عرضت الكويت الإنجازات التي حققتها في تعزيز منظومة الأمن الغذائي في سياق الأهداف والخطوط التوجيهية التي استخلصتها الحوارات لتحقيق ومواكبة تحويل النظم الغذائية.
جاء ذلك في مداخلة أمام «قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية +2» لرئيسة وفد الكويت رئيسة مجلس الإدارة المديرة العامة للهيئة العامة للغذاء والتغذية د.ريم الفليج خلال جلسة حوارات ختامية حول «تمكين المحاضرين الوطنيين بحلول عام 2025» ضمن أعمال القمة التي انعقدت على مدى 3 أيام بمقر منظمة الأغذية والزراعة (فاو) بالعاصمة الإيطالية (روما).
وركزت الفليج التي اختارتها قمة تقييم العمل المنجز بعد عامين من قمة النظم الغذائية الأولى لمشاطرة تجربة الكويت التي برزت إيجابياتها أمام ممثلي الدول الأعضاء في «فاو» على استخلاص التجارب التي قام بها المحاورون الوطنيون.
وعرضت الفليج التجربة الإيجابية وإنجازات الكويت التي استطاعت تجاوز العديد من التحديات والصعوبات المتشابكة في سبيل تعزيز منظومتها «النظم الغذائية» ومن أهمها «إنشاء كيان شامل ومظلة واسعة لتنسيق الجهود وأدوار سائر الجهات المعنية بالنظم الغذائية».
وأثبتت صواب تجربة الكويت نحو تحقيق الأهداف التي حددتها قمة الأمم المتحدة الأولى للنظم الغذائية عام 2021 نظرا لمعاناة أغلب الدول من افتقارها لمثل هذه المظلة الشاملة لتنظيم الأعمال والسياسات.
وفي مداخلتها الرئيسية، تشاطرت ممثلة الكويت التجربة الخاصة بتعزيز التغذية المدرسية ونهج الدولة في التعاطي مع التحدي المتمثل في ضمان وسلامة وجودة الأطعمة التي يتناولها طلاب المدارس ما يسهم بقوة في تحسين نوعية النظم الغذائية وفوائدها خاصة في أعمار النمو.
وأكدت مواصلة الكويت العمل على تطوير وتعميق نظم التغذية على أوسع نطاق وفق الطموحات الكبيرة للدولة في هذا الاتجاه من خلال الجهود المتعددة التي تقودها الهيئة العامة للغذاء والتغذية بالتعاون الوثيق مع وزارتي التربية والصحة.
وخلصت الفليج في ختام مداخلتها الى أن «الوقت المتاح أمام العالم لتحقيق الحد الأدنى المنشود لنظم غذائية متوازنة ومستدامة أصبح ضيقا ما يستدعي المضي قدما بلا تأخر في تمكين المحاورين الوطنيين حول العالم من خلال توطيد شبكة التواصل وتبادل التجارب وتنسيقها».
وفي تصريح لـ «كونا» عقب الجلسة التفاعلية بين المحاضرين الوطنيين من سائر مناطق ودول العالم، أشارت الفليج الى أن اختيار الكويت اليوم لمشاطرة تجربتها أمام أعضاء القمة هو دليل قوي على ما قامت به على مدى العامين الماضيين من جهد دؤوب وملموس لتعزيز النظم الغذائية والأمن الغذائي الوطني.
ولفتت إلى أن محاورات القمة على مدى ثلاثة أيام بينت بوضوح تعقيدات النظم الغذائية في العالم وتشابكها إذ ليس بوسع دولة واحدة العمل منفردة ما يستلزم تضافر وتكامل الجهود على كافة المستويات لتحقيق التعزيز المتبادل للنظم الغذائية والتغذوية.
وأوضحت أن العالم اليوم أصبح أصغر وأكثر تشابكا وأن ما تقوم به دولة يؤثر على الدول الأخرى مثل الحالة بالنسبة للكويت التي تعتمد بشكل كبير على الاستيراد ومن ثم تتأثر بما تتعرض له بقية الدول المنتجة للأغذية وهو ما يجعل التعاون والتنسيق المستمر بين الأطراف ضرورة لا غنى عنها.
واعتبرت أن هذا ما توصلت إليه القمة بعقد اجتماعات شهرية دورية للمحاضرين الوطنيين لمواصلة تبادل الخبرات والاستمرار في تعزيز المنظومة ومعالجة أي تحديات قد تطرأ في أي بلد آخر.
وشددت على الأهمية الكبيرة لهذه الحوارات في إطار مبادرة الأمم المتحدة حول النظم الغذائية والتي ترسم وتشخص المشكلات التي تعاني منها المنظومات الوطنية ومن ثم تستخلص التوصيات التي يتم إدراجها ودمجها ضمن الاستراتيجية العامة للدولة.
وفي هذا الصدد، عبرت عن اعتزازها بأن برنامج العمل الحكومي الحالي في الكويت «تضمن موضوع الأمن الغذائي والتغذوي على أولوياته نظرا للأهمية البالغة التي يمثله ولإيمان القيادة السياسة بأهمية هذا الملف الحيوي».
واختتمت القمة التي رعتها الحكومة الإيطالية أعمالها مساء الأربعاء وشاركت فيها 161 دولة مثلها 19 رئيس دولة وحكومة و100 وزير على مدى 3 أيام قامت خلالها بتقييم نتائج «قمة النظم الغذائية لعام 2021» ومراجعة التقدم المحرز وتحديد النجاحات والاختناقات والأولويات وسد فجوة التنفيذ في تحويل النظم الغذائية.
وترأست د.الفليج وفد الكويت في أعمال المؤتمر بمشاركة المندوب الدائم لدى منظمة الأغذية والزراعة (فاو) م.يوسف جحيل.