في انتخابات هذا العام تشير استطلاعات الرأي إلى أن 25% من الأميركيين لا ينوون التصويت لأي من المرشحَين: الرئيس جو بايدن، والرئيس السابق دونالد ترامب، ويُطلق عليهم «الكارهون المزدوجون»، وهي نسبة تبلغ ضعف ما كانت عليه في عام 2020، وفقاً لشركة بيو للأبحاث. ومع احتمال أن يتم تحديد النتيجة من قِبل نحو 6% من الناخبين في ست ولايات متأرجحة، بما في ذلك نورث كارولينا ونيفادا، فإن الفوز بأصوات هذه المجموعات قد يكون حاسماً.
وتتصاعد المخاوف بشأن عمر بايدن (81 عاماً) وسجله في الاقتصاد والهجرة مع الخوف من ترامب (78 عاماً) الذي أصبح الآن مجرماً مداناً ومصمماً على الانتقام. ويشعر كثيرون بالضجر والرعب إزاء الاختيار المعروض عليهم، ويبدو أن كل حملة انتخابية تحاول تحويل الانتخابات إلى استفتاء على إخفاقات الحملة الأخرى. والتحدي الذي يواجه الحملتين هو إقناع هؤلاء الناخبين الكارهين بترك شكوكهم جانباً، والعودة إلى الصناديق.
وتعتقد إحدى الناخبين واسمها تاركانيان أن الغضب من التضخم والهجرة سيقنع المحافظين المعتدلين بدعم ترامب مرة أخرى على مضض، قائلةً إن رسائل بايدن حول إنجازاته في منصبه «فشلت فشلاً ذريعاً»، وتضيف: «بغض النظر عن التركيبة السكانية، وبغض النظر عن الجنس، وبغض النظر عن الخلفية الدينية، فإن الاقتصاد يمثل مصدر قلق.. إنه هدف سهل لترامب كي يحقق فيه نصراً، لأننا نشعر به في جيوبنا».
ويوافق أحد الناخبين واسمه بيارالي على أن بايدن يكافح من أجل إيصال رسالته، ومع استئناف الدراسة في جامعته قبل أسابيع قليلة من يوم الاقتراع، ما يزيد من احتمال حدوث المزيد من الاحتجاجات الطلابية ضد الحرب في غزة، يخشى بيارالي من أن آمال بايدن في إخراج الشباب للتصويت قد تضاءلت بالفعل. ويضيف بيارالي: «لم يكن بايدن مثالياً في عام 2020 أيضاً، لكن مستوى التخوف كان أقل بكثير، وكانت الكراهية تجاه ترامب أكبر بكثير». ويختتم بقوله: «لا أعتقد أن معظم الشباب سيتحولون إلى ترامب، فهم يكرهونه بشدة، ويعتقدون أنه مجرم. ما يجب أن نقلق بشأنه هو أولئك الذين لا يريدون المشاركة بعد الآن».
وبعد أقل من خمسة أشهر على التصويت وصل عدد الكارهين لكلا المرشحين إلى أعلى مستوى في أي من الانتخابات الـ10 الماضية، ما يجعل بايدن وترامب أكثر المرشحين الرئاسيين الذين لا يتمتعون بشعبية في العصر الحديث. الكارهون المزدوجون في الولايات المتأرجحة يحملون مفاتيح البيت الأبيض. وانتهى بهم الأمر من قبل باختيار ترامب على المرشحة الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون في عام 2016، ثم بعد أربع سنوات تحولوا إلى بايدن.
إن الحماس لمباراة العودة بين أكبر رئيسين سناً في التاريخ الأميركي لم يكن عالياً على الإطلاق هذه المرة، وتراجعت معدلات تأييد بايدن منذ سبتمبر 2021 بعد الانسحاب الفوضوي للقوات من أفغانستان. وكانت معدلات تأييد ترامب سلبية في معظم فترات رئاسته ولم تكن مواتية على الإطلاق منذ أن فقد منصبه في ظل أعمال الشغب التي اندلعت في السادس من يناير، والتي كانت الذروة العنيفة لمحاولته الفاشلة للتشبث بالسلطة.
وعلى عكس العمليتين الانتخابيتين السابقتين، حيث كان أحد الحزبين غير راضٍ عن مرشحه المختار، فإن الكارهين المزدوجين لعام 2024 منقسمون بالتساوي بين الديمقراطيين والجمهوريين والناخبين المستقلين. ومعظمهم معتدلون ومتعلمون ويقيمون في الضواحي في أغلب الأحيان، وتعيش نسبة كبيرة منهم في ولايات ساحة المعركة التي ستقرر السباق، وقد تخلى العديد من هؤلاء الناخبين عن ترامب في عام 2020، لكنه الآن يستقطبهم مرة أخرى بسبب الإحباط من ارتفاع التضخم في عهد بايدن وأزمة الهجرة على الحدود الجنوبية لأميركا.
وأطلقت حملة بايدن حملة إعلانية بقيمة 50 مليون دولار ركزت على إدانة ترامب الجنائية في محاكمته المالية في نيويورك، في محاولة لتذكير الناخبين بأن الرئيس السابق غير مناسب بشكل فريد للمنصب. ويعتقد فريق بايدن أن لديه ميزة استقطاب الكارهين المزدوجين مع إدانة ترامب. وأظهر استطلاع للرأي أجرته شركة «مورننغ كونسلت» هذا الشهر أن 49% من الناخبين المستقلين يعتقدون أن ترامب يجب أن ينسحب من السباق بعد الحكم عليه بالإدانة.