آلاء خليفة
في ظاهرة غريبة ودخيلة على وزارة التربية تكرر مرارا وتكرارا خلال الفترة الاخيرة الغياب شبه الجماعي لطلبة المدارس قبل وبعد العطل الرسمية، ورغم التحذيرات التي تطلقها الوزارة بين الحين والآخر بتطبيق لائحة الغياب وخصم الدرجات على الطلبة الذين يتعدون الحد المسموح به للغياب بدون عذر إلا أننا اصبحنا نشاهد فصولا دراسية حاضرة بمعلميها وخالية من متعلميها.
وقد وجهت «الأنباء» سؤالا حول هذا الموضوع إلى أستاذ المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة الكويت د.وليد العنزي، حيث أوضح أن تلك المشكلة لها أبعاد عديدة أهمها البعد الرقابي والجانب القانوني، مطالبا الادارات المدرسية بالجدية في تطبيق القوانين واللوائح الخاصة بالغياب على جميع طلبة المدارس، وعدم التساهل مع غياب الطلبة الذي يعكر صفو العملية التعليمية ويجعل تلك الظاهرة تتفشى في المجتمع بشكل قد لا يمكن السيطرة عليه مستقبلا.
وأشار العنزي إلى إشكالية أخرى متعلقة بالتساهل في إعطاء المرضيات بما يسهل على أولياء الأمور غياب أبنائهم بأخذ ورقة مرضية لهم بيومين أو 3 ايام غياب، لافتا الى ان وزارة التربية مهما طبقت اللوائح والقوانين لكن عندما يصلها «صك» من وزارة الصحة بأن هذا الطالب مريض لا يمكنها إلا أن تعتمد الإجازة المرضية، مضيفا أنه على وزارة الصحة ألا تتراخى ولا تتساهل في إعطاء المرضيات للطلبة دون حاجة حقيقية لهذه الإجازة، ولابد من الحزم في مثل ذلك الامر حتى لا يشعر ولي الامر أنه من السهولة واليسر غياب ابنه عن المدرسة.
وفي الإطار ذاته، وجه العنزي رسالة إلى وزارة التربية وللادارات المدرسية وللمعلمين تحديدا بضرورة العمل على جعل المدرسة بيئة تعليمية جاذبة للطلبة وان يجعلوا من المدرسة مكانا يسعد به الطالب ويرغب في الحضور اليه وذلك من خلال تنظيم الانشطة الطلابية الاجتماعية والرياضية والثقافية التي تجذب الطالب للبيئة المدرسية وتجعله حريصا على الحضور.
كما اقترح العنزي تنظيم يوم مفتوح وان كان يوم الخميس لطلاب المدارس لممارسة الرياضة وتنظيم الانشطة الجماعية مع زملائهم بما يصقل مهاراتهم وخبراتهم ويساعدهم على الابداع والابتكار، مشددا على اهمية استغلال المدرسة بشكل جيد بما يعزز من ارتباط الطالب بالانتماء لها. ووجه العنزي رسالة لأولياء الأمور بأهمية التأكيد على لأبنائهم بالحضور إلى المدرسة والاستفادة من القيمة العلمية التي يحصلون عليها من المعلمين لأنه مع الأسف بعض أولياء الأمور أصبحوا يعتمدون على الدروس الخصوصية خارج أسوار المدرسة بما يجعلهم يشجعون أبناءهم على الغياب، مؤكدا اهمية التحصيل العلمي داخل الفصول الدراسية والذي لا يغني عنه الدرس الخصوصي.