أكد المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام الذي أقامته مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية بالقاهرة اليوم الخميس أن السلام العادل يحتاج إلى تنمية سياسية حقيقية وإرادة معاصرة وجهود جماعية مشتركة تفاعلية تختص بها مؤسسات حكومية ودولية ومدنية مختلفة.
وناشد المنتدى، في ختام أعماله، قادة العالم بذل ما في وسعهم لنشر السلام العادل في دول العالم كافة، مؤكدا ضرورة تضافر الجهود بشكل تفاعلي من أجل تحقيق السلام كونه مطلبا عادلا وحقا للبشرية جمعاء.
وأعرب المنتدى، في توصياته الختامية، عن تضامنه مع النهج الجماعي لتحقيق السلام العادل داعيا إلى ضرورة إيقاظ الضمائر لأن التاريخ لن يتسامح مع كل من أخطأ في حق الإنسانية، مضيفا «لاتزال الفرصة متاحة أمام الجميع لاتخاذ خطوات جادة باتجاه المسار الصحيح».
ودعا إلى ضرورة تسخير التقنية الحديثة في خدمة الثقافة وقضايا الشعوب، لافتا إلى أهمية التعليم النوعي المستنير كونه يعد «رأس الحربة في السلام العادل» وضرورة ان يساير التعليم النوعي متطلبات العصر.
وأكد المنتدى في هذا الاطار ضرورة الاهتمام بتقديم تعليم نوعي للأجيال القادمة بمنهج منفتح، واصفا اياه بأنه بمنزلة «فرض عين» تحقيقا لمتطلبات التنمية في الدول العربية.
ولفت إلى أهمية الاقتصاد كونه قائدا للتنمية وكذا الدور الحيوي للقطاع الخاص في النهوض به، داعيا إلى ضرورة العناية بالتشريعات الاقتصادية المحفزة لهذا التنوع وضبطها من خلال تعزيز ثقافة الادخار والاستثمار وتسخيرها لخدمة الجمهور العام.
وشدد على الدور المحوري للثقافة في ظل الأجواء السائدة اليوم والتي يتغشاها تضليل للرأي العام والزج به في صراعات تفتت المجتمع وتحرض على التعصب والكراهية مطالبا بالوعي والحض على ثقافة منفتحة ومتسامحة تتقبل الآخر وتؤمن بالحوار.
وثمن المنتدى الجهود التي تبذلها مصر وموقفها العربي المناصر لكل القضايا العربية في المنطقة مؤكدا تضامنه معها فيما تعانيه من ضيق اقتصادي وأعباء سياسية ودولية جراء الوضع العربي والإقليمي الشائك.
وثمن رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية سعود عبدالعزيز البابطين رعاية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لفعاليات المنتدى وكذا وزارة الثقافة المصرية والمجلس الأعلى للثقافة لتعاونهم المثمر الذي كان من أهم أسباب نجاح هذا المنتدى.
وأعرب عن أمله أن يكون المنتدى ثمرة للجهود الخيرة التي تسهم في تقدم الإنسانية ورفعتها متوجها بالشكر لكل القائمين على عقده وساهموا في انجاح أعماله بما يعود بالنفع على شعوب الامة العربية ومثقفيها.
كما ثمن مشاركة الحضور وتلبيتهم دعوة مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية لحضور المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل مثنيا على مشاركتهم الفاعلة وإسهاماتهم الثرية وما قدموه خلال جلسات المنتدى من نقاشات وأفكار تنويرية واقتراحات بناءة تصب غاياتها في تحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة.
واعرب المنتدى عن تقديره الكبير لإسهامات الاديب الكويتي الراحل عبدالعزيز البابطين الذي نذر نفسه ووقته وماله للدفاع عن القضايا العربية من خلال ثقافة مستنيرة جامعة وغير مفرقة.
كما أعرب المنتدى عن امله في مواصلة أبناء البابطين المسيرة الثقافية لخدمة المشروع الحضاري الذي بدأه والدهم الراحل.
وحظي المنتدى العالمي الثالث لثقافة السلام العادل الذي عقد على مدى ثلاثة ايام باهتمام ومشاركة واسعة من شخصيات سياسية وثقافية عربية واجنبية من بينهم وزير الاعلام والثقافة الكويتي عبدالرحمن المطيري وزيرة الثقافة المصرية نيفين الكيلاني.