أفاد رئيس جمعية الإمارات للأورام، حميد بن حرمل الشامسي، بأن معدلات الشفاء من سرطان الثدي في الدولة تطابق مثيلتها في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من خلال أكبر دراسة عن سرطان الثدي في الدولة نشرتها جمعية السرطان الأميركية.
وأضاف الشامسي، وهو الباحث الرئيسي في الدراسة، التي شارك فيها 50 باحثاً ومتخصصاً في السرطان، واستغرقت أكثر من سنتين، أن دراسة نتائج علاج مرضى سرطان الثدي في الدولة كشفت عن نسبة نجاح تصل إلى 89% لجميع مراحل المرض، لمدة خمس سنوات من المتابعة، وهي النسبة الأعلى خليجياً (معدل البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في قطر يبلغ 71.95٪ والكويت 75.2%)، كما أنها موافقة لنسب النجاح في الولايات المتحدة.
وذكر الشامسي أن ارتفاع نسبة النجاح للعلاج في دولة الإمارات يرجع لتوافر طرق التشخيص والعلاج الحديثة.
وتابع أن «الدراسة أظهرت أيضاً تزايد حالات الإصابة بسرطان الثدي في الدولة في السنوات الأخيرة، خصوصاً لدى النساء الشابات، مقابل انخفاض نسبة الإصابة بسرطان الثدي في المراحل المتقدمة»، مشيراً إلى زيادة الإقبال على الفحص المبكر لسرطان الثدي.
وبينت الدراسة أن معدل الإصابة بسرطان الثدي في المراحل المتقدمة كان نحو 10.1% عام 2014 وانخفض إلى 8.7% عام 2015، كما انخفض إلى 7% عام 2017.
وقال الشامسي إن معدلات الإصابة بسرطان الثدي هي الأعلى في دولة الإمارات من بين جميع أنواع السرطانات، إذ تشكل نحو 36% من جميع السرطانات التي تصيب النساء، بحسب بيانات السجل الرسمي للسرطان في دولة الإمارات (صادر من وزارة الصحة ووقاية المجتمع لسنة 2019).
وأظهرت الدراسة أن هناك تزايداً في أعداد الإصابة بسرطان الثدي في الدولة، إذ وصلت إلى 883 حالة عام 2019 مقارنة بـ768 حالة عام 2014، وهذه الزيادة ظاهرة عالمية، لأن سرطان الثدي أصبح أكثر السرطانات انتشاراً في العالم عام 2020، فيما كان في السابق سرطان الرئة هو الأعلى عالمياً. وذكر الشامسي أن 21% من المصابات بسرطان الثدي في الإمارات تحت سن الأربعين، وهي أيضاً ظاهرة مهمة، لأن الفحص المبكر لسرطان الثدي لدى النساء يبدأ من سن الأربعين.
وشرح أن نسبة المصابات بسرطان الثدي في الولايات المتحدة الأميركية ممن تراوح أعمارهن بين 25 و45 تبلغ 31%، بينما تشكل المصابات من الفئة العمرية نفسها في دولة الإمارات 69%.
وذكر الشامسي أن معدل الإصابة بسرطان الثدي للنساء في الدولة يأتي في سن الـ48، مقارنة بـ62 عاماً في الولايات المتحدة الأميركية، ويسبب سرطان الثدي نسبة تبلغ 11.5% من وفيات جميع الفئات من السرطان في الإمارات.
وشدد على أهمية التوعية بسرطان الثدي، باعتبارها أولوية لتثقيف النساء بأهمية الفحص المبكر للسرطان، وأن الاكتشاف المبكر للمرض في مراحل مبكرة يعزز فرص الشفاء لنسبة تراوح بين 90% و95%، فيما لا تزيد نسبة الشفاء على 10% في الحالات المتقدمة منه.