حنان عبدالمعبود
فيما تمكنت المخترعة السعودية د.عائشة عليمي من الفوز بجائزة «صاحب السمو» الجائزة الكبرى، اقتنصت المخترعة الكويتية المركز الأول لجائزة مكتب براءات الاختراع التابع للأمانة العامة لمجلس التعاون في المعرض الدولي الـ 13 للاختراعات في الشرق الأوسط الذي اختتم أعماله مساء أمس الأول بإعلان الجوائز برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد ممثلا بوزير التربية ووزير التعليم العالي والبحث العلمي د.حمد العدواني.
وأكد د.العدواني، في كلمة له على هامش الاحتفال الذي حضره حشد من الديبلوماسيين والإعلاميين والشخصيات العامة وممثلي المؤسسات المعنية بالاختراعات والجهات الراعية للمعرض، أن الاختراعات تمثل رافدا مهما للبحث العلمي، كما تعد العجلة المحركة للاقتصاد والمحفز للباحثين والمبدعين، مشيدا بجهود اللجنة العليا المنظمة لهذا الحدث. وتقدم د.العدواني بالشكر لرئيس مجلس إدارة النادي العلمي ورئيس اللجنة العليا للمعرض طلال جاسم الخرافي على جهوده من أجل إنجاح هذا المعرض، متقدما بالتهنئة للفائزين، متمنيا التوفيق لمن لم يحالفهم الحظ في نسخة هذا العام.
الاستثمار البشري
من جهته، أكد رئيس مجلس إدارة النادي العلمي ورئيس اللجنة العليا للمعرض طلال جاسم الخرافي أن مجتمع العلم والمعرفة لا يتم إلا في الاستثمار البشري الذي من خلاله تتحقق التنمية المستدامة.
وقال في كلمة ألقاها خلال الحفل، قال: ان نجاح معرض الاختراعات جاء نتيجة عمل جماعي مشترك، واكتمل هذا النجاح بالدور الرائع لهيئة محكمي المعرض، التي تتبع المعايير الدولية في تقييم الاختراعات المشاركة.
وتابع: عملنا على توثيق العلاقات وتوطيد أوجه التعاون مع العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية المعنية بالاختراعات، ومنها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) التي تشرفنا بحضور ممثليها هذا المحفل العلمي الدولي، وأيضا منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، والاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين (إيفيا)، وكذلك تعاوننا المثمر والفعال مع معرض جنيف الدولي للاختراعات، ومكتب براءات الاختراع لمجلس التعاون لدول الخليج العربية واتحادات العلوم والتكنولوجيا ومجالس الأبحاث الوطنية وغيرها.
وقال إن النادي العلمي الكويتي مازال يستكمل خطواته الجادة والعمل بروح المسؤولية تجاه مستقبل وطننا وتطلعاته من خلال تعاونه الفعال والمثمر وشراكاته الاستراتيجية مع كل المنظمات والمؤسسات الدولية، وجمعيات المجتمع المدني والقطاع الخاص، والتي ستنعكس نتائجها حتما على وضع الكويت على خارطة التقدم العلمي والتكنولوجي.
وتقدم الخرافي بالشكر والتقدير والعرفان الى صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد لرعاية سموه الأبوية للمعرض، والتي تؤكد دعم سموه اللامحدود لشباب الكويت ومخترعيها، وإيمان سموه بأن الاستثمار العلمي في العنصر البشري أساس تحقيق التنمية المستدامة وتطور الأمم، كما هنأ جميع المخترعين الفائزين بجوائز المعرض الذين أبلوا جميعا بلاء حسنا ومثلوا دولهم خير تمثيل، مشيدا بما قدموه من جهد وتميز وتفوق مستحق، متمنيا لهم دوام التفوق والنجاح لخدمة أوطانهم ومجتمعاتهم والبشرية جمعاء.
إنجاز علمي
بدوره، عبّر السفير الإيراني في الكويت محمد إيراني عن سعادته بهذا الحشد الكبير المشارك في المعرض الدولي الـ 13 للاختراعات في الشرق الأوسط، لافتا الى ان المعرض وإن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام الكويت حكومة وشعبا بالبحث العلمي.
وأضاف إيراني ان مشاركة هذا الحشد الكبير من المخترعين الذي يمثلون 40 دولة في المعرض تعكس الجهود الكبيرة التي بذلها القائمون عليه، وفي مقدمتهم طلال جاسم الخرافي رئيس مجلس إدارة النادي العلمي لتجميع المبدعين للتنافس فيما بينهم، مؤكدا أن الكويت ستجني مستقبلا ثمار هذا الإنجاز العلمي.
وذكر ان بلاده تولي اهتماما كبيرا بالعلم والبحث العلمي سواء على المستوى الرسمي أو الجهات الخاصة، مشيرا إلى ان حصول المخترعين الإيرانيين المشاركين في هذا المحفل العلمي على عدد كبير من الجوائز والميداليات أصدق تعبير على هذا الاهتمام.
وتمنى إيراني استمرار التعاون في مجال البحث العلمي بين الكويت وإيران، حتى يستفيد شعبا البلدين من نتائج وثمار هذا التعاون.
الجائزة الكبرى
من جانبها، أعربت المخترعة السعودية د.عائشة عليمي التي فازت بالجائزة الكبرى للمعرض عن سعادتها قائلة: هذا الفوز جاء نتيجة دعاء ورضا والدي علي طوال فترة إعدادي للاختراع الفائز، فضلا عن مساندة الحكومة السعودية التي ذللت كل العقبات أمامي، وتحملت كل التكاليف من أجل اتمام عملية تسجيل براءة الاختراع، مضيفة: أهدي الفوز بالجائزة إلى والدي ووالدتي وصديقاتي اللاتي دعموني ولم يبخلن علي بأي نصيحة لكي يرى هذا الاختراع النور.
وبينت ان اختراعها عبارة عن فحص طبي PCR للكشف عن الاعتلال في بعض الكروموزومات الجينية لدى الأجنة الملقحة خارج الرحم، حيث يتم سحب خلية واحدة قبل زراعة الجنين في رحم الأم لفحص هذه الكروموزومات، وهي طريقة تفتح الطريق أمام الكثير من الأسر لمساعدتهم على إجراء هذا الفحص بسهولة ويسر دون تكبدهم أموالا طائلة.
رعاية وتشجيع
من جهتها، ثمنت المخترعة الكويتية اختصاصي طب نووي نهى الميع، الحائزة المركز الأول لجائزة مكتب براءات الاختراع التابع للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، رعاية وتشجيع صاحب السمو للباحثين والمخترعين في الكويت، مشيدة بدور مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، الذي وفر لها الدعم لتنفيذ اختراعها الفائز، وأيضا الإمكانيات اللازمة لحصولها على براءة الاختراع، وتوج ذلك بحصولها على المركز الأول والميدالية الذهبية في المعرض. وأهدت الميع فوزها بالجائزة إلى سمو الأمير وسمو ولي عهده الأمين، مضيفة أن المعرض كان فرصة طيبة للتعرف والاحتكاك بالخبرات العلمية والبحثية للمشاركين فيه والذين يمثلون 40 دولة عربية وأجنبية، مشيدة بالدعم الكبير الذي توليه مؤسسة الكويت للتقدم العلمي للمخترعين والمبدعين.
ونصحت الميع أبناء وبنات الكويت من محبي العلم بأن يضعوا نصب أعينهم دائما بأنه لا شيء مستحيلا في هذه الحياة لتحقيق تطلعاتهم وأحلامهم. وتقدمت الميع أيضا بالشكر إلى القائمين على مكتب براءات الاختراع التابع للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي نالت منه شرف الحصول على المركز الأول في المعرض ضمن الجوائز التي يرصدها سنويا لمخترعي دول الخليج.
تكريم الفائزين والرعاة
تخلل حفل الختام تكريم كل المخترعين المشاركين في المعرض، حيث تم منحهم ميداليات ذهبية وفضية وبرونزية، وشهادات تقدير بحضور د. حمد العدواني وطلال الخرافي اللذين حرصا على التقاط الصور التذكارية مع المكرمين، كما كرم العدواني والخرافي ممثلي الجهات الراعية للمعرض وهي مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وغرفة تجارة وصناعة الكويت وشركة زين والخطوط الجوية الكويتية وبيت التمويل الكويتي (بيتك).
جوائز المعرض
جائزة «صاحب السمو»
تضمنت جوائز المعرض فوز المخترعة السعودية د.عائشة حسن عليمي بجائزة صاحب السمو «الجائزة الكبرى للمعرض» التي تبلغ قيمتها 15 ألف دولار.
جائزة «النادي العلمي»
حصل المخترعان الروسيان اليكسي نيكولافيتش وديمتري نيكولافيتش على جائزة النادي العلمي الكويتي، مناصفة مع المخترع المكسيكي أليجاندرو غييرا، وقيمتها 10 آلاف دولار.
جائزة «معرض جنيف»
حصد المخترع التايلندي ألوك ثيبايايارات جائزة معرض جنيف الدولي للاختراعات، وقيمتها 5 آلاف دولار.
جائزة «براءات الاختراع»
انتزعت المخترعة الكويتية نهى الميع المركز الأول لجائزة مكتب براءات الاختراع التابع للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وقيمتها 25 ألف ريال سعودي، فيما نال المخترع العماني محمد البلوشي المركز الثاني وقيمتها 15 ألف ريال، وحصل المخترع القطري راشد الرحيمي ود.محمد زياد على المركز الثالث للجائزة وقيمتها 10 آلاف ريال سعودي.
جائزة «الدولي للمخترعين»
نال جائزة الاتحاد الدولي لجمعيات المخترعين (إيفيا ـ الكويت) المخترع الكويتي د.سلطان السالم، وحاز جائزة «ايفيا ـ الدولية» الإيراني محمد شريفنيا.
جائزة «الأمم المتحدة للتربية»
حاز جائزة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) المخترع العراقي باسل عبدالمهدي عبدالله.
جائزة «الملكية الفكرية»
نالت جائزة المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية (الوايبو ـ الكويت) المخترعة الكويتية آلاء الحربي، بينما حاز جائزة «الوايبو ـ الدولية» الروسي فيكتور فيكتوروفيتش راكوف.