قالت روسيا إن النشر المحتمل لأسلحة نووية في بولندا يهدد باستخدامها فعلياً، وذلك تعليقاً على رغبة وارسو في المشاركة في برنامج «الناتو» بشأن الاستخدام المشترك للأسلحة النووية، وتزامن ذلك مع زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز لكييف، حيث أجرى محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في وقت تتولى فيه بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وتفصيلاً أعرب نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، عن اعتقاده أن النشر المحتمل لأسلحة نووية أميركية في بولندا، يهدد باستخدامها بشكل فعلي لاحقاً.
وجاء تصريح مدفيديف تعليقا على رغبة بولندا في المشاركة ببرنامج حلف شمال الأطلسي (الناتو) بشأن الاستخدام المشترك للأسلحة النووية، بحسب قناة «آر تي عربية» الروسية.
وقال مدفيديف: «مع الأخذ في الاعتبار أن القيادة البولندية لا تضم في صفوفها اليوم إلا المهووسين، فإن طلب نشر أسلحة نووية في بولندا يعني أمراً واحداً فقط هو أنه سيتم استخدام هذه الأسلحة لاحقاً. وعلى الأغلب يثير سرور هؤلاء الأغبياء، كون القرار النهائي بهذا الخصوص سيعود لعجوز أصابه الخرف يوجد خلف المحيط».
ويرى مدفيديف وجود جانب إيجابي لهذا الأمر. وقال: «بعد ذلك ستختفي جميع الأرواح الشريرة، بما في ذلك دودا ومورافيتسكي وكاشينسكي وغيرهم، لكن للأسف الشديد سيختفي الآخرون كذلك»، وذلك في إشارة إلى الرئيس البولندي أندريه دودا، ورئيس الوزراء ماتيشو مورافيتسكي، ورئيس حزب القانون والعدالة ياروسلاف كاتشينسكي.
وكان مورافيتسكي صرح في ختام قمة المجلس الأوروبي أول من أمس، بأن بلاده طلبت من حلف «الناتو» نشر أسلحة نووية أميركية على أراضيها.
وأضاف: «بسبب عزم روسيا نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروس، نحن نطلب من كل (الناتو) أن نتمكن من الانخراط في برنامج المشاركة النووية».
وفي الأثناء وصل رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى العاصمة الأوكرانية كييف، حيث أجرى محادثات مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في اليوم الأول لتولي مدريد الرئاسة التناوبية للاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر.
وكتب سانشيز في منشور على «تويتر» صباح السبت، اشتمل على صور وصوله إلى محطة القطارات في كييف: «أردت أن يكون الفصل الأول من الرئاسة الإسبانية لمجلس الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا مع زيلينسكي»، مضيفاً أنه سيعبر له عن «تضامن أوروبا بأسرها».
وتابع: «سنواصل دعم الشعب الأوكراني حتى عودة السلام إلى أوروبا».
وأكد رئيس الوزراء الإسباني أن زيارته لكييف في اليوم الأول من تولي بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي تُظهر دعم الاتحاد الأوروبي «الراسخ» لطلب أوكرانيا الانضمام إلى التكتل. وقال سانشيز خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: «من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي حول انضمام أوكرانيا، فإن وجودي في اليوم الأول من هذه الرئاسة التي تستمر ستة أشهر، يثبت التزاماً سياسياً واضحاً وراسخاً من جانب مؤسسات» التكتل.
وسيكون ترشح أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ضمن أولويات الرئاسة الإسبانية الدورية للتكتل، وفق ما أكد إعلان مشترك صدر إثر لقاء بين الرئيس الأوكراني ورئيس الوزراء الإسباني.
وتسلمت إسبانيا الرئاسة التناوبية للاتحاد الأوروبي من السويد أمس، وسترأس التكتل لستة أشهر مقبلة.
ميدانياً أفاد مسؤولون أوكرانيون أمس، بسقوط مزيد من الضحايا المدنيين جراء القصف الروسي في شرق البلاد وجنوبها، بينما بدأت زيارة رئيس الوزراء الإسباني لكييف لإظهار دعم مدريد والاتحاد الأوروبي المستمر لأوكرانيا في معركتها لطرد القوات الروسية من أراضيها.
وأمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتعزيز الوجود على الحدود مع بيلاروس، بعدما انتقل إليها قائد مجموعة «فاغنر» المسلحة الروسية يفغيني بريغوجين، مع جمع من مقاتليه إثر تنفيذهم تمرّداً فاشلاً في بلدهم.
وقال زيلينسكي في تسجيل فيديو بثّ على تليغرام، إنه «بناء على قرار هيئة الأركان العامة، صدرت أوامر للقائد العام فاليري زالوجني والجنرال سيرغي ناييف بتعزيز القيادة الشمالية بهدف ضمان السلام» على الحدود الأوكرانية البيلاروسية.
من جهتها ذكرت المخابرات البريطانية أن الجيش الأوكراني سيطر على رأس جسر، في الضفة الشرقية التي تحتلها روسيا من نهر دنيبرو، في جنوب أوكرانيا.
وفي الاستراتيجية العسكرية، يشير رأس الجسر بين أشياء أخرى، إلى منطقة على الأرض في الجانب الذي يسيطر عليه الروس من النهر، والتي إن تم الاستيلاء عليها بنجاح يمكن أن تؤمن معقلاً لمزيد من التقدم.
من جهة أخرى قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، إن كييف تحارب التحيزات وسوء الفهم المستمر منذ فترة طويلة، وذلك بشأن عواقب انضمام بلاده التي مزقتها الحرب إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو). وانتقد المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل لرفضها طلب الانضمام قبل 15 عاماً.
وقال كوليبا في مقابلة مشتركة مع صحيفة بوليتكو الأميركية، وصحيفتي بيلد ودي فيلت الألمانيتين، إن عضوية «الناتو» لن تؤدي إلى حرب أخرى أو حرب أكبر مع روسيا.
وقال كوليبا إن حصول أوكرانيا على عضوية حلف «الناتو» ستكون «الطريق إلى السلام».