أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، نجاح حملة «وقف الأم»، التي أطلقها سموه في الرابع من مارس الماضي لتكريم الأمهات بإنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم وتأهيل ملايين الأفراد حول العالم في تخطي مستهدفاتها خلال أقل من شهر من إطلاقها، مؤكداً سموه أن «الحملة مستمرة»، وأن «باب المساهمة سيبقى مفتوحاً طيلة العام».
ووصلت المساهمات في حملة «وقف الأم» قبل نهاية شهر رمضان الفضيل إلى مليار و484 مليون درهم.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «مع خواتيم الشهر الفضيل نسعد بختام عمل شارك فيه مئات الآلاف لتكريم الأم (وقف الأم) الذي بلغت المساهمات فيه أكثر من 1.4 مليار درهم خلال الشهر الفضيل.. وقف دائم للتعليم وصدقة جارية عن الأمهات في دولة الإمارات، وبركة لنا في أعمالنا ومسيرتنا».
وأضاف سموه: «ستبقى الأم جنة وطريقاً إلى الجنة، ولن يوفيها حقها شيء، وسنحتفي بها دائماً وأبداً.. حفظ الله جميع الأمهات، وحفظ الله دولة الإمارات».
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن نجاح حملة «وقف الأم» في تخطي مستهدفاتها في وقت قياسي يؤكد دائماً وأبداً أن العطاء جزء من فطرة أهل الإمارات ومبادئهم وسلوكياتهم، مشيراً سموه إلى أن المجتمع الإماراتي أفراداً ومؤسسات قدموا نموذجاً يحتذى في البذل والعطاء، وهم جزء من منظومة الإمارات القيمية وهويتها الإنسانية.
وأضاف سموه: «دولة الإمارات لن تتوانى عن القيام بدورها في خدمة الإنسان والإنسانية والمساهمة في تحسين واقع المجتمعات من خلال مشاريع وحملات ومبادرات نوعية تتخطى فعل الإغاثة المؤقت إلى فعل تمكين بناء مستدام».
كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن «أي مبادرة تحمل اسم الأم وروحيّتها وأياديها المحسنة هي مبادرة مباركة، وخيرها مضاعف، وأثرها عظيم، ونتائجها مضمونة».
وختم سموه بالقول: «وقف الأم صدقة جارية عن أمهاتنا، وسيبقى مفتوحاً لضمان تعظيم الخير».
وشهدت حملة «وقف الأم» إقبالاً مجتمعياً واسعاً وتسابقاً على فعل الخير للمساهمة في تكريم الأمهات ودعم الأفراد في المجتمعات الأقل حظاً من خلال الارتقاء بالعملية التعليمية، ضمن مختلف المستويات الدراسية والمهنية والتأهيلية، ما يوفر فرصاً مستدامة لتحسين حياتهم، والارتقاء بواقعهم، ويسهم في تمكينهم وإعدادهم لأسواق العمل، الأمر الذي ينعكس على تحقيق الاستقرار في مجتمعاتهم وتفعيل عجلة التنمية والتطوير في جميع المجالات.
ونجحت حملة «وقف الأم»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، في تجاوز مستهدفاتها خلال أقل من ثلاثة أسابيع بعد تدفق المساهمات عبر قنوات المساهمة الرئيسة من خلال الموقع الإلكتروني للحملة، ومركز الاتصال الخاص بها، والتحويل المصرفي لحسابها، وعبر الرسائل النصية لمستخدمي شبكة دو واتصالات من «إي آند»، وكذلك باستخدام تطبيق «دبي الآن DubaiNow»، تحت فئة «التبرعات»، أو عبر منصة دبي للمساهمات المجتمعية «جـود (Jood.ae)».
وقال الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، محمد عبدالله القرقاوي: «برؤى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، سيبقى في صدارة أولوياتنا توفير أفضل الشروط من أجل تعليم مستدام، بما يترجم توجيهات سموه في تحقيق هذه الرسالة النبيلة وحشد الجهود للارتقاء بقطاع التعليم باعتباره العامل الحاسم في بناء مجتمعات أكثر استقراراً وازدهاراً».
وأضاف: «تمثل حملة (وقف الأم) قوة دافعة جديدة لتأهيل الملايين من الشباب في المجتمعات الأقل حظاً من خلال توفير فرص تعليمية لهم وتطوير إمكاناتهم الأكاديمية والعملية، بما يسهم في إحداث فارق في حياتهم»، منوهاً بأن «الحملة شهدت استقبال مساهمات سخية، والإعلان عن اتفاقيات لتنفيذ مشاريع وقفية مبتكرة من كبار المساهمين».
وأعرب القرقاوي عن ثقته بأن «هذا الدعم المجتمعي الذي حظيت به حملة (وقف الأم) سيمكنها من تحقيق رسالتها، بما يرسخ المكانة الرائدة لدولة الإمارات في العمل الخيري والإنساني».
وشهدت الحملة تفاعلاً ودعماً واسعين من كبار المساهمين، حيث أعلنت شركة عزيزي للتطوير العقاري عن مساهمتها بمبلغ 600 مليون درهم لإنشاء مجمع تعليمي وقفي، ليكون إحدى أكبر المساهمات الخيرية في دولة الإمارات، حيث ستذهب عائدات المجمع التعليمي الوقفي بالكامل من أجل تمكين الطلبة من استكمال تعليمهم وتأهيلهم والحصول على المهارات اللازمة لمواكبة المستجدات في سوق العمل.
كما أسهمت مجموعة شوبا العقارية بـ400 مليون درهم لإنشاء جامعة وقفية، ضمن حملة «وقف الأم»، كإحدى أكبر المساهمات الخيرية في دولة الإمارات.
وأسهمت مجموعة «ويست زون» بـ130 مليون درهم لإنشاء مبنى وقفي تذهب عوائده للتعليم، ولدعم جهود مؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية في مجال نشر المعرفة وتنفيذ عشرات البرامج والمشاريع الخاصة بقطاع التعليم في أنحاء العالم كافة.
ولعبت الفعاليات النوعية التي ساندت حملة «وقف الأم» دوراً مهماً في تحقيق أهداف الحملة في وقت قياسي، بما في ذلك مزادات «أنبل رقم الخيرية» للأرقام المميزة في أبوظبي ودبي، إذ جمعت 116 مليوناً و479 ألفاً و400 درهم، بدعم من شرطة أبوظبي وهيئة الطرق والمواصلات في دبي واتصالات من «إي آند» و«دو».
وحقق مزاد «أنبل رقم الخيري» للأرقام المميزة في دبي 38 مليوناً و95 ألف درهم، حيث حققت المزايدات الخيرية على الأرقام المميزة للوحات المركبات قيمة إجمالية بلغت 29 مليوناً و25 ألف درهم، والأرقام المقدمة من اتصالات من «إي آند» أربعة ملايين و135 ألف درهم، والأرقام المقدمة من «دو» ما مجموعه أربعة ملايين و935 ألف درهم.
كما حققت النسخة الثالثة من مزاد أنبل رقم الخيري الإلكتروني الذي نظمته شرطة أبوظبي 78 مليوناً و384 ألفاً و400 درهم، من خلال عرض 555 رقماً مميزاً خاصاً بلوحات المركبات في أبوظبي.
وشهدت حملة «وقف الأم» مبادرة مبتكرة لتكريم كبار الداعمين للحملة، حيث احتفى مركز دبي المالي العالمي بهم من خلال إبراز مساهماتهم على واجهة مبناه الرئيسي – البوابة، تعبيراً عن التقدير الكبير لإسهاماتهم، وفي إطار دعم الداعمين والشركات والمؤسسات وتسليط الضوء على دورهم البارز في تحقيق مستهدفات الحملة.
وتسعى حملة «وقف الأم» إلى إعادة إحياء الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، وترسيخ قيم بر الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، وإبراز الدور الذي تقوم به الأم في توفير مناخ أُسري مشجع وداعم لتعليم الأبناء، إلى جانب تعزيز موقع الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني من خلال وقف مستدام يضمن توفير فرص للتعليم والتمكين للمجتمعات الأقل حظاً.
ويذهب ريع «وقف الأم» لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم ومنحهم الأدوات والمهارات اللازمة لتكوين حياة مستقلة تصون كرامتهم وتضمن لهم العيش الكريم، وذلك بالشراكة مع عدد من المنظمات والمؤسسات الإنسانية.
ويستهدف الوقف مساعدة كل إنسان يسعى إلى تلقي التأهيل العلمي والمعرفي والتدريب المهني الموجه في المجتمعات الأكثر احتياجاً لتمكينه وتسليحه بالأدوات المعرفية والعملية اللازمة التي تساعده على دخول سوق العمل كقيمة نوعية مضافة لنفسه ولمجتمعه.
تندرج حملة «وقف الأم» تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، المؤسسة الأكبر من نوعها إقليمياً والمعنية بالعمل الإنساني والتنموي في مختلف أنحاء العالم، وتستكمل الحملة سلسلة إنجازات الحملات الخيرية السابقة التي أُطلقت في شهر رمضان الكريم، وحظيت بتفاعل كبير من مجتمع الإمارات وحققت نجاحات فاقت مستهدفاتها.
وقد سجلت حملة «10 ملايين وجبة» التي أطلقت في رمضان 2020 مساهمات فاقت 15.3 مليون وجبة.
ونجحت حملة «100 مليون وجبة»، التي تم إطلاقها في رمضان 2021 في مضاعفة عدد الوجبات إلى ما يعادل 220 مليون وجبة.
وتمكنت حملة «مليار وجبة» في رمضان 2022 من تحقيق أهدافها من خلال 320 ألفاً و868 مساهماً في توفير الدعم الغذائي في 50 دولة. ونجحت في جمع مليار و75 مليون درهم.
230 ألف سند مشاركة
أصدرت حملة «وقف الأم» من خلال موقعها الإلكتروني أكثر من 230 ألف سند مشاركة في الحملة للمساهمين بأسماء أمهاتهم براً بهن وعرفاناً بعطائهن، حيث أتاحت الحملة منذ انطلاقها إمكانية حصول المساهم على سند المشاركة بلغة ملؤها المحبة والتقدير، وتقديمها كهدية إلى والدته، باعتبارها صدقة جارية عنها تسهم في إنشاء الصندوق الوقفي لنشر نور العلم في المجتمعات الأقل حظاً، وتمكين الملايين من الحصول على فرص لاكتساب المعارف والمهارات والارتقاء بحياتهم نحو الأفضل.
محمد بن راشد:
ستبقى الأم جنة وطريقاً إلى الجنة، ولن يوفيها حقها شيء، وسنحتفي بها دائماً وأبداً.
باب المساهمة سيظل مفتوحاً لدعم تعليم وتأهيل ملايين الأفراد حول العالم.