أسامة دياب
أشاد الملحق العسكري في السفارة الإيطالية لدى البلاد العقيد سالفاتوري فيرارا بتطور العلاقات الإيطالية – الكويتية والتي وصفها بالممتازة، موضحا أن العلاقات الديبلوماسية بين البلدين قديمة، حيث تعود إلى استقلال الكويت في عام 1961، مشيرا إلى أن البلدين احتفلا قبل عامين بمرور 60 عاما من الصداقة الحقيقية والمخلصة بينهما.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال الحفل الذي أقامه قبل أيــــام، بمناسبــة الذكـــرى الـ 100 لتأسيس القوات الجوية الإيطالية في 28 مارس 1923، بمشاركة عدد كبير من المسؤولين الكويتيين بينهم وكيل وزارة الدفاع الشيخ د.عبدالله المشعل ووكيل وزارة مساعد في وزارة الدفاع الشيخة د.شمايل أحمد خالد الصباح، وعدد من الملحقين العسكريين المعتمدين لدى البلاد.
ووصف فيرارا التعاون العسكري بين البلدين بالممتاز، مشيرا إلى أنه بدأ بمشاركة إيطاليا في التحالف الدولي لتحرير الكويت من براثن العدوان، بموجب قرار الأمم المتحدة، لافتا إلى تطور علاقات التعاون العسكري بين البلدين بعد تحرير الكويت في العديد من القطاعات، ولكن مع التركيز بشكل خاص على التعاون الدفاعي، والذي توج بتوقيع اتفاقية حكومية مع مذكرة التفاهم في 2003.
وشدد على أن «هذه المذكرة مهدت الطريق لتبادل الدورات التدريبية والتعليمية، حيث التحق بعض الطلاب الكويتيين بالأكاديميات العسكرية الإيطالية، كما سعت وزارة الدفاع في الكويت إلى فرص الشراء في القطاع الصناعي الإيطالي ذي الشهرة العالمية».
وتابع فيرارا: «في عام 2014، أدى اشتداد القتال ضد المنظمات الإرهابية إلى قيام تحالف جديد، يعمل في الشرق الأوسط، وتتمركز قواته جزئيا في الكويت، وبسبب العلاقة المميزة، نشرت إيطاليا وحدة عسكرية في الكويت عام 2014، وبمرور الوقت، نمت الوحدة العسكرية الإيطالية في الأعداد والقدرات التشغيلية، وبات لدينا حاليا 6 مجموعات مهام مختلفة».
وقال الملحق العسكري الايطالي انه «يمكن للقوات المسلحة الكويتية اليوم، الاعتماد على أحدث نظام دفاع صاروخي من منظومة سكاي غارد (هي منظومة دفاع جوي تعتمد على الليزر)، الذي تتزود به العديد من الدول الأخرى».
وأكد أنه في بداية مارس الماضي، تم توقيع اتفاقية فنية من قبل القوات الجوية الكويتية ومكتب البرنامج الدولي المشترك وشركة ليوناردو لبدء التدريب المحلي بدورة من أربعة طيارين، لافتا إلى أن البرنامج يسير نحو أهداف أكثر وأكثر أهمية، والتي ستمنح القوات المسلحة الكويتية الخبرة والمعرفة للعمل بشكل مستقل بمقاتلة اليوروفايتر والتي تعتبر واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة قدرة في السوق العالمية. ولفت إلى أن سلاح الجو الكويتي تسلم أول طائرتين مقاتلتين من طراز يوروفايتر في ديسمبر 2021، وتلتها 4 طائرات أخرى في عام 2022، ويفترض أن يتم تسليم كامل الطائرات بحلول نهاية عام 2024.
وعن الذكرى المئوية للقوات الجوية الايطالية، قال فيرارا: «خلال الحرب العالمية الأولى، أحدث الطيران العسكري فرقا كبيرا في نتيجة الصراع واعتبر العديد من الطيارين أبطالا وطنيين».
وتابع: «لم تكن الأهمية الدولية لسلاح الجو الملكي الإيطالي منذ العشرينيات حتى الحرب العالمية الثانية بسبب التميز التكنولوجي في ذلك الوقت فحسب، ولكن بشكل أساسي بسبب التآزر والتعاون القوي بين القوات الجوية وشركات الطيران، الذين خصصوا معظم ميزانياتهم وأفضل الطيارين والمهندسين الأكثر موهبة لتطوير طائرات أكثر أداء من حيث السرعة والارتفاع والقدرة على التحمل والقدرة على المناورة».
وإذ لفت إلى أن «الحرب العالمية الثانية كانت لحظة فاصلة في تاريخ القوات الجوية الإيطالية»، وأنه «على مدى عقود، وبعد دخول ايطاليا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبدء مهماتنا من أجل السلام»، قال فيرارا ان «المشاركة الحقيقية الأولى في الصراع منذ الحرب العالمية الثانية كان التحالف الذي قاتل من أجل تحرير الكويت بموجب قرار الأمم المتحدة، حيث فقدنا في اليوم الأول من الحرب مقاتلة تورنيدو مع قائدها الطيار الرائد بيليني ومساعده النقيب كوتشيولوني، اللذين بقيا أسيري حرب في العراق لأشهر عدة».
وأكد أنه «خلال التسعينيات، شاركت القوات الجوية الإيطالية في عمليات السلام في الصومال، وفي موزمبيق، وفي ألبانيا، وفي البلقان، وفي تيمور الشرقية، كما شاركت في باكستان العام 1998 بسبب الزلزال، وفي جنوب شرقي آسيا بسبب سونامي عام 2004، وفي نيو أورلينز الأميركية، من أجل مواجهة تداعيات «كاترينا» في 2005، وفي السودان لمساعدة السكان في دارفور، وفي الكونغو من أجل إجراء انتخابات ديموقراطية».
وقال: «لقد دعمنا هايتي في 2010 ونيبال عام 2015 بسبب الزلازل، وأخيرا، نقلنا العام الماضي أكثر من 5000 لاجئ من أفغانستان بعد عودة طالبان، مستفيدين من دعم السلطات السياسية والعسكرية في الكويت».
وختم كلمته قائلا: «بعد هذه الرحلة التي استمرت لأكثر من 100 عام، أدركنا أن تاريخ الطيران العسكري في إيطاليا بدأ من روح الفرسان وكفاح الحرب العالمية الأولى لينتهي به المطاف إلى واحد من أكثر الأساطيل الجوية تقدما في العالم».