سيكون رئيس وزراء هولندا المقبل، الذي يترأس ائتلافاً تاريخياً يهيمن عليه القوميون اليمينيون المتشددون، هو رئيس المخابرات السابق للبلاد، الذي يطلق عليه زملاؤه من موظفي الخدمة المدنية لقب «القاتل المبتسم» بسبب قسوته. وديك شوف (67 عاماً) هو أحد كبار المسؤولين الهولنديين، حيث يتولى منصب العدل والأمن، وتم ترشيحه رسمياً كمرشح مفضل من قبل الأحزاب الأربعة التي تُشكل الحكومة الائتلافية اليمينية في هولندا، هذا الأسبوع.
وسيقود شوف حكومة تنفذ برنامجاً جذرياً، بما في ذلك التدابير التي ستدخل هولندا في صراع مع الاتحاد الأوروبي. والموظف الحكومي، وهو عضو سابق في حزب العمال، هو عداء ماراثون متحمس، ويلقب أيضاً بـ«دوندر» أو «الرعد» بسبب قلة صبره مع المسؤولين الآخرين في مؤسسات الدولة.
وقال مصدر في الخدمة المدنية لصحيفة هيت بارول «يمكنه القضاء على الخصوم والمشكلات بابتسامة».
وتُعد حكومة شوف واحدة من أولى الحكومات في الاتحاد الأوروبي التي يهيمن عليها الشعبويون بعد الفوز المفاجئ الذي حققه خيرت فيلدرز وحزبه (حزب الحرية) في الانتخابات قبل ستة أشهر.
وقال شوف «سأكون رئيساً لوزراء كل الشعب الهولندي». وكان ثمن التحالف مع المحافظين والشعبويين الآخرين هو أن فيلدرز نفسه لن يكون في الحكومة مع زعماء الأحزاب الأخرى.
يعرف شوف، فيلدرز جيداً من خلال أدواره كرئيس للأمن الهولندي، ومراقبة صعود الشعبوي الهولندي، إضافة إلى توفير الحماية المباشرة لزعيم حزب الحرية، الذي يعيش في منازل مدعمة أمنياً منذ عام 2004، بعد العثور على اسمه ضمن قائمة خلية إرهابية.
وقال فيلدرز «يتمتع شوف بسجل حافل، وهو غير حزبي، وبالتالي فهو فوق الأحزاب، ويتمتع بالنزاهة، وهو محبوب للغاية إلى جانب ذلك». ويبدو جلياً التناقض بين شوف، الذي كان بصفته رئيس النسخة الهولندية من جهاز «إم أي 5» البريطاني، يراقب عن كثب القوميين؛ وفيلدرز، الشعبوي الذي اختاره الناخبون، كان موضع ملاحظة على نطاق واسع. عن «التايمز»
. ديك شوف عداء ماراثون متحمس يلقب بـ«الرعد» بسبب قلة صبره مع المسؤولين.