم المتحدة وسلامتها الإقليمية. أعلم أن جميع الكويتيين يشاركون هذا النهج، لأنهم عانوا أنفسهم من معاناة الغزو، وهذا هو السبب في أن الكويت أكدت في وقت مبكر على تفوق المبادئ المتفق عليها دوليا، بما في ذلك عدم قابلية السلامة الإقليمية.