يشهد الشارع اليمني حالة من التفاؤل الكبير، بأن تسفر جميع التحركات الاقليمية والدولية عن اتفاق هدنة طويلة تقود إلى مفاوضات سلام دائم في البلاد، ينهي معه حالة المعاناة التي يعيشها اليمنيين منذ سنوات.
ويتطلع اليمنيون إلى ان تكون هناك بداية حقيقية لحل العديد من القضايا، وعلى راسها اعادة صرف المرتبات، وفتح الطرق والمعابر، وإعلان عفو عام من جميع الخصوم، وعودة الحياة المدنية الطبيعية إلى المدن والقرى اليمنية.
وكانت الموانئ اليمنية شهدت خلال الساعات القليلة الماضية دخول أول سفن حاويات البضائع، دون تفتيش، ما يعد بادرة نوعية وكبيرة في سبيل رفع القيود عن الحركة الملاحية من والى الموانئ اليمنية، ومطار صنعاء الدولي، تنفيذا لمخرجات مشاورات سلطنة عمان، في اطار بناء الثقة بين الاطراف، فيما ينتظر جميع اليمنيين ان يتم فتح الطرق بين المحافظات والمدن اليمنية بما فيها مدينة تعز.
وكان وفد عماني وصل صنعاء برفقة رئيس وفد الميليشيات المفاوض محمد عبدالسلام، للقاء قيادات ميليشيات الحوثي، لمناقشة الحل بشكله النهائي على وقف إطلاق نار دائم والبداية في إجراءات اقتصادية وفتح المنافذ والمطارات والطرق وغيرها من الإجراءات.
كما تم الاعلان عن اطلاق سراح 13 اسيرا حوثيا ممن كانوا في اعادة تأهيل في السعودية، مقابل إطلاق أسير سعودي في وقت سابق.
ويتوقع ان يتم الخميس المقبل، عملية تبادل الاسرى الذين بموجب اتفاق جنيف الاخير، بعد تأخير العملية بطلب من الصليب الأحمر الدولي، حيث يشكل بداية مرحلة مهمة في اطار الولوج إلى مراحل سلام نهائي بين جميع الأطراف وهو ما يتطلع اليه اليمنيين.
ورغم حالة التفاؤل بقرب اعلان اتفاق هدنة جديد، واصلت ميليشيات الحوثي الارهابية تصعيدها القتالي في جبهات القتال خلال الساعات الماضية، وشنت للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة هجوما بالمسيرات المفخخة على مواقع شمال محافظة الضالع.
وذكرت مصادر ميدانية، أن هجوما حوثيا بطائرة مسيرة استهدف قرى سكنية ومواقع للقوات المشتركة والجنوبية في جبهات شمال الضالع، أدى أسفر عن اصابة جندي وتضرر سيارة اسعاف.
وفي مأرب، أحبطت قوات الجيش اليمني، اليوم، محاولة تسلل لميليشيات الحوثي، تجاه إلى مواقعها بالمحور الجنوبي، لتندلع مواجهات بين الجانبين، خلفت قتلى وجرحى في صفوف قوات الجيش والحوثيين.
من جهة أخرى، أحبطت القوات المشتركة والجنوبية، عمليتين ارهابيتين للعناصر الارهابية في شبوة وعدن، من خلال زراعة عبوتين ناسفتين احدها على الطريق العام في منطقة “الملبوجة” في مديرية ميفعة بشبوة، والثانية في جولة المصعبين في مديرية دار سعد شمال عدن.