حنان عبدالمعبود
انطلقت أعمال منتدى الكويت الأول تحت شعار «الحوار الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية في دول مجلس التعاون الخليجي» الذي نظمه معهد المرأة للتنمية والسلام، في المركز العربي للبحوث التربوية لدول الخليج بمنطقة الشامية، تحت رعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. نادر الجلال وحضور إقليمي خليجي حاشد.
وألقت رئيسة معهد المرأة للتنمية والسلام المحامية كوثر الجوعان كلمة رحبت فيها بالحضور، وقالت: تواجدكم هو نهج سارت عليه دولنا منذ انطلاق مجلس التعاون الخليجي، تكرس فيه قيمنا النبيلة وحرصه على تأكيد اللحمة الوطنية، وهذا منطلقنا في كويتنا الحبيبة، اللحمة الوطنية لشعوبنا، فهي كفيلة بزحزحة أي عقبات وتجعل دولنا تسابق الزمن ليس في التطور والتقدم فقط بل حتى في مواكبة الأحداث العالمية.
وأضافت: في هذا المنتدى، أردنا ايصال رسالة مهمة إلى شعوبنا أولا، فهو ترمومتر العطاء الذي يترقبه قادتنا ويترجم جهود دولنا لتمكينه من عيش كريم في وطنه، ونحن نتطلع إلى لحمة دولنا وتكاملها اقتصاديا وسياسيا وأمنيا واجتماعيا بأمل تعزيز التعاون المشترك في إطار خطط عمل مشترك، وكلنا يدرك أنه منذ اللحظات الأولى لميلاد مجلس التعاون الخليجي، لم يكن الهدف مجرد إنشاء تكتل سياسي أو اقتصادي عابر، بل كان مشروعا لتحويل حلم الأجيال الخليجية إلى حقيقة والوصول إلى وحدة الصف، وتكامل المصير، وتعزيز الهوية الخليجية الأصيلة لمواكبة متطلبات الحاضر والمستقبل ومواجهة رياح التغيير.
واستدركت بقولها: حتى أضحى اليوم مؤسسة شامخة البنيان راسخة الأركان استنادا إلى جذورها الضاربة في عمق التاريخ والجغرافيا، وعمق الأخوة وروابط الدم والدين واللغة والمصير الواحد والتطلعات والطموحات المشتركة لدول الخليج وشعوبها، حتى باتت نموذجا يحتذى به للتكامل والترابط الناجح على المستويين الإقليمي والدولي، ويعود ذلك لفضل الله علينا ثم لإيمان قيادات دولنا بأهمية دول المجلس في حماية الأمن وترسيخ الاستقرار وتحقيق التنمية المستدامة لأجل شعوبهم وفق رؤية واضحة ترتكز على حماية المجلس لشعوبه ومن منطلق أمن دولة كل لا يتجزأ، ودعم وزيادة النمو الاقتصادي واستدامته من خلال تنويع القاعدة الإنتاجية، والانتقال إلى الاقتصاد المرتكز على المعرفة والابتكار والحفاظ على مستوى عال من التنمية البشرية انطلاقا من القاعدة الراسخة بأن الإنسان هو هدف التنمية.
واختتمت مشيرة إلى أن تزامن انعقاد المنتدى مع اجتماعات مجلس وزراء التعاون الخليجي في دولة الكويت في شهر ديسمبر المقبل وأيضا مع انعقاد القمة الثامنة رقم 46 في مملكة البحرين الشقيقة يعد من حسن الطالع، لافتة إلى تطلعات شعوب دول المجلس كلها لتحقيق استراتيجية تكاملية تسهم في استتباب الأمن والاستقرار والتنمية في منطقتنا والعالم، وهو فرصة حقيقية لتعزيز أطر التعاون وترسيخ مفهوم الشراكة متعددة الأبعاد التي تشمل كل النواحي وتوسيع نطاق التعاون لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة التي تضمن مستقبلا مزدهرا لشعوبنا على أسس صلبة وانعكاسا لرغبة صادقة في تعزيز اللحمة التي نريدها في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وقالت: نحن اليوم أكثر من أي وقت مضى نواجه تحديات إقليمية ودولية معقدة تستدعي منا التنسيق الوثيق والتعاون الفعال تجاه عدد من المسائل ذات الاهتمام المتبادل وبما يتوافق مع التزاماتنا الدولية في شتى المجالات، وكلها أولويات مشتركة، سواء الأمن ومكافحة التطرف والإرهاب والتصدي للتهديدات السيبرانية والمواقف تجاه دعم القضية الفلسطينية والدفع بالمسار السياسي وفق قرارات الأمم المتحدة، وبما يضمن استدامة الأمن وتحقيق التوافق الوطني الذي يضع دولنا على مسار التنمية والسلام الدائمين.
من جانبه، أكد رئيس البرلمان العربي الأسبق مؤسس ورئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام د.أحمد الجروان أهمية إحياء هذه الأنشطة التي تهدف إلى نشر ثقافة الوعي والتسامح والسلام بصفة عامة، خاصة في ظل التغيرات الجيوسياسية، وما تمر به المنطقة، لذلك من الضرورة اعتماد ثقافة العمل التوعوي خاصة بين الشباب، وان كان هناك نخبة متحدثة ترسل رسائل إيجابية، خاصة ان السلام مسؤولية مشتركة ولا تقع على عاتق اتجاه واحد، سواء شعب أو قيادة، وانما هي مسؤولية مشتركة تبدأ من الأسرة ثم المجتمع ومنها إلى الحكومة والدولة ثم الوطن والاقليم، ولهذا فإن مثل هذه اللقاءات تغذي ثقافة الاعتناء يتبني ثقافة السلام والتسامح والعمل من أجلها.
