- العنود الصباح: الديبلوماسية الثقافية تمزج بين الحضارات وتقرب الشعوب
أسامة دياب
استضاف المركز الثقافي الصيني مساء أول من أمس سلسلة حفلات موسيقية فلكلورية وكلاسيكية صينية، وذلك على مدار يومي 24 و25 نوفمبر، تحت عنوان «الإيقاع التقليدي والنفس الجديد.. حفل موسيقي لغرفة الموسيقى الكلاسيكية الصينية»، بتنظيم ودعم من مركز الصين للتبادل الثقافي الدولي والترويج السياحي ومعهد الموسيقى الصيني.
من جهتها، قالت الأمين العام المساعد لقطاع الآثار الإسلامية بالتكليف الشيخة د.العنود الصباح إن «الديبلوماسية الثقافية تمزج بين الحضارات وتقرب بين الشعوب، وما شهدناه اليوم في المركز الثقافي الصيني يجسد جمال الفن والموسيقى الصينية، التي نتعرف عليها أكثر مع كل فعالية تقام في المركز والسفارة الصينية».
وأضافت الصباح: «إننا شاهدنا 4 آلات موسيقية تقليدية مختلفة وكيفية تناغمها فيما بينها، وكأنها تحاكي قصة من التراث والروايات الصينية، حيث امتزجت الأحاسيس والأصوات التي تعبر عن الثقافة الصينية مع بعض الأغاني والآلات الكويتية، في صورة فنية رائعة».
وقالت: «نؤمن بأن الموسيقى هي لغة الشعوب، وهي من أهم جسور التقارب بين الأمم، وهذا ما يعد أحد أبرز نجاحات الديبلوماسية الثقافية».
وفي تصريح للصحافيين، قالت الأستاذة المشاركة في معهد الموسيقى الصيني ومدرسة آلة الإرهو، ما كه: «عندما ترددت أنغام الموسيقى الصينية في أروقة المركز الثقافي الصيني في الكويت، شعرت بأننا لا نقدم فنا فحسب، بل نمد جسورا دافئة من التواصل الثقافي»، مضيفة: «كان تصفيق الضيوف وابتساماتهم تأكيدا على أن الموسيقى لغة عالمية تتجاوز الحدود، وقد قربت هذه الأمسية قلوب بلدين رغم البعد الجغرافي بينهما».
وقد جمعت الحفلات عشرات الحضور من الكويتيين والمقيمين الصينيين، إلى جانب نخبة من موسيقيي معهد الموسيقى الصيني، وهم: تشانغ جيان (عازف الديزي والشياو)، تشنغ يويو (عازفة البيبا)، ما كه (عازف الإرهو)، ويانغ شي (عازفة الغوتشنغ)، الذين يتمتعون بخلفية راسخة وخبرة واسعة في تقديم العروض الدولية.
وجرى إعداد البرنامج ليبرز عمق التراث الموسيقي الصيني وتطوره المستمر، حيث تم تقديم مقطوعات تقليدية مثل «القمر فوق النهر في ليلة ربيعية» و«تغريد الطيور في الوادي العميق»، إلى جانب أعمال معاصرة من بينها «الضباب والغيوم فوق نهري شياو وتشيانغ» بتوزيع المؤلف قاوه وييجيه، و«ببطء…» للمؤلفة الصاعدة شيه ون هوي، في مزيج يعكس النطاق التعبيري الواسع للآلات الموسيقية التقليدية.
وإلى جانب العروض، تضمن البرنامج جانبا تعليميا، حيث قدمت شروحات مرئية حول الآلات الموسيقية التقليدية، فيما أتيحت للحضور فرصة تجربة بعض تقنيات العزف الأساسية بإشراف الفنانين، إلى جانب نقاشات موسيقية وجلسات ارتجال قصيرة مع أصحاب الخلفية الموسيقية.
وكان من أبرز محطات الفعالية الأداء المشترك الذي جمع بين الموسيقيين الصينيين وفرقة «المجموعة الموسيقية النسائية» الكويتية، حيث قالت رئيسة الفرقة آمنة منصور لـ «شينخوا» إن «الموسيقى ملتقى للمحبة وجسر للتواصل بين شعبي الصين والكويت، رغم تباعد المسافات»، وقدم الفريقان معا توزيعا مشتركا لأغنية «زهرة الياسمين» الصينية الشهيرة.
كما قدم العازف الكويتي محمود مقطوعة من أعمال الملحن المصري الراحل رياض السنباطي، في خطوة جسدت روح التلاقي بين الثقافات الموسيقية العربية والصينية.
