أشاد رئيس جمهورية موريشيوس بريثفيرا جيسينج روبون بالإنجازات التي حققتها المنطقة بأكملها وخاصة دولة الإمارات بعد كل ما وصلت إليه من نجاحات خلال هذه الفترة الوجيزة.
وأبدى خلال كلمة رئيسة ضمن فعاليات اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات، تضامنه مع حكومتي سوريا وتركيا بعد الهزة الأرضية التي ضربتهما الأسبوع الماضي وأسقطت الآلاف من الضحايا، مؤكداً أن الكوارث الطبيعية أصبحت الآن مأساة إنسانية حقيقية، وباتت تتكرر وبشكل أساسي بسبب التغير المناخي وارتفاع الحرارة، وذوبان الجليد في القطب الشمالي وظروف الطقس الحادة والفيضانات الكبيرة والجفاف.
وقال رئيس موريشيوس، إن التغير المناخي سيبقى واحداً من بين العديد من التحديات التي تواجهها كافة الدول سواء كانت متقدمة أو نامية، فكلها يجب أن تتحد الآن لمواجهة هذه الأزمة، معتبراً أنه بمثابة “قنبلة موقوتة” وتهديد وجودي للملايين في كافة مناطق العالم.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى جهود مكثفة وإجراءات قوية وكبيرة في مواجهة كل التحديات التي تواجهنا الآن، ومن الضروري أن تصمم الآليات المناسبة للدول الأكثر ضعفا وبشكل خاص الجزر الصغيرة والدول النامية، والقارة الأفريقية مثل غيرها تحتاج للمساعدات المالية والفنية بشكل سريع من أجل تنفيذ مشاريع للتقليل من الأضرار”.
وتابع: “أملي بأن يساهم كوب 28 في تحريك الأمور بشكل جدي، ليتخذ العالم تحت قيادة الإمارات خطوات حقيقية لمواجهة تلك الكارثة”، مشيراً إلى أن العالم يواجه تحدياً آخر تفاقم بسبب جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وهو الحاجة لتنويع مصادر الغذاء، وأيضاً استكشاف المصادر المتنوعة والبديلة للطاقة.
وقال جيسينج: “التضخم ارتفع وهناك زيادة في انعدام المساواة لكن مصيرنا جميعا مترابط وكلنا معتمدون على بعضنا البعض وفي الحقيقة كل ما قلناه في السابق بأن العالم كله مجرد قرية صغيرة ثبتت صحته، والأمر يقع على عاتقنا جميعاً لإيجاد حلول لهذه التحديات.”.
وذكر أن القارة الأفريقية يمكن أن تكون جزءاً من الحل، والدول المختلفة في أفريقيا يمكن أن تساهم في تغيير قواعد اللعبة، فهناك وفرة للطاقة الشمسية ومناطق شاسعة من الأراضي الخصبة، وبإمكانهم المساعدة لحل أزمات المستقبل داخل القارة أو عالميا، لكن تنمية أفريقيا والسعي لتعزيز هذه الرؤية يحتاج للسعي لتكامل شركاء أفريقيا.
وأوضح رئيس موريشيوس، أنه من أجل معالجة مصادر القلق وخلق البيئة الاقتصادية المناسبة لتعزيز الازدهار، فلابد من التركيز على النمو الاقتصادي الشمولي والاستثمار في صحة البشر وتعليمهم، والاهتمام بالأكثر فقراً؛ فالنمو الاقتصادي يبقى العمود الأساسي لنمونا المشترك، ومسؤولياتنا كقادة هي لضمان بقاء الحكومات شفافة ومتفاعلة بشكل كامل مع المواطنين، داعاً لخلق بيئات العمل المناسبة لتشجيع الابتكار والتنافس مع الحكومات والقطاع الخاص للعمل جنباً إلى جنب من أجل نمو اقتصادي مستدام.
وأوضح أن هناك تحدياً هاماً يواجه البشرية وهو التكنولوجيا؛ فاليوم أصبح العالم مترابطاً وتزايدت الإنجازات الرقمية مثل فينتك والابتكارات المالية، وهي الأمور التي لا يجب علينا تجاهلها، مضيفا: “ندرك أن هذه التكنولوجيا أثبتت أنها مفيدة وخاصة خلال جائحة كوفيد 19، لكن هناك عواقب غير مرغوب فيها وخاصة الجرائم السيرانية”.
وأكد رئيس موريشيوس أن الذكاء الاصطناعي بات الآن في غاية الأهمية، موضحاً أن الخارطة بأكملها سوف تتحول اقتصاديا واجتماعيا وسياسياً بعدما تدخل في كل شيء.