انطلق “المنتدى الإماراتي البرازيلي لمستقبل الزراعة” بمشاركة فيرجينيا مينديز السيدة الأولى لولاية مونتو غراسو، إحدى أهم المناطق الزراعية في البرازيل.
وجمع المنتدى تحت مظلته مجموعة من المسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والأعمال والمستثمرين وتجار الأغذية والباحثين من أفضل الجامعات ومراكز البحوث الزراعية من البلدين.
وحضر المنتدى سعادة محمد سعيد النعيمي وكيل وزارة التغير المناخي والبيئة، وسعادة عبدالله شاهين، القنصل العام في الجمهورية البرازيلية، وسعادة الدكتور محمد سلمان الحمادي وكيل الوزارة المساعد لقطاع التنوع الغذائي بوزارة التغير المناخي والبيئة، وسعادة خوليو سيزار فورتي راموس، نائب وزير التجارة والعلاقات الدولية البرازيلي.
ومن جانب دولة الإمارات شارك في المنتدى ممثلون عن كل من هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، وغرف دبي، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، وجامعة الشارقة، وشركة أبوظبي التنموية القابضة ADQ، والفوعة للتمور (مجموعة أغذية)، وفيش فارم، ومجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات، حيث قدمت كل من هذه الجهات عرضاً عن نجاحات دولة الإمارات في المجالات المختلفة من الأمن الغذائي وأكدت استعدادها لمشاركة خبرتها وتعاونوها مع الجانب البرازيلي.
وبهذه المناسبة، قالت معالي الدكتورة آمنة بنت عبدالله الضحاك وزيرة التغير المناخي والبيئة: “تعتبر المواد الغذائية والزراعة من أهم مجالات التعاون بين الإمارات والبرازيل. وإذ تواصل الإمارات التزامها بتعزيز الأمن الغذائي العالمي وتسعى لتعزيز مكانتها كمركز عالمي رائد للابتكار في إنتاج الغذاء، تقف البرازيل إلى جانبنا شريكاً قوياً في تحقيق هذه الرؤية. وتوفر منصات مثل المنتدى الإماراتي البرازيلي لمستقبل الزراعة فرصاً مهمة للتواصل مع شركاء يقاسموننا طريقة التفكير ذاتها، عدا عن إطلاق فرص الاستثمارات والأعمال المشتركة. ونتطلع إلى مزيد من هذه الفرص مستقبلاً للتواصل مع شركائنا وإيجاد أرضية مشتركة للشراكة والتعاون“.
افتتح سعادة محمد سعيد النعيمي، المنتدى ورحب بالحضور قائلاً: “تقف دولة الإمارات في صدارة الدول التي تنادي بالتعاون لخلق كوكب أكثر استدامة وضمان وصول الجميع إلى مصادر غذاء ومياه مستدامة. وتشاركنا البرازيل رؤيتنا للتعاون متعدد الأطراف، حيث يتيح لنا هذا التفاهم المتبادل استكشاف مجالات جديدة للشراكة“.
وأضاف النعيمي: “تتيح التكنولوجيا الزراعية مجموعة متنوعة من الفرص لتعزيز كفاءة واستدامة إنتاج الغذاء. ويشكل هذا المنتدى فرصة مهمة لتعزيز جهود البحث والتطوير وحفز الاستثمار في الابتكار الغذائي. كما يساعد في استكشاف الفرص التجارية، وتحقيق رؤيتنا المشتركة في إنتاج مواد غذائية مغذية ومستدامة بتكلفة معقولة“.
ومن جهته، أكد سعادة صالح السويدي سفير الإمارات لدى البرازيل على تميز العلاقات البرازيلية الإماراتية والتي وصلت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية القائمة في العديد من المجالات وخاصة المجالات الزراعية، وأضاف السويدي بأن هذه الشراكة استراتيجية، مشيراً إلى أهمية انضمام الإمارات إلى مجموعة بريكس.
ونوه سفير الدولة إلى أن انعقاد المنتدى الزراعي الإماراتي الأول في البرازيل (منتدى مستقبل الزراعةAgriFuture Forum) هو ترجمة لجهود الحكومة الإماراتية في اتجاه تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية المتبادلة في مجال القطاع الزراعي. كما أشاد السويدي بالدور الإيجابي الذي تلعبه وزارة البيئة والتغير المناخي والشركات الوطنية في صرح علاقات الشراكة التي تربط الإمارات والبرازيل.
ومن جهتها، رحبت فيرجينيا مينديز على عقد المنتدى، مؤكدة على أنه فرصة لدفع الشراكة الممتدة بين الشركات البرازيلية والإمارتية لإنعاش تجارة الغذاء والاستثمار في قطاع الزراعة الحديثة.
ضم المنتدى جلستين نقاشيتين، حيث تناولت الأولى “الزراعة المستدامة والأمن الغذائي”، بينما ركزت الجلسة الثانية على أهمية البحث والتطوير في دعم الزراعة وأنظمة الغذاء. وشارك المتحدثون في مناقشات حول مواضيع زراعية رئيسية، بما في ذلك الزراعة الصحراوية، والخدمات اللوجستية والتصنيع الغذائي، والزراعة المستدامة والابتكارات الرقمية، ومستقبل التكنولوجيا الزراعية. وتناولت المناقشات جوانب محددة من ممارسات الزراعة المستدامة، بما في ذلك صحة التربة، والمحاصيل المقاومة للمناخ، والتكنولوجيا الحيوية.
وعلى هامش المنتدى، قام سعادة محمد سعيد النعيمي بزيارة خاصة لأمانة الزراعة والتموين بولاية ساو باولو البرازيلية، حيث تناول اللقاء – الذي جمع سعادته مع الأمين العام للزراعة والتموين بالولاية إدسون فرنانديز – سبل تعزيز المزيد من التعاون، كما تم استعراض إمكانات الزراعة المستدامة في ساو باولو، بهدف زيادة الإنتاجية وتوليد الطاقة النظيفة وتعزيز الأمن الغذائي، ذلك بالإضافة إلى تقنيات وسبل الارتقاء بإنتاجية الكاكاو، وتوظيف إنتاجية شجر نخيل الماكاوبا البرازيلي في إنتاج الديزل المتجدد، وغيرها.
وخلال الأيام التي سبقت المنتدى، زارت الوفود المشاركة عدداً من مواقع التكنولوجيا الزراعية وكبرى المؤسسات البحثية مثل المؤسسة البرازيلية للبحوث الزراعية “إمبرابا”، وذلك في العاصمة برازيليا، لاستكشاف المزيد من فرص التعاون والاستثمار في قطاع الزراعة والغذاء، حيث أتيحت الفرصة للشركات لعقد اجتماعات تم ترتيبها مسبقاً لاستكشاف فرص الشراكة والاستثمار المحتملة.