قال مختصّون في قطاع أنظمة الأمن الإلكتروني والخصوصية الرقمية، إن تطوّر تهديدات الهجمات الإلكترونية، دعم الاعتماد على آليات حديثة ترتكز على أنظمة «المواجهة الاستباقية للهجمات»، مؤكدين أن دولة الإمارات كانت سبّاقة في تبني تلك الأنظمة.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم»، على هامش فعاليات معرض ومؤتمر الخليج العالمي لأمن المعلومات «جيسك 2024»، الذي اختتم فعاليته في مركز دبي التجاري العالمي، أخيراً، أن آليات المواجهة الاستباقية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، لافتين إلى أن من أبرز أنظمة المواجهة الاستباقية، ما يُعرف بـ«أنظمة المناعة السيبرانية»، التي تشمل توفير بيئة عمل عن بُعد بعيدة عن مخاطر القرصنة الإلكترونية.
وقال الرئيس التنفيذي لحلول الشركات في «مايكروسوفت» للحلول التقنية في الإمارات، طارق حلواني، إن «الهجمات الإلكترونية عالمياً شهدت خلال الفترة الأخيرة مراحل تطوّر كبيرة ومتسارعة في أساليبها وأنظمتها، ما رفع من خطورتها مع زيادة سعة وسرعة الهجمات الموجهة واستخدام تقنيات مختلفة حديثة أبرزها الذكاء الاصطناعي».
وأوضح أن «التطور السريع للهجمات أسهم في ظهور آليات حديثة يطلق عليها (المواجهة الاستباقية للهجمات)، كأنظمة يتم العمل بها، للتصدي الاستباقي للهجمات، مع الارتكاز على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في سرعة تحليل أي متغيّرات غريبة، والسرعة الفائقة في تحليل البيانات، وتوجهات الهجمات عالمياً، وأنماطها».
وأكد أن «دولة الإمارات كانت سبّاقة في تبني تلك الأنظمة، من خلال المؤسسات المختصة التي تتعاون مع الشركات العاملة في مجال الخصوصية الرقمية»، لافتاً إلى أن من أبرز أنظمة المواجهة الاستباقية للهجمات التي أطلقتها الشركة: «المساعد الافتراضي المتخصص في مجال الأمن الإلكتروني»، الذي يقوم بدور عامل مساعد للمختصين في المؤسسات الحكومية والخاصة في تحديد توجهات الهجمات.
وتابع: «على الرغم من الابتكارات المختلفة في مجال الذكاء الاصطناعي، فإنها تقترن بمخاطر متزايدة، كما أنه ونظراً لأن منفذي الهجمات يستخدمون قدرات الذكاء الاصطناعي لشن هجمات سيبرانية متطوّرة بشكل متزايد، فإن من الضروري أن تشرع المؤسسات في العمل على تعزيز دفاعات أمنها بوتيرة سريعة تواكب تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي».
من جهته، اتفق رئيس الخبراء التقنيين لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا في مؤسسة «كاسبرسكي» الدولية للأمن الإلكتروني والخصوصية الرقمية، عماد الحفار، على أن أبرز الآليات الحديثة لمواجهة التطوّر السريع للهجمات الإلكترونية، هي الاعتماد على أنظمة المواجهة الاستباقية المرتكزة على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي.
وأوضح أن «تطوّر الهجمات واعتماد القراصنة على تقنيات الذكاء الاصطناعي حفّز على استخدام آليات أكثر تطوّراً للمواجهة الاستباقية»، لافتاً إلى أن أسواق دولة الإمارات كانت سبّاقة في تبني تلك الآليات.
وأضاف: «من أبرز أنظمة المواجهة الاستباقية: (أنظمة المناعة السيبرانية) التي تشمل توفير بيئة للعمل عن بُعد بعيدة عن مخاطر القرصنة الإلكترونية، إضافة إلى حماية أنظمة (إنترنت الأشياء) في الطرق والبنية التحتية والقطاع الصناعي». وأشار كذلك إلى حل «كاسبرسكي نيكست» المخصص لحماية النقاط الطرفية.
في السياق نفسه، رأى نائب أول للرئيس والمدير الإداري لشركة «تريند مايكرو» الدولية للأمن الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط ودول آسيا الوسطى وروسيا وإفريقيا، الدكتور معتز بن علي، أن «تطوّر تهديدات الأمن الإلكتروني يستدعي من المؤسسات ضرورة اتباع نهج استباقي وقائي في تأمين منافذ دخول الهجمات السيبرانية». وأضاف أنه «تم إصدار تقرير تحليلي لسوق الأمن الإلكتروني، أخيراً، يؤكد أهمية فهم الاستراتيجيات التي يتبعها منفذو الهجمات، للتمكن من إنشاء نظام دفاعي فعّال».
أما كبير مسؤولي الأمن السيبراني في مؤسسة «هواوي» للأنظمة التقنية الدولية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، الدكتور ألويسيوس تشيانغ، فقال إن «العالم يشهد تغيّرات متسارعة في مجال التهديدات السيبرانية، ما يستدعي قدراً كبيراً من المرونة والقدرة على التكيّف، والمواجهة المسبقة».
وأضاف: «في وقت تستمر فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي في التقدم بشكل هائل، فإن هناك حاجة للعمل على تطوير أُسس المواجهة، سواءً ما يتعلق بـ(الميتافيرس)، أو شبكات الجيل الخامس».
وأوضح أن «تطوير الأسس يسهل مواجهة أي تحدي للهجمات الإلكترونية، من خلال الاعتماد على تقنيات مواجهة محدثة».