علّق المحقّقون في كوريا الجنوبية، أمس، تنفيذ مذكرة توقيف أصدرها القضاء بحق الرئيس المعزول يون سوك يول، لاستجوابه بشأن محاولته الفاشلة قبل شهر، فرض الأحكام العرفية في البلاد، بعدما منعهم الأمن الرئاسي من ذلك.
وقال مكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين في بيان، إنه «في ما يتعلق بتنفيذ مذكرة التوقيف، فقد تقرر أن تنفيذها كان مستحيلاً على أرض الواقع بسبب المواجهة المستمرة، إن القلق على سلامة الموظفين في الموقع أدى إلى اتخاذ قرار بوقف التنفيذ».
وصباح أمس، كان المكتب أعلن أن «تنفيذ مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس يون سوك يول قد بدأ».
لكن سرعان ما أفادت وكالة «يونهاب» للأنباء بأن المحقّقين الذين دخلوا مقر الإقامة الرئاسي لم يتمكنوا في الحال من توقيف الرئيس المعزول، لأن وحدة عسكرية في الداخل تصدّت لهم.
وقال مسؤول في مكتب التحقيق في فساد كبار المسؤولين، إن 20 محققاً بمؤازرة 80 شرطياً شاركوا في العملية، لكنهم واجهوا نحو 200 جندي وعنصر في جهاز الأمن الرئاسي شكلوا جداراً بشرياً لمنعهم من المرور.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي أن الأمن الرئاسي أغلق في وقت سابق، طريق الوصول إلى مقر الرئيس، باستخدام 10 حافلات صغيرة ومركبات أخرى، لكن المحققين تمكنوا مع ذلك من دخول العقار «باتباع مسار دائري على جانب التل».
وأشار المسؤول إلى أن «مشادات حصلت» بين المعسكرين، موضحاً أن أحداً من أعضاء فريقه لم ير يون سوك يول أثناء عملية الدهم.
وقال: «لم يكن مرور القوة ممكناً من الناحية الواقعية، إذ كان عدد الأشخاص المتجمعين هناك أكبر بكثير من عدد فريقنا، وبسبب مخاوف أمنية كبيرة، عُلقت العملية».
وكان فريق من محققي المكتب يتقدمهم المدعي العام لي داي هوان، شوهدوا يدخلون بمؤازرة أمنية، مقر الإقامة الرئاسي الواقع في وسط العاصمة سيؤول، حيث جرت العملية، بينما تجمع حشد من أنصار يول أمام المقر.
ويون سوك يول، ملاحق بشبهة «التمرد» بعد فشل محاولته فرض الأحكام العرفية في البلاد قبل شهر.
لكن وكيل الدفاع عن الرئيس المعزول أكد أمس، أن المحققين الذين حاولوا توقيف موكّله تصرفوا خلافاً للقانون، متعهداً باتخاذ إجراءات قانونية ضدهم.
وتفاقمت الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية نهاية الأسبوع الماضي عندما عزل البرلمان أيضاً هان داك سو، الذي حل مكان يون وذلك لعدم توقيعه مشروعات قوانين لإجراء تحقيقات بشأن يون.
وليل الخميس الجمعة، احتشد قرب مقر الإقامة الرئاسي مئات من مؤيدي يول، حيث جرى هذا التحرك تحت مراقبة كثيفة من قوات الأمن.
وفي المقابل، تظاهر أمام المقر الرئاسي أيضاً معارضون ليول، وقد اندلعت صدامات بين الطرفين فضّتها الشرطة. وبحسب وكالة «يونهاب»، نشرت الشرطة نحو 2700 عنصر في الموقع بعد اندلاع هذه الاشتباكات.
بلينكن يزور سيؤول في خضم أزمتها السياسية
يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، كوريا الجنوبية، لإجراء محادثات الأسبوع المقبل، وفق ما أفادت به وزارة الخارجية الكورية الجنوبية، أمس، فيما تشهد البلاد اضطرابات سياسية في ظل مقاومة رئيسها المعزول الامتثال لمذكرة توقيف صدرت بحقه، بعد إعلانه الأحكام العرفية. وأوضحت الوزارة في بيان، أن بلينكن سيلتقي نظيره تشو تاي يول بعد غد الإثنين.
وأضافت: «يتوقّع أن يناقشا التحالف بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، والتعاون بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان، ومسائل كوريا الشمالية، والتحديات الإقليمية والعالمية».