القاهرة ـ هناء السيد
طالبت الكويت أمس بالوقف «الفوري» لإطلاق النار في قطاع غزة واضطلاع الأجهزة المعنية الدولية بمسؤولياتها تجاه حماية المدنيين بالإضافة إلى أهمية وصول المساعدات الإنسانية للتخفيف من وطأة المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق.
جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقتها مساعد وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان السفيرة الشيخة جواهر إبراهيم الدعيج أمام اجتماع طارئ للجنة حقوق الإنسان العربية لمناقشة جرائم الاحتلال الإسرائيلي ضد الإنسانية في قطاع غزة بناء على طلب الكويت.
وقالت الشيخة جواهر إن طلب الكويت عقد دورة استثنائية يأتي إيمانا منها بأهمية دور الجامعة العربية في دعم القضية الفلسطينية.
وتابعت انه «لا شك أن اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان تعتبر الآلية الحقوقية التي بذلت جهودا مضنية في تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة».
وأضافت «نجتمع اليوم وبعد مرور 20 يوما على الهجمات الوحشية المرعبة والمروعة التي يشنها وبكل همجية جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة تحت ذريعة الحق في الدفاع عن النفس».
واستنكرت في هذا الإطار قائلة: أي حق هذا الذي ينتهك الحقوق الأساسية للمدنيين ويسلب الحق في الحياة للأطفال والأجنة الذين مازالوا في بطون أمهاتهم، وأي حق هذا الذي ينتهك كل أصناف حقوق الإنسان بل سطر جرائم ضد الإنسانية من خلال ضرباته العدائية التي استهدفت المدنيين الأبرياء العزل والعديد من الأعيان المدينة.
ووصفت الشيخة جواهر هذه الانتهاكات «بأبشع أنواع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، مؤكدة أن التهجير القسري والفصل العنصري وحجب وصول المساعدات الإنسانية تعد انتهاكا جسيما للقانون الدولي الإنساني.
ولفتت إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتفنن في هجماتها وترتكب جرائم دولية حرمتها القوانين والمواثيق الدولية بما فيها قانون الحرب، فالعدوان والإبادة الجماعية وجريمة الحرب والجرائم ضد الإنسانية جميعها ماثلة أمامنا في غزة.
وأشارت إلى أن كل هذا يحدث أمام صمت رهيب من دعاة حقوق الإنسان والإنسانية ومن كانوا يدعون أنفسهم بالمدافعين عن حقوق الإنسان، فلا تنديد ولا شجب ولا استنكار، فبدا واضحا وبالأدلة القاطعة مدى تسييس حقوق الإنسان والكيل بمكيالين والانتقائية في توجيه التهم.
وأكدت في هذا الإطار انه أمر أصبح يرسخ ازدواجية المعايير مما يشكل خطرا على إيمان المجتمع الدولي بمدى فعالية الآليات الدولية والصكوك والمواثيق الدولية المعنية بحقوق الإنسان.
وقالت الشيخة جواهر «استشعارا من الكويت بحجم الكارثة الإنسانية غير المسبوقة التي يعيشها الأشقاء في فلسطين فقد وجهت القيادة الحكيمة بتسيير جسر جوي إنساني لعله يخفف بعضا مما يعانيه أشقاؤنا المنكوبون في غزة».
وجددت موقف الكويت المبدئي والثابت من القضية الفلسطينية التي لطالما كانت بالنسبة لنا القضية الجوهرية والمركزية، فبلادي تتطلع إلى حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته حتى يشعر بالأمان والكرامة الإنسانية المفقودة الآن.