دعت جلسة افتراضية نظمها نادي الموارد البشرية التابع للهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، إلى أهمية إعلاء «اللمسات الإنسانية في بيئة العمل» بين المتعاملين والموظفين على حد سواء، مؤكدة أنها تسهم بشكل مباشر في تحسين الصحة النفسية والعاطفية للموظف، وتزيد من إنتاجيته، وتُحسّن أداءه وإدارته للوقت، بما ينعكس إيجاباً على سعادة المتعاملين وتعزيز ثقتهم بالمؤسسة، ورفع مستوى رضاهم عن الخدمات المقدمة لهم.
وخلال الجلسة التي حملت عنوان «اللمسة الإنسانية في بيئة العمل»، أوضحت الخبيرة النفسية ميسون شاه، اختصاصية علم نفس في إحدى الشركات العالمية، أن التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي أثّرت سلباً في تقليل ما وصفته بـ«اللمسة الإنسانية في بيئة العمل»، حيث إنها أدت بشكل أو بآخر إلى زيادة شعور الموظفين بالعزلة، وانخفاض مستويات الرضا لديهم عن التواصل بين قيادة المؤسسة وموظفيها، كما أنها تسببت في ارتفاع معدلات التوتر لدى الموظفين.
وذكرت الخبيرة النفسية أنه وفقاً لنتائج دراسة عالمية، فإن المؤسسات حول العالم تخسر نحو 300 مليار دولار سنوياً بسبب شعور الموظفين بالتوتر، وأن أكثر من مليون موظف يتغيبون عن أعمالهم يومياً للسبب ذاته، فضلاً عن أن 60% إلى 80% من الحوادث في مواقع بيئة العمل تكون بسبب التوتر وشعور الموظفين بضغط العمل.
وحذرت من أن شعور الموظفين بالتوتر له آثار سلبية عديدة على صحة الموظفين النفسية والجسدية، حيث إنه يدفعهم إلى الانسحاب الاجتماعي واللجوء إلى السكوت، والإحجام عن المشاركة الفاعلة في بيئة العمل، كما أنه يسبب لهم مشاكل في النوم، وآلاماً في المعدة، وصداعاً متكرراً وتعباً وإرهاقاً عاماً، وقلة التركيز والانتباه.
وقدمت الخبيرة النفسية جملة من النصائح لمديري وقادة المؤسسات لتعزيز اللمسة الإنسانية في بيئة العمل، حيث دعتهم إلى الاستماع بإنصات للموظفين والتعاطف معهم، والاهتمام بمشاعرهم، وتقديم الدعم لهم عندما يكونون بحاجة للمساعدة، إضافة إلى تقدير جهود الموظفين، ومكافأتهم والثناء عليهم وإبراز إسهاماتهم.