تعمل مبادرة المنال الإنسانية، التي أطلقتها حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، في عام 2013، على إبراز الوجه الحضاري لدولة الإمارات في التعامل مع قضية تغير المناخ، التي تعد واحدةً من أهم التحديات التي يواجهها العالم في الوقت الراهن، وما تتطلبه من تضافر جهود دول العالم كافة للتغلب عليها، بما يصب في مصلحة البشرية وكوكب الأرض، ويسهم في توفير مقومات الحياة الصحية والآمنة للأجيال المقبلة، ويأتي ذلك تتويجاً لمسيرة 10 سنوات من العمل الخيري والتنموي والإنساني منذ انطلاق المبادرة.
ويتم تنفيذ حملة مبادرة المنال الإنسانية هذا العام بالتعاون مع «دبي العطاء»، كجزء من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، وذلك لدعم الجهود الهادفة إلى دمج التعليم في أجندة المناخ العالمي من خلال أنظمة التعليم المُحوّلة، التي يمكن أن تدفع بالتنمية البشرية نحو مستقبل مزدهر ومستدام للجميع، وبالتالي ترسيخ مكانة دولة الإمارات كمنارة عالمية للعمل التنموي، وتأكيد التزامها بأهداف التنمية المستدامة 2030.
وقالت رئيسة مجلس إدارة مؤسسة دبي للمرأة والعضو المنتدب، منى المري، إن دعم مبادرة المنال الإنسانية لجهود «دبي العطاء» في تسليط الضوء على أهمية ومكانة التعليم كأداة مهمة في التوعية بالتحديات المناخية الحالية التي تهدد كوكب الأرض، يأتي في إطار الشراكة المُمتدة بين الطرفين عبر السنوات الماضية في المجال التعليمي، خصوصاً تعليم الفتيات، بما يسهم في بناء القدرات العلمية والمعرفية للشباب، وتمكينهم من الإسهام في التعامل مع القضايا الحيوية، وتحسين حياة الناس، وإحداث تغييرات ملموسة في مجتمعاتهم، مؤكدةً أن هذه الجهود المشتركة تسهم في تعزيز المكانة العالمية لدولة الإمارات، والتأكيد على نهجها الثابت في المشاركة الفاعلة في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه العالم، وفي مقدمتها قضية التغيرات المناخية، لارتباطها بكثير من القضايا الأخرى، مثل الصحة والمياه والتعليم والتنمية والاقتصاد والتوازن بين الجنسين، وتشكل جميعها محاور أهداف التنمية المستدامة.
وأضافت أن البرامج والمشروعات النوعية التي نفذتها مبادرة المنال الإنسانية على مدى الـ10 سنوات الماضية من خلال تركيزها على التعليم والصحة والمياه، تترجم الرؤية الإنسانية لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، ودعم سموها المتواصل لتوفير فرص التعليم السليم، خصوصاً للأطفال والفتيات، وحرص سموها على أن يكون لهذه البرامج أثر إيجابي مستدام، وإحداث فارق نوعي في حياة المستفيدين منها، لاسيما النساء والفتيات، وتعزيز إسهاماتهن في نهضة وتنمية مجتمعاتهن، كما تترجم إيمان سموها بأن التعليم السليم والمنصف للجميع يعتبر ركيزة أساسية لازدهار ورخاء الشعوب وتقدمها في كل المجالات. وأوضحت المري أن هذه الشراكة بين «المنال الإنسانية» و«دبي العطاء» تؤكد النهج التنموي العالمي لدولة الإمارات، مشيرةً إلى عدد من مجالات التعاون السابقة، منها دعم «المنال الإنسانية» لحملة «حجوزات 2030» التي أطلقتها «دبي العطاء» عام 2019 لتوفير فرص تعليمية للأطفال والشباب المحرومين، ومساعدتهم على تحقيق طموحاتهم المهنية مستقبلاً، والتعاون في تنفيذ حملة «لتعليمها» التي أطلقتها مبادرة المنال الإنسانية عامي 2017 و2018 لدعم تعليم الأطفال، خصوصاً الفتيات في البلدان النامية، مع التركيز على المناطق التي تواجه فيها الفتيات تحديات تعليمية. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي ونائب رئيس مجلس إدارة «دبي العطاء»، الدكتور طارق محمد القرق، إن «تغير المناخ يشكل أزمة عالمية متنامية باستمرار، تلقي بظلالها على النساء والفتيات بشكل متفاوت من ناحية، وتفاقم من مشكلة عدم المساواة في التعليم التي تواجههن في أجزاء كثيرة من العالم من ناحية أخرى. ومن خلال دمج التعليم في جدول أعمال المناخ العالمي، يمكن تحفيز التحول في هذا المجال، الأمر الذي لن يقلل من الآثار السيئة لتغير المناخ على النساء والفتيات فحسب، بل سيمكنهن أيضاً من أن يصبحن قادة في العمل المناخي. وأسهمت مبادرة المنال الإنسانية بشكل كبير في دعم جهودنا العالمية لتعزيز حياة الأطفال والشباب، خصوصاً الفتيات، من خلال توفير فرص الحصول على التعليم السليم».
وتوجه بالشكر إلى مبادرة المنال الإنسانية لتنظيمها معرض «التصميم للأمل»، وذلك للمساعدة في تعزيز التعليم المرتبط بتغير المناخ للنساء والفتيات، والارتقاء بمكانة التعليم باعتباره فرصة مناسبة لهن لتأدية دور أكبر في قيادة الجهود لإيجاد حلول لأزمة تغير المناخ. ويستضيف نادي دبي للسيدات النسخة الثامنة من المعرض الخيري «التصميم للأمل»، الذي تنظمه مبادرة المنال الإنسانية خلال الفترة من الخامس إلى السابع من أبريل الجاري، بمشاركة نخبة من المصممات الإماراتيات ودور الأزياء والمجوهرات، وسيتم تخصيص ريعه بالكامل لدعم جهود «دبي العطاء» في ما يتعلق بدمج قضايا تغير المناخ في المناهج والمنظومة التعليمية، ما يعكس جانب الخير والعطاء الذي يتميز به شعب الإمارات بجميع فئاته.
دعم نفسي واجتماعي
نفذت مبادرة المنال الإنسانية، منذ إطلاقها في 2013، عدداً من البرامج والمشروعات في مجالات متنوعة ودعم فئة العاملات. وفي عام 2013، أطلقت «نور الحياة» لتقديم الوقاية والعلاج لمليون شخص يعانون الإعاقة البصرية في مناطق مختلفة من العالم، وجرى تنفيذه بالتعاون مع مؤسسة نور دبي.
وفي عام 2014، قدمت الدعم لمبادرة «سُقيا الإمارات» لتوفير مياه الشرب الصالحة لخمسة ملايين شخص في البلدان التي تعاني نقص المياه، وفي عام 2015 قدمت الدعم لمبادرة «الإمارات لصلة الأيتام والقصّر».
وخلال جائحة «كوفيد-19» عام 2020، أطلقت حملة «لنصلها» بهدف تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للمرأة، والحفاظ على صحتها، وتمكينها من القيام بدورها الأسري والاجتماعي والاقتصادي، في ظل الظروف الناجمة عن تداعيات فيروس كورونا المستجد وانعكاساته على الجميع.
وتم تنفيذ الحملة بالشراكة مع سلطة مدينة دبي الطبية، وبالتعاون مع نخبة من الأطباء والاستشاريين النفسيين في الصحة النفسية والتنمية الذاتية والمهارات الشخصية، الذين قدموا استشاراتهم للمرأة عبر قنوات اتصال متنوعة وآمنة.
وفي عام 2022، قدمت الدعم لبرنامج العناية بصحة العيون الذي تنفذه مؤسسة نور دبي في ولاية كاتسينا بجمهورية نيجيريا، الذي يستهدف بشكل عام 160 ألف طالب وطالبة و3000 معلم ومعلمة في 194 مدرسة ابتدائية بالولاية، من خلال إجراء الفحوص الدورية للعيون، وتوفير النظارات الطبية لمن يحتاجها من الطلاب والمدرسين.