أفاد أطباء مختصون بأن التقنيات الحديثة التي وفرتها الدولة لعلاج مرض الثلاسيمياً، وأبرزها العلاج الجيني، وزراعة النخاع العظمي، جعلته مرضاً قابلاً للعلاج، وأعطت أملاً كبيراً للمرضى في الشفاء، وكذلك أسهمت برامج التوعية في الحد من ظهور مصابين جدد بالمرض خلال السنوات الأخيرة.
وأوضح الأطباء لـ«الإمارات اليوم»، على هامش جلسة عصف ذهني نظمتها جمعية الإمارات للثلاسيميا، ضمت جميع مراكز الثلاسيميا على مستوى الدولة، أن السنوات الأخيرة شهدت انخفاضاً في عدد مصابي الثلاسيميا، بفعل البرامج التوعوية التي تنفذها الجهات المختصة، وفحوص ما قبل الزواج التي جعلتها الدولة إلزامية منذ عام 2006.
وقال استشاري أمراض الدم في مركز أبوظبي للخلايا الجذعية، الدكتور نمير السعداوي، إن العلاج الجيني وتقنية زراعة النخاع العظمي يقودان مستقبل علاج مرض الثلاسيميا، خصوصاً بعدما وفرت تقنية زراعة النخاع العظمي لمرضى الثلاسيميا نسبة شفاء كبيرة.
وتعتمد التقنية على مدى مطابقة الشخص المتبرع، وعمره، حيث تصل نسبة الشفاء في هذه الحال إلى ما بين 80% و90%، مشيراً إلى أن مريض الثلاسيميا كان يحتاج إلى السفر خارج الدولة للعلاج بتقنية زراعة النخاع العظمي، الأمر الذي أصبح متوفراً داخل الدولة.
ولفت إلى أن المركز أجرى عملية زراعة نخاع عظمي لحالتين، وحقق نجاحاً كبيراً.
وذكر أن العلاج الجيني يعد أحدث علاجات مرض الثلاسيميا حالياً، وهو متوفر في الدولة، ويستخدمه الأطباء إلى جانب تقنية زراعة نخاع العظم، مشيراً إلى أنه يمكن توفيره للمرضى حالياً بدءاً من 12 حتى 50 عاماً، حيث يعمل على إصلاح وعلاج الجين الذي يعاني الخلل، ومن ثم بدء التعافي والشفاء.
وأكد التناقص الواضح على مستوى الدولة في عدد الإصابات، بسبب تزايد برامج التوعية.
وأضاف أن «مستقبل علاج الثلاسمييا أصبح واعداً ومبشّراً»، وقال إن «السنوات الأخيرة شهدت ثورة في علاج المرض، حيث كان يعتمد على نقل الدم وإعطاء أدوية الحديد، أما حالياً فظهرت التقنيات العلاجية الحديثة التي أحدثت نقلة نوعية، وزادت نسبة الشفاء من المرض، ليصبح مرضاً قابلاً للعلاج».
من جهتها، أكدت عضو مجلس الإدارة المدير التنفيذي لجمعية الإمارات للثلاسيميا، خالدة خماس، أن دولة الإمارات وفّرت أحدث العلاجات عالمياً وأكثرها تطوراً، مجاناً لجميع المرضى، الأمر الذي أسهم في تحسين جودة حياة مريض الثلاسيميا، وزيادة معدل أعمار المرضى لتصبح غير محددة بمدة، بفعل برامج الرعاية الكاملة التي توفرها الدولة لهذه الفئة من المرضى منذ اكتشاف إصابتهم بالمرض، ولا يهدد المرض إلا من يهمل العلاج فقط.
ولفتت إلى أن توفير الدولة الرعاية الطبية والاجتماعية لمرضى الثلاسمييا سهّل عليهم عيش حياة طبيعية خالية من المخاطر. كما أسهمت برامج التوعية في الحد من ظهور إصابات جديدة بالمرض، حيث يمكن معرفة ما إذا كان الطفل حاملاً للمرض أو مريضاً، خلال الأسابيع الأولى من الحمل.
وأشارت إلى أن الجمعية تنفذ برامج توعية على مدار العام، تستهدف أفراد المجتمع وطلبة المدارس، من المرحلة الابتدائية إلى المرحلة الجامعية، من خلال طرح مسابقات ومنافسات حول التوعية بمرض الثلاسيمياً، وتوزيع منشورات توعوية على مستوى الدولة، بشكل دوري، لرفع الوعي المجتمعي بالمرض.
وأفادت مديرة مركز الثلاسيميا في مستشفى الفجيرة، الدكتورة سمية يوسف النعيمي، بأنه خلال السنوات الثلاث الأخيرة لم يشهد المركز حالات ولادات جديدة لأطفال مرضى بالثلاسيميا، أو حاملين للمرض من زواجات جديدة، نتيجة لفحوص ما قبل الزواج، وبرامج التوعية التي تبنّتها الدولة، التي دعت المقبلين على الزواج إلى التأكد من الملاءمة الطبية للعروسين قبل اتخاذ قرار الزواج، خصوصاً أن نسبة الإصابة للأطفال من زوجين حاملين للمرض تصل إلى 25% لكل حمل، فيما تبلغ 100% في حال كان الزوجان مريضين بالفعل.
وذكرت أنه على الرغم من أن مرضى الثلاسميا يكلفون الدولة أموالاً طائلة في العلاج، تراوح ما بين 300 و500 ألف درهم للمريض الواحد سنوياً، فإنه لا يمكن تجاهل أنهم من الفئات المنتجة في المجتمع، وكثير منهم يشغلون وظائف مهمة، وأصحاب مشاريع منتجة، ومنهم مهندسون ومدرسون وأطباء مهرة.
وأكدت أن نحو 1000 مريض مواطن بالثلاسيميا في الدولة، يحصلون على أحدث العلاجات على مستوى العالم، الأمر الذي جعل المرض غير قاتل، وقد أصبح قابلاً للتعايش معه في ظل وجود العلاج.