أبلغ سائقون «الإمارات اليوم» أنهم واجهوا مرة واحدة على الأقل، مشكلة عدم التركيز والحاجة إلى الغفوة أثناء القيادة خلال فترة الصيام، ما عرضهم لخطر الحوادث المرورية وذلك بسبب السهر الطويل وقلة ساعات النوم، فيما حذرت جهات شرطية وخبراء مرور، السائقين من السهر الطويل، ومخاطر القيادة أثناء الشعور بالتعب أو الانهاك أو النعاس أثناء قيادة المركبة، إذ يتسبب ذلك في وقوع حوادث مرورية جسيمة.
وذكرت تقارير شرطية، أن سائقين تسببوا، في السنوات الماضية خلال شهر رمضان، في حوادث مرورية متنوعة، بسبب الغفوة وقلة ساعات النوم وعدم التركيز والانتباه، أدت إلى حالات متعددة من الوفيات والإصابات المتنوعة بين البسيطة والمتوسطة أو البليغة، على مستوى الدولة.
ورصدت مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أخيراً خمسة أسباب وراء الحوادث المرورية التي وقعت خلال شهر رمضان وهي الانحراف المفاجئ والانشغال بغير الطريق وعدم تركيز السائقين واستخدام الهاتف، وعدم ترك مسافة أمان كافية، وغيرها من سلوكيات التي تم رصدها خلال شهر رمضان المبارك وتؤدي غالباً إلى انحراف المركبة ووقوع الحوادث.
وقال سائقون إن قلة ساعات النوم والسهر وتغير عادات الأكل خلال الشهر الفضيل، تشكل تحدياً بالنسبة لهم أثناء قيادة المركبة في فترة الصيام، إذ ينخفض مستوى التركيز والانتباه لمخاطر الطريق، لافتين أنهم رصدوا سلوكيات متهورة يرتكبها البعض بسبب ذلك ومنها الانحراف المفاجئ بالمركبة وتغيير المسار بشكل خاطئ.
وذكر شاهين أحمد، أن بعض السائقين يشعرون أثناء القيادة بالغفوة والنعاس بسبب السهر الطويل وتغير عادات النوم، لافتاً إلى أن هذا الأمر قد يشكل خطراً كبيراً على حياة الآخرين، إذ يمكن أن تنحرف المركبة بصورة خطرة ما يتسبب في حوادث مرورية.
واتفق معه محمود يس، قائلاً إنه من الأهمية تقليل ساعات قيادة المركبة خلال نهار رمضان، خصوصاً في حالة شعور الشخص بالإرهاق وعدم التركيز، مشيراً إلى أن أبرز المشكلات التي يواجهها في القيادة خلال شهر رمضان، عدم التزام البعض بقوانين السير والمرور والسرعة الزائدة من أجل اللحاق بموعد الإفطار.
وحذر الخبير المروري، الرئيس التنفيذي لجمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية، جمال العامري، السائقين من غياب التركيز والانتباه أثناء القيادة، بسبب السهر الطويل في شهر رمضان، إذ يتسبب ذلك في ارتكاب بعض السائقين حوادث جسيمة، مشيراً إلى أن هناك موظفين يسهرون لساعات متأخرة، الأمر الذي يفقدهم التركيز والانتباه، ويجعلهم عرضة للغفوة أثناء القيادة، ما يتسبب في حوادث مرورية.
من جهتها، أطلقت شرطة أبوظبي منذ بداية الشهر الفضيل حملات توعية بالظواهر السلبية التي يتم رصدها على الطرق في شهر رمضان، ومن ذلك الوقوف العشوائي للمركبات أثناء صلاة التراويح.
وأكدت مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، أهمية رفع الوعي المروري للالتزام بقانون السير وأنظمة وقواعد المرور، والحد من الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية وما ينتج عنها من وفيات وإصابات بليغة، وغرس قيمة احترام قواعد المرور وتجنب السلوكيات الخاطئة أثناء القيادة.
وأوضحت المديرية أن الانشغال بغير الطريق يؤدي إلى الانحراف المفاجئ للمركبة بسبب استخدام الهاتف لتصفح الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي أو إجراء مكالمة، أو التقاط الصور التي قد تؤدي إلى عواقب وخيمة ووقوع حوادث مرورية نتيجة إلى عدم الانتباه للطريق أثناء القيادة.
وحذرت من مخالفة عبور الإشارة الضوئية الحمراء والتي تصنف ضمن المخالفات الخطرة، مرجعة مخالفة تجاوز الإشارة إلى ثلاثة أسباب: زيادة السرعة على التقاطعات لإدراك الإشارة الخضراء، وعدم الانتباه، والانشغال عن الطريق.
ودعت السائقين إلى تعزيز الإيجابية خلال شهر رمضان الكريم وعدم التسبب في عرقلة حركة السير والمرور بالوقوف العشوائي للمركبات على الطرق وعدم إغلاق مخارج ومداخل المواقف، وإعاقة حركة سير المركبات بالوقوف خلفها أمام المساجد أثناء صلاة التراويح.
حيطة وحذر
نبّه الخبير المروري، الرئيس التنفيذي لجمعية ساعد للحد من الحوادث المرورية، جمال العامري، إلى ضرورة أن يأخذ السائقون الحيطة والحذر أثناء قيادة المركبة خلال الصيام، خصوصاً الذين يعانون أمراضاً مزمنة قد تؤثر في قيادتهم المركبة، مثل السكري أو الضغط، إذ من الأهمية عند الشعور بالإعياء أو عدم التركيز، الاصطفاف على الجانب الأيمن من الطرق، وطلب الإسعاف من خلال غرفة العمليات المركزية.
انحراف مفاجئ
رصدت شرطة أبوظبي حوادث وقعت أخيراً بسبب الانحراف المفاجئ، داعية السائقين إلى تجنب الانحراف المفاجئ، وتفادي تجاوز المركبات الأخرى بصورة خاطئة، والتأكد من خلو الطريق في حال التجاوز أو الانتقال إلى المسار الآخر، وعدم التنقل بين المسارات بطريقة متهورة تعرض السائق للخطر والتأكد من استخدام المسار الصحيح في حال الانتقال إلى طريق آخر.