قالت الفنانة والباحثة المعروفة سوغوين تشونغ إن للفن والذكاء الاصطناعي دوراً بارزاً في تشكيل المستقبل، وهو ما لمسته في مدينة دبي، مضيفة أن «الفن والتكنولوجيا يمكنهما أن يسهما في تشكيل المستقبل، وهناك شيء يتعلق بالتكامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي يسمح بطريقة جديدة للتفكير في العملية، ودور الفرد والجماعة في المدن التي نبنيها، والقدرة على دمج أنواع مختلفة من الأعمال التفاعلية المتحركة»، ونوَّهت تشونغ بأن «متحف المستقبل في دبي هو عمل فني بحد ذاته».
وكان «متحف المستقبل» في دبي قد استضاف الفنانة سوغوين تشونغ في جلسة شيقة من سلسلة جلسات «خبراء المستقبل» الحوارية التي ينظمها المتحف شهرياً، سلطت من خلالها الضوء على الرؤى المستقبلية المرتبطة بالمشهد التكنولوجي المتطور، وأهم التوجهات العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والروبوتات والواقع الافتراضي بأعمالها الفنية الفريدة التي تمزج بين الفن والتكنولوجيا.
وسلطت الباحثة الصينية – الكندية الضوء خلال الجلسة على الرؤى المستقبلية المرتبطة بالمشهد التكنولوجي المتطور، وأهم التوجهات العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والروبوتات والواقع الافتراضي والتغذية الحيوية.
ويتركز عمل سوغوين تشونغ على إجراء التجارب لرصد مجالات التوافق بين الإنسان والآلة، وعلى التطور التكنولوجي في مختلف المجالات.
كما تُعتبر تشونغ رائدة في مجال الفن والتكنولوجيا، حيث تعمل على استكشاف ومقارنة العلامات المرسومة باليد البشرية وتلك التي يتم تصميمها بواسطة الآلة، وذلك بهدف فهم سلوك وديناميكية العمل لدى البشر والأنظمة الرقمية.
وحول مشاركتها في هذه الجلسة، قالت سوغوين تشونغ لـ«الإمارات اليوم»: «يمكن أن يسهم التكامل بين الفن والبحوث في إيجاد مسارات جديدة وغير مألوفة، ويمكننا بالاعتماد على المصادر التقليدية أن نستكشف مجالات مبتكرة للاستفادة من التطبيقات المتنوعة التي تقدمها الأنظمة الآلية وتصور مستقبل بديل للعلاقة بين البشر والآلات».
الإنسان والآلة
وأشارت الفنانة في بداية الجلسة إلى عملها خلال السنوات الماضية على موضوع الإنسان والآلة، وقالت: «تمحور عملي خلال العشر سنوات الماضية حول موضوع الإنسان والآلة، وهو موضوع قريب وعزيز على قلبي، يمكن لجميع الناس استكشافه، حيث لا يقتصر على الفنانين والعلماء، ولقد شهدنا تزايداً في قطاعات مختلفة في استخدام التكنولوجيا لتأتي بديلاً عن العمل الإنساني، ما جعلني أتساءل إن كانت الآلات ستقوم بأداء الأعمال التي كانت تُنجز تقليدياً بواسطة البشر، وكيف سيؤثر السعي نحو الدقة والكمال على قدرتنا على الإبداع؟».
فن وتكنولوجيا
وعرضت الفنانة والباحثة تشونغ خلال الجلسة بعض الأعمال والمشروعات التي قامت وفريقها بالعمل عليها، وشاركت تجربتها في اكتشاف الذكاء الاصطناعي والروبوتات لتطوير عمليات جديدة للإبداع البشري، حيث قامت تشونغ بالعمل على أعمال فنية من خلال الآلات والتكنولوجيا، تستكشف من خلالها العلاقة بين الإنسان والآلة، وتجمع بين عناصر الفن التقليدي مع التقنيات الحديثة، ويأتي اهتمام الفنانة بالعمل في مجال الروبوتات من ممارستها للرسم، حيث يعد العمل مع الروبوتات والرسم والعلامات التي يتركها الإنسان بيده مجالاً للاستكشاف، مثل كيف يمكن للذاكرة العضلية والغريزة أن تُخبرنا عن العملية الإبداعية؟ وكيف يمكن لها أن تتطور؟ كما أن العمل مع الذكاء الاصطناعي وسيلة لاستكشاف ما هو الفن وما يمكن أن يكون عليه، لاسيما عند تلاقيه مع علوم أخرى كالهندسة والفلسفة وغيرها من العلوم.
معرفة العالم
وسلطت الفنانة سوغوين تشونغ الضوء في مشروع «drawing operations» على استكشاف الروبوتات في ثلاث مراحل مختلفة، حيث قامت بعرض خطوات العمل على المشروع، مشيرة إلى أن المرحلة الأولى ركزت على الرؤية والإبصار، لإيمانها بأنه لنستطيع التعرف إلى العالم يجب علينا رؤيته، مشيرة إلى توصلها لاستنتاج أن العين الاصطناعية لا يمكن أن تكون بديلاً عن العين البشرية، ولا تكون مثيرة للاهتمام، حتى عندما تقوم بالعمل نفسه بشكل أفضل، وبذلك لا تستطيع أن تحل محل قيمة العين البشرية.
كما شاركت الفنانة تجربتها في العمل على المرحلة الثانية من المشروع ذاته Drawing operations unit generation 2 على إمكانية استخدام الآلات كشريك، حيث كشفت عن إمكانية استخدام الآلات كشركاء في الرسم تتفاعل مع الفنان وحركة يده، وتقوم بتوقع الحركة القادمة لتكون بذلك شريكاً في العمل الفني وليس مجرد أداة.
أما في المرحلة الثالثة فقامت تشونغ بالعمل على مجموعات من الأشخاص عن طريق الحركة في المدن، حيث قالت: «فكرت في هذه المرحلة في نظرة الآلة، وبدأت في التفكير في تعدد الأبعاد، لذلك قمت بالعمل مع نظام متعدد الروبوتات، ترتبط حركته بحركة المدن والحركة الحضرية بدلاً من التعاون مع الأفراد».
وأضافت «علمتني هذه التجارب أهمية قبول النقص والعيوب وما يمكن أن تعلمنا إياه عن أنفسنا».
وتعمل الفنانة سوغوين تشونغ في مجالات عدة باستخدام العلامات المرسومة يدوياً، والمستنسخة تكنولوجياً للتعبير عن القرب بين التواصل من شخص إلى شخص، والتواصل من شخص إلى آلة، وتستكشف التعاون بين الإنسان والروبوت والواقع الافتراضي، وقد نالت العديد من الجوائز العالمية، كما تم اختيارها كفنانة مقيمة في «غوغل» ومختبرات بيل ومتحف نيووم، إضافة إلى كونها فنانة وباحثة سابقة في مختبر وسائط ماساتشوستس للتكنولوجيا.
المستقبل في دبي
أعربت الفنانة سوغوين تشونغ عن سعادتها بتواجدها لأول مرة في دبي، وقالت خلال لقائها مع «الإمارات اليوم»: «أن الفن والذكاء الاصطناعي يمكنهما أن يساهما في تشكيل المستقبل وهو ما لمسته في دبي. وهناك شيء يتعلق بالتكامل مع أنظمة الذكاء الاصطناعي يسمح بطريقة جديدة للتفكير في العملية ودور الفرد والجماعة في المدن التي نبنيها والقدرة على دمج أنواع مختلفة من الأعمال التفاعلية المتحركة».
• «متحف المستقبل في دبي هو عمل فني بحد ذاته».