- السعداوي: أغلب حالات سرطان الثدي تكتشفها النساء بالمنزل والفحص الدوري والاكتشاف المبكر يؤديان لنسبة شفاء تصل من 95 إلى 97% تقريباً
- السيد: رعايتنا لمرضى المرحلة الرابعة تجعلنا ندرك أهمية الكشف المبكر عن المرض
- نيازي: «الصحة العالمية» حولت سرطان الثدي من مرض مميت إلى مزمن يُتعايش معه
- هيكل: أقول لأي امرأة «كوني قوية» واحمي نفسك الآن ومستقبلاً من خلال الفحص
- البهنساوي: الاكتشافات المفاجئة للضغط المرتفع توجب إجراء القياسات الحيوية باستمرار
حنان عبدالمعبود
نظمت «الأنباء» يوما مفتوحا لموظفيها للتوعية بالأمراض المزمنة، واختصت العاملات قبل نهاية شهر «أكتوبر الوردي» بباقة توعوية شارك بها عدد من الجهات، منها ادارة تعزيز الصحة بوزارة الصحة، ومختبرات «ميد مارين» بشركة ميد سيل الطبية، والحملة الوطنية للتوعية بأمراض السرطان (كان).
وشهد اليوم عددا من الأنشطة تضمن اجراء فحوصات سكري وقياس ضغط الدم، اضافة للتدريب على اجراء الفحص الدوري للكشف عن سرطان الثدي، ومحاضرة قدمتها استشاري الأمراض الباطنية د.نجلاء السيد حول مسببات أمراض السرطان وكيفية تغيير نمط الحياة لتكون صحية.
وأكدت مدير ادارة تعزيز الصحة د.عبير البحوه أن سرطان الثدي يعد من أكثر أمراض السرطان انتشارا بين النساء، كما يشهد ارتفاعا في عدد الحالات الجديدة المكتشفة كل عام نتيجة التوعية بأهمية الكشف المبكر عن المرض، والذي يتم عبر ثلاث طرق لفحص للفحص، منها الذاتي والسريري والفحص الإشعاعي بـ «الماموغرام».
وأوضحت، في كلمة لها بمناسبة اليوم التوعوي لـ «الأنباء» أن أحدث الإحصائيات التي خرجت من مركز الكويت لمكافحة السرطان أظهرت 709 إصابات جديدة، منها 359 للكويتيات بنسبة 35.4% من إجمالي سرطانات الكويتيات، و272 لغير الكويتيات بنسبة 38% من إجمالي سرطانات غير الكويتيات، كما أشارت الى أن سرطان الغدة الدرقية يأتي بعد سرطان الثدي، ويليهما سرطان الرحم، بينما يعد سرطان القولون الأكثر انتشارا بين الرجال يليه سرطان البروستاتا ثم سرطان الرئتين.
وقالت البحوه إن سرطان القولون كان يحتل المرتبة الثالثة بين النساء في الكويت حتى 2018، ثم ارتفع معدلات الاصابة بسرطان الرحم تدريجيا ليتفوق عليه ويحتل المرتبة الثالثة في 2019 وفقا للإحصائيات المعتمدة من قبل مركز الكويت للسرطان، كما أوضحت أيضا ارتفاع معدلات الاصابة بسرطان البروستاتا، ليحتل المرتبة الثانية بدلا من سرطان الدم (اللوكيميا) الذي احتل المرتبة نفسها حتى عام 2018.
وأكدت على أهمية إجراء الفحص الذاتي بشكل دوري ومستمر، وكذلك اجراء أشعة «الماموغرام» بصورة دورية كل عام للسيدات بعد سن الاربعين أو ممن لديهن تاريخ عائلي للاصابة بالمرض أو أي نوع من أنواع الأورام السرطانية، محذرة من ظهور العديد من العلامات المصاحبة للاصابة بسرطان الثدي، وضرورة مراجعة الطبيب المختص في حال ظهور أحد هذه العلامات ومنها، ظهور كتلة صلبة غير مؤلمة في الثدي أو تحت الإبط وانتفاخ وتورم بالثدي أو خروج إفرازات من حلمة الثدي أو تغير حجم وشكل الثدي أو تجعد في الجلد وانعكاس حلمة الثدي والشعور بالحكة او تقرحات في طفح جلدي حول الثدي.
بدورها، أوضحت الممارس العام الأول بإدارة تعزيز الصحة د.هايدي السعداوي أن الفحص المبكر للثدي واكتشاف الاصابة مبكرا يؤدي الى نسبة شفاء من السرطان قد تصل من 95 الى 97% تقريبا، لافتة ان أغلب حالات الاصابة بسرطان الثدي تكتشفها النساء بالمنزل، ولهذا نحرص على التوعية بأهمية الفحص الذاتي للثدي، ونعلم النساء كيفية اجراء الفحص الذاتي على الأقل مرة واحدة في الشهر لتسهيل الكشف المبكر.
وأوضحت ان أفضل وقت لفحص الثدي يجب أن يكون أخر يوم بعد نهاية فترة الطمث، مشيرة الى أن السيدات اللاتي توقف الطمث لديهن يجب أن تحدد يوما بالشهر لإجراء الفحص، مشددة على ضرورة الالتزام بإجرائه بالوقت المحدد.
مراحل متأخرة
من جهتها، قالت استشاري الأمراض الباطنية د.نجلاء السيد: عملت بمركز الرعاية التلطيفية والذي من خلاله نهتم بالمرضى في المرحلة الرابعة لمرض السرطان، ولهذا فإننا ندرك أهمية الكشف المبكر عن المرض والوعي الذي يمكن من اكتشافه مبكرا، وبالتالي علاجه بشكل مبكر، خاصة سرطان الثدي الذي يصيب امرأة واحدة بين كل 8 سيدات، وهي نسبة تعتبر كبيرة وهو من أكثر الأمراض السرطانية شيوعا بين النساء، ولهذا فإنه يعد مشكلة يجب الانتباه اليها بضرورة اجراء الفحص الدوري للاكتشاف المبكر، حيث كلما كان الاكتشاف مبكرا كان العلاج أفضل، حيث ان اكتشافه بالمرحلة الأولى قد يعني العلاج الفعال والتعافي نهائيا بنسبة تصل الى 98% وقد لا نحتاج الى ازالة الثدي أو العلاج الاشعاعي أو الكيماوي، وهي العلاجات التي تشكل صعوبة للمرضى لمخاطرها وآثارها الجانبية.
التحول من مميت لمزمن
من جانبه، زف طبيب الأسنان بإدارة تعزيز الصحة د.أحمد نيازي البشرى الى النساء أن مرض سرطان الثدي لم يعد مرضا مميتا، مبينا أنه أصبح مثل أي مرض يصيب المرأة ويمكنها العلاج منه والتعافي وممارسة حياتها بشكل طبيعي، وهناك العديد من الصديقات والزميلات أصيبن بالمرض منذ أكثر من 15 عاما وتعافين وأصبحن يمارسن حياتهن بشكل طبيعي.
وقال: أبشر الجميع بأن منظمة الصحة العالمية هذا الشهر حولت مرض سرطان الثدي من مرض مميت الى مرض مزمن يمكن أن تعيش معه المرأة بقية عمرها.
وأضاف: نحرص خلال شهر «أكتوبر الوردي» بنشر التوعية حول سرطان الثدي، والذي يعد العامل الوحيد المؤثر به هو الكشف المبكر، ولهذا فإن ضمن فريق ادارة تعزيز الصحة اليوم طبيبتين لتعليم العاملات بجريدة «الأنباء» كيفية اجراء الفحص الذاتي، لأن الكشف المبكر حول المرض المميت الى مرض مزمن.
كما أشار الى أهم العوامل المؤثرة الرئيسية لانتشار أمراض السرطان بشكل عام والتي منها: التدخين والتعرض للشمس دون وقاية ولفترات طويلة وتناول أطعمة تحتوي على الكيماويات، السكن بجوار المفاعلات النووية والكثير من الأمور التي لم تتغير، بالاضافة الى هذا فإن زيادة أعداد السكان ترفع أعداد الاصابة، وكذلك الاكتشاف المبكر، حيث قديما كان البعض يصاب بالمرض ويتوفى دون معرفة أنه مصاب، بينما في الوقت الحالي هناك أدوات ومؤشرات للكشف المبكر، ولهذا فإن عدد الحالات يزيد سنويا.
«كوني قوية»
من جهتها، قدمت مسؤول أول مختبر «ميد مارين» بشركة «ميد سيل» الطبية د.راقية هيكل الشكر إلى «الأنباء» لإتاحة الفرص بنشر التوعية والدعم الذي تقدمه للمرأة بشكل عام ولموظفاتها بشكل خاص، لافتة الى أن اليوم شكل حملة للتوعية بمرض سرطان الثدي وكذلك بعض الأمراض المزمنة الأخرى. وقالت: ننصح أي امرأة عمرها أقل من 20 عاما بضرورة عمل الفحص الذاتي شهريا، والنساء اللاتي تجاوزن 40 عاما بمراجعة الطبيب واجراء الأشعة والفحوصات اللازمة، مضيفة: أقول لأي امرأة «كوني قوية» واحمي نفسك من خلال الفحص الذي يمثل حماية لك الآن ومستقبلا، معربة عن املها ألا يتوقف ركب التوعية بشكل عام على أوقات معينة من كل عام، وانما يجب الاستمرار بالحث على الفحص بشكل دائم دون انقطاع، خاصة أن البعض حينما يراجع المختبر بعد فترة انقطاع للفحوصات نجد مستويات مرتفعة بالكوليسترول أو الدهون الثلاثية، أو نقص في الحديد وغيره، ولهذا فإن من الضرورة اجراء الفحوصات المخبرية بشكل دوري.
حالات مكتشفة
بينما شدد د.عبدالحي البهنساوي من ادارة تعزيز الصحة على ضرورة اجراء الفحوصات والقياسات الحيوية بشكل دائم، لافتا الى أن اليوم التوعوي تضمن اجراء قياسات حيوية من الضغط والسكري للموظفين.
وأوضح أن اجراء هذه القياسات مفيد للمرضى والأصحاء، حيث المريض المنتظم بأدويته يتأكد أنه يسير بالطريق الصحيح، والشخص السليم أيضا يطمئن، وكذلك فإن البعض يكون فعلا مصابا بالسكري أو مرض ارتفاع الضغط، ولا يعلم، لافتا الى اكتشاف أكثر من 7 حالات مصابة بالضغط المرتفع، بالاضافة الى حالة أخرى وصلت لمرحلة خطرة، وحالات أخرى تعاني ضغطا منخفضا.
وقال إن البعض تم اكتشاف اصابته وهو لا يعلم، حيث ارتفاع ضغط الدم من الأمراض الخطيرة التي يطلق عليها «القاتل الصامت» على الرغم من بعض الأعراض التي يشعر بها المصاب من صداع وضبابية الرؤية وميل للقيء، الا أن البعض لا يشعر بأي من هذه الأعراض مما يشكل خطورة شديدة ويوجب الفحص باستمرار حتى لا يقع المريض في مضاعفات شديدة يصعب علاجها.