- رئيس الوفد السعودي في لجنة التراث العالمي 45 يشيد باحترافية الوفد الكويتي
قال سعادة المهندس محمد بن يوسف العيدروس رئيس الوفد السعودي في لجنة التراث العالمي 45 الموسعة: ” ولله الحمد؛ نجحت كل القطاعات الثقافية في المملكة في استقبال الحدث الثقافي العالمي ممثلاً في تنظيم فعاليات الدورة الـ 45 الموسعة للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو والتي عقدت في الفترة من 10-15 سبتمبر بالرياض، ويأتي ذلك في ظلِ دعمٍ غير محدودٍ تحظى به القطاعاتُ الثقافيةُ من قبلِ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله، والتي تعكس الزخم المتصاعد الذي حققته خطة التحول الثقافي المنبثقة عن رؤية السعودية 2030 والتي دعت إلى تعزيز التنوع الثقافي والتنمية الاجتماعية والثقافية من خلال الاستثمار في القطاعات الثقافية والعلمية والسياحية .
حدث هام يضاف إلى إنجازات المملكة المنطقة
أود بداية أن أشيد باحترافية الأشقاء في الوفد الكويتي إلى لجنة التراث العالمي وفي مقدمتهم الدكتور آدم الملا وتعاونهم مع الوفد السعودي والوفود العربية الأخرى لما فيه خير بلداننا العربية والتراث العالمي بشكل عام.
وكذلك، نثمن جهود منظمة اليونسكو، وكافة المراكز الدولية للإسهام في حماية وصون التراث الطبيعي والثقافي في أرجاء العالم، وإطلاق الممكّنات التنموية للتربية والثقافة والعلوم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
ونعتبر هذه الدورة استثنائية بامتياز فهي أهم تجمع ثقافي عالمي تُعتمد فيه المواقع التي تُسجل في قائمة التراث العالمي في اليونسكو. المملكة تفتخر باستضافتها لهذه الدورة التي تم التحضير لها في فترة قياسية وبجاهزية عالية ، فهي أول دورة تنعقد حضورياً بعد فترة انقطاع لسنوات طويلة، الأمر الذي جعل عدد ملفات الترشيح المقدمة 50 ملفاً وهو رقم قياسي على مستوى الدورات السابقة، هذا بالإضافة للأعمال والملفات الأخرى التي نوقشت في هذه الدورة ولذا تم تمديد فترة هذا الاجتماع لتكون 15 يوماً بدلا عن 10 أيام وبحمد الله نجحت المملكة نجاحاً باهراً في اعداد وتنظيم هذا الاجتماع العالمي في فترة قياسية مما أبهر الحضور والوفود المشاركة وأظهر مدى استعداد المملكة لاستضافة كبرى الفعاليات والمؤتمرات العالمية وبكل جدارة اقتدار ونتطلع لاستضافة اكسبو 2030.
وباعتبارنا مضيفين، فقد قام الوفد السعودي بالترحيب بالوفود المشاركة ومناقشة سبل تقديم الدعم لملفاتهم والتنسيق مع الدول الأعضاء والجهات الاستشارية وأمانة لجنة التراث العالمي بشأنها للوصول إلى صيغ توافقية ملائمة من النواحي الفنية بهدف الوصول إلى الهدف الأسمى وهو المحافظة على التراث الثقافي العالمي وحمايته وعرضه بأفضل الوسائل الممكنة مع الالتزام بالمعايير العالمية المتبعة في هذا المجال.
شارك في هذه الدورة 195 من الدول الأعضاء والجهات الاستشارية والمنظمات غير الربحية ذات العلاقة واليونسكو مثلها أكثر 3000 ممثل ومشارك ومراقب، وقد رحبت بهم حكومة المملكة العربية السعودية ومؤسساتها الداعمة، حيث أتيحت لنا الفرصة لمشاركة ثراء الثقافة والضيافة والتراث السعودي مع العالم.
تُظهر استضافة الدورة الخامسة والأربعين الموسعة للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو الزخم المستمر لخطة التحول الثقافي في المملكة العربية السعودية لرؤية 2030، والتي تدعو إلى التنوع الاقتصادي، وتشجع التنمية الاجتماعية والثقافية. وعقد مثل هذا الحدث الكبير، الذي يتضمن التنسيق العالمي بشأن المحافظة على التراث العالمي، وخصصت اللجنة المنظمة مكان رئيسي للمؤتمرات بمساحة 4,450 مترًا مربعًا يتسع لـ 4000 مشارك – أكبر مكان خالي من الأعمدة في المملكة ومساحة إضافية تشمل ثلاث قاعات ومواقع للمعارض لاستقبال أكثر من 37 فعالية جانبية ومعرضاً على مدار الأسبوعين وأكثر من 60 برنامجًا ثقافيًا وجولات إرشادية لتزويد الضيوف بتجارب فريدة في التراث والثقافة والتقاليد والاحتفالات السعودية.
أهم نتائج هذه الدورة
أهميتها تكمن في أننا أكدنا مجددًا التزام المملكة ببناء وتسهيل المزيد من المنصات الدولية للتعاون المفتوح والابتكار والحوار بين المختصين في هذا المجال، حيث قدمت المملكة مشروع قرار إلى لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو خلال أعمال دورتها الـ 45 الموسعة التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض يقترح تشكيل مجموعة عمل مفتوحة تضم كل من يرغب من الدول التي اعتمدت اتفاقية 1972 ويهدف القرار إلى قيام هذه المجموعة بدراسة التوازن في قائمة التراث العالمي لإعطاء أولوية للدول التي ليس لديها مواقع أو الأقل تمثيلا على القائمة، حيث تم اعتماد مقترح المملكة بالإجماع والتوصية بأن يشكل فريق العمل المفتوح برئاسة السعودية بما يرشحها لقيادته بغض النظر عن استمرارها أو عدمه كعضو في لجنة التراث العالمي.
وأود الإشارة هنا الى إن أن هذا الحدث كان له وقع على المستوى الإقليمي حيث أظهر اهتمام الدول العربية بالتراث العالمي وتعاونها مع المجموعات الأخرى على مستوى قارات العالم للحفاظ على الموروث العالمي للأجيال القادمة، حيث أن الدول العربية ممثلة في اللجنة من خلال وفد المملكة العربية السعودية و وفد سلطنة عمان و وفد دولة قطر ووفد جمهورية مصر العربية، وقد تفاعلت هذه الوفود باحترافية عالية وتنسيق وتعاون مع باقي الوفود حيال دعم الملفات و الوصول إلى توافقات بشأن المواضيع المطروحة للنقاش مما رفع مستوى الوجود و التأثير العربي على القرارات مما أكسب المجموعة العربية التقدير و الشكر على الجهود المبذولة و التي ساعدت في نجاح الاجتماع.
ملخص لأهم نتائج الدورة:
وأدرجت اللجنة في دروتها لهذا العام 47 موقعاً جديداً في قائمة اليونسكو للتراث العالمي ووافقت على توسيع مساحة 5 مواقع، حيث تحظى هذه المواقع بأعلى درجات الحماية المخصصة للتراث العالمي، ويمكنها أيضاً الاستفادة من فرص جديدة للمساعدة التقنية والمالية التي تقدمها اليونسكو، ويرتفع بذلك العدد الإجمالي للعناصر المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي إلى 1199 عنصراً من 168 بلداً.
ونظرت لجنة التراث العالمي في حالة صون 263 موقعاً من المواقع المدرجة أصلاً في قائمة التراث العالمي.
وشارك في أعمال هذه الدورة للجنة التراث العالمي التي عُقدت في الرياض ممثلون عن الدول الـ 195 الأطراف في اتفاقية التراث العالمي، وكذلك ممثلون عن 300 منظمة تقريباً من منظمات المجتمع المدني، وقد فكر هؤلاء الممثلون في كيفية التصدي للصعوبات العالمية الكبيرة التي يواجها التراث من اضطرابات مناخية أو تنمية حضرية أو ضغط ديموغرافي أو نزاعات مسلحة أو سياحة جماعية.
وعرضت اليونسكو أيضاً دراسات وحلولاً مبتكرة من أجل الصون والإدارة وإذكاء وعي الجمهور، مثل مشروع “الغوص في ثنايا التراث” الذي سوف يتيح لعموم الجمهور من هنا وحتى عام 2025 استكشاف مواقع التراث العالمي عبر الإنترنت.
وخُصِّص تمويل دولي بقيمة إجمالية تبلغ 336000 دولار أمريكي لـ 6 مواقع للتراث العالمي تقع في كوت ديفوار وغانا ومصر وهايتي وجزر مارشال وسري لانكا، بغية دعم قيام مشاريع محلية للصون؛ وقد استفاد أكثر من 30 موقعاً من مثل هذه المساعدات المالية خلال عامَي 2022-2023 التي زاد مجموعها عن مليون دولار أمريكي.
مواقع عربية تنضم إلى قائمة التراث العالمي
بالفعل ازاحت هذه الدورة الستار عن العديد من المواقع إذ يعد الوطن العربي موطناً للتراث الغني والتنوع الثقافي ووجهة تتضمن العديد من المواقع التراثية المؤهلة للتسجيل في قائمة التراث العالمي، التي تمثل حضارات عريقة دلت عليها الاكتشافات الأثرية الحديثة، فهي تضم 93 مواقعا للتراث العالمي لليونسكو،
كما حققت المملكة كسب كبير بأدراج اللجنة خلال هذه الدورة “محمية عروق بني معارض “، والتي تقع على الحافة الجنوبية الغربيّة للرّبع الخالي، وتضم عدداً من التشكيلات الأرضية والمواطن الفطريّة الطبيعية لقائمة التراث العالمي، وتمثل أول موقع تراث عالمي طبيعي في المملكة يسجل على قائمة التراث العالمي.
كما لا يسعنا في المملكة العربية السعودية إلا وأن نهنئ الأشقاء في دولة فلسطين بالإنجاز التاريخي بتسجيل موقع (تل السلطان) الفلسطيني في قائمة للتراث العالمي وقد جرت عملية تسجيله بسلاسة وبالإجماع، والتهاني ايضاً موصولة للأشقاء في تونس بإدراج موقع ” جزيرة جربة” ضمن قائمة التراث العالمي. وأن نهنئ أنفسنا في المملكة بتسجيل “محمية عروق بني معارض ” ضمن قائمة التراث العالمي لتنضم لستة مواقع سعودية موجودة سابقاً في قوائم لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.