محمد الدشيش
الفقع، أو الكمأة، هو نبتة صحراوية موسمية لذيذة ومحببة لدى الكويتيين ومواطني دول الخليج الأخرى، وتعتبر النبتة الأغلى في الكويت، والبعض يطلقون عليها لقب «بنت البر» كما أنها غذاء ودواء.
لكن في هذا الموسم صدم الفقع محبيه وعشاقه بأسعاره الخيالية وغير المعقولة.
«الأنباء» جالت في سوق الفقع في منطقة الري لتستطلع رأي البائع والمشتري في هذه الأسعار وتأثيرها.
في البداية، قال المواطن أبوحمد إنه جاء من منطقة صباح السالم ليفاجأ بأسعار خرافية تصل إلى 40 دينارا للكيلو الواحد بدءا من 20، مشيرا إلى أن هذه أسعار غير منطقية وأعلى بكثير من الدول المجاورة، وحتى إذا كان المعروض من هذه الثمرة الغنية التي كانت يطلقون عليها انها غذاء ودواء محدودا، فإنه مهما غلت الأسعار لا ينبغي أن تصل إلى هذا السعر. وأضاف ان مع هذه المستويات من غلاء أسعار الفقع قد لا يشتري إطلاقا، متمنيا أن تنخفض الأسعار في الأيام المقبلة حتى تكون في متناول الجميع، فعندما يشتري رب الأسرة 3 كيلو فقع بـ 120 دينارا هذا أغلى من سعر خروف.
أما نايف الرفاع وهو سعودي يزور الكويت ويعتبرها بلده الثاني وأكثر بلد يزوره فقال: أحب التجول بأسواق الكويت مثل المباركية واليوم بسوق الفقع لاحظت ارتفاع الأسعار نحو 30% مقارنة بالأسعار بالمملكة، وهذا السعر مبالغ فيه جدا. وأضاف: عندنا أنواع الفقع الغالي مثل الزبيدي ولونها ابيض والثاني الخلاص وبقية أنواع الفقع أسعارها تكون في متناول الجميع، ولكن أعجبني تنظيم سوق الري وأن أغلب من يعمل فيه مواطنون كويتيون وهذا فخر لهم، عجبني كل شيء بالسوق ولكن السعر لم يعجبني.
من جهته، أكد صلاح الخزامي أن السعر غالي جدا ولكن ما عرفنا نوع الفقع واحد يقول سعودي والآخر يقول عراقي وبالأخير أنا باخد «نقصه» ولكن سعرها عجيب 40 أو 35 والحد الأدنى 20 دينارا وهذا سعر مبالغ فيه جدا، هذا مو سعر هذا سعر جرام الذهب واكثر، متمنيا بالأيام القادمة أن ينزل سعره يمكن شراء كميات.
أما أم محمد العلي فقالت: يا ولدي الأسعار ليست في متناول الجميع ولا يقدر عليها صاحب الدخل المحدود والمتوسط، كنا نشتري الكيلو بدينارين وثلاثة واليوم الكيلو وصل 40 دينارا ومن يقول ان فيه فقع كويتي مو صحيح، أما الموجود حاليا فهو العراقي والسعودي، والعراقي الأكثر والسعر مرتفع للغاية.
إبراهيم العنزي قال إنه يشتري سواء كان رخيصا أو غاليا ولكن الغلاء جعله يشتري كمية قليلة فقط هذه المرة، وتمنى نزول السعر خلال الأسبوعين القادمين حتى يكون في المتناول شراء الكميات المطلوبة.
باعة الفقع لـ «الأنباء»: بشرى للمواطنين.. الأسعار تنزل إلى النصف خلال أيام
خلال جولتنا بسوق الفقع التقينا عددا من الباعة منهم صالح الحاتم، وهو مواطن كويتي تاجر فقع منذ 32 عاما في سوق الري، والذي قال إن هذا أول أسبوع من نزول الفقع كل عام يكون قليلا وسعره غال، ولكن هناك بشرى للمواطنين فخلال الأيام المقبلة سينزل سعره إلى النصف، حيث يصل من عدة دول منها الجزائر وليبيا. وعن أنواع الفقع المتواجد حاليا بالسوق قال: العراقي ثم السعودي، والعراقي الموجود حاليا من منطقتين قريبتين هما الزبير وبر صفوان وهذا قليل بالسوق ويجي حبته بيضاء أما النوع الثاني نوع الشهباء فيأتي من شمال العراق من منطقة الرمادي والرطبة، فيما السعودي يأتي من شمال المملكة.
وعن الأسعار قال: هناك كيلو بسعر 15 دينارا حبه متوسطة وليست صغيرة والحبة الكبيرة (زبيدية) يصل سعرها إلى 35 دينارا.
أما البائع إبراهيم الباوي فقال إن نقص المعروض حاليا هو السبب في ارتفاع الأسعار، ولكن عندما ينزل الفقع الجزائري والليبي والمصري تكثر الكمية ويقل السعر ويكون في متناول الجميع حتى يصل سعر الكيلو إلى 5 دنانير، ومن المتوقع مع الإيراني أن يسهم أيضا في نزول الأسعار.
أما أبوعباس النوري فيقول: 40 سنة في هذا السوق وأعرف الفقع وأنواعه وأشهر أنواع الفقع عندنا هو الزبيدي وهذا مرتفع سعره طوال العام والزبون يطلبه، وقليل من يشتريه حاليا ولكن بعد أيام قليلة سوف ينزل سعره ويكون لجميع الناس حاليا والكميات قليلة.