- المجلس يساند الجهود الديبلوماسية من خلال توطيد العلاقات الثقافية مع الدول الشقيقة والصديقة
منذ إنشائه بمرسوم أميري في 17 يوليو عام 1973، حقق المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مكانته المرموقة على خريطة الثقافة بكل مستوياتها من خلال إنجازات تخطت مداها المحلي إلى الإقليمي والعالمي.
واستطاع المجلس الوطني للثقافة خلال نصف قرن أن يكون واجهة الكويت الحضارية، وأن يمثل هويتها الوطنية والثقافية ويعكس المعرفة والانفتاح، مكرسا طاقاته البشرية وموارده وإمكاناته لتحقيق أهدافه والغايات السامية لإنشائه.
وجاءت فكرة إنشاء المجلس من المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد عندما كان حينها وليا للعهد ورئيسا لمجلس الوزراء وكان، رحمه الله، صاحب هذه المبادرة تخطيطا وتنفيذا ورعاية، فيما تولى رئاسة المجلس حينها وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء عبدالعزيز حسين، رحمه الله.
وبالفعل، وضع الراحل عبدالعزيز حسين التوجيه السامي موضع التنفيذ مستعينا بنخبة من خيرة المثقفين والمفكرين والفنانين الكويتيين الذين أسهموا كل من موقعه بحماس كبير في احتضان المشروع وتحويله إلى حقيقة واقعة في زمن قياسي.
ولم تمض أشهر قليلة على التوجيه السامي حتى صدر في عهد المغفور له بإذن الله الشيخ صباح السالم المرسوم الأميري التاريخي بإنشاء المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في 17 يوليو 1973 وتقرر أن يكون المجلس وقتها تحت المظلة المباشرة لسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء تأكيدا لأهميته، وانطلق كهيئة معنية بالثقافة والفنون يعمل جنبا إلى جنب مع الوزارات والمؤسسات الحكومية وجمعيات النفع العام والجمعيات الأهلية والخاصة للمضي قدما في تنمية الثقافة العربية والمعرفة بشكل عام.
كما حظي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدعم ورعاية سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، وما زال يحظى بالدعم والرعاية من صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله.
وحاليا ينفذ المجلس استراتيجية وضعها للأعوام 2023 – 2028 تحظى بمتابعة ودعم وزير الإعلام ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية عبدالرحمن المطيري، وتهدف إلى ترسيخ دور المجلس باعتباره نافذة ثقافية للبلاد على العالم وأن يكون مساهما في تعزيز مكانة الخدمات والمنتجات بمجالات الثقافة والفنون والآداب والآثار وتحسين المؤشرات المحلية والدولية وتعزيز مكانة الكويت على خريطة الثقافة العالمية خلال هذه الفترة.
ويحرص المطيري في هذا الإطار على عقد الاجتماعات الدورية مع قيادات المجلس بغية تذليل العقبات والصعوبات التي تواجه المتخصصين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب باعتباره المؤسسة الثقافية المعنية بالحفاظ على تراث الدولة.
ويقوم المجلس الوطني بتحقيق رسالته من خلال إقامة الفعاليات والمهرجانات دوريا وعبر برامجه الموجهة للقراءة والمسرح والموسيقى والفنون والآثار والكتابة وغيرها من رافعات نشر الوعي والتنوير التي تضمن مستقبل الأبناء والأحفاد والأجيال القادمة، كما يهتم بإصدار المؤلفات والمعاجم والفهارس، إلى جانب إقامة المعارض والمؤتمرات والمهرجات والندوات الثقافية والفنية وتقديم الجوائز التشجيعية والتقديرية ونشر الثقافة العامة من خلال سلسلة الإصدارات المتنوعة التي أخذت موقعا مرموقا في المحيط العربي.
وساهم المجلس في اكتشاف آثار تؤكد الوجود الإنساني والحضاري على أرض الكويت في فترات تاريخية سابقة بالتعاون مع فريق الآثار الكويتي، وفرق آثار وتنقيب عالمية ويقوم بمساندة جهود الديبلوماسية الكويتية في العديد من المهام بالمحافل العربية والدولية من خلال توطيد العلاقات الثقافية مع الدول الشقيقة والصديقة وإقامة الأسابيع الثقافية خارج البلاد بالتعاون مع سفارات الكويت في الخارج.
ومن ضمن جهود المجلس، إشرافه على تشغيل أكثر من 17 مركزا ثقافيا تم توزيعها في محافظات البلاد الست بالإضافة إلى جزيرة فيلكا.