أكد مركز الفلك الدولي، أن السماء ستشهد مساء يوم غد الجمعة 05 مايو خسوف شبه ظل جزئي للقمر، وسيكون الخسوف مشاهدا من أستراليا وآسيا وأفريقيا وأجزاء من أوروبا، حيث يبدأ الخسوف في الساعة 03:14 مساء بتوقيت غرينتش (07:14 مساء بتوقيت الإمارات)، ويصل الذروة في الساعة 05:23 مساء بتوقيت غرينتش (09:23 مساء بتوقيت الإمارات)، وينتهي في الساعة 07:32 مساء بتوقيت غرينتش (11:32 مساء بتوقيت الإمارات)، وسيخسف من القمر ما نسبته 97% من قرصه. وحيث أن هذا الخسوف من نوع شبه الظل، فهو غير ملاحظ بشكل عام إلا لمن يدقق النظر، حيث سيلاحظ الراصد اختلافا بسيطا على إضاءة القمر خلال فترة تمتد إلى حوالي نصف ساعة قبل وبعد الذروة.
وقال مدير مركز الفلك الدولي، المهندس محمد شوكت عودة: “خسوف شبه الظل يختلف عن الخسوف العادي من حيث هيئة القمر ولمعانه وقت الخسوف، فعند خسوف شبه الظل، فإن القمر لا يدخل في ظل الأرض الكامل، بل يدخل في منطقة تسمى شبه الظل، وفي هذه المنطقة فإن جزءا من أشعة الشمس لا يصل إلى القمر ويبقى جزءا آخر من أشعة الشمس واصلا إلى القمر، وبالتالي فإن القمر لا يختفي تماما وقت الخسوف، بل تقل إضاءته فقط، وحيث إن 97% من قرص القمر سيدخل في منطقة شبه الظل في هذا الخسوف، فإن بعض أجزاء القمر ستكون قريبة من منطقة ظل الأرض، وهذا الجزء من قرص القمر سيكون أعتم من غيره، وبالتالي فإن القمر وقت ذروة الخسوف سيكون على هيئة قرص جزء منه لا يبدو عليه الخسوف في حين أن قسما آخر سيكون أعتم ويبدو عليه الخسوف بشكل بسيط”.
أضاف عودة: “يحدث الخسوف عندما تقع الشمس والأرض والقمر على استقامة واحدة، وتكون الأرض في المنتصف، فتحجب أشعة الشمس عن القمر، ولذلك يختفي القمر حينها، ولا يحدث الخسوف إلا عندما يكون القمر في طور البدر. ويكون الخسوف ملاحظا بالعين المجردة عندما يدخل القمر في منطقة ظل الأرض سواء بشكل كلي أو جزئي. أما في حالة دخول القمر في منقطة شبه الظل فعادة لا يكون الخسوف ملاحظا بالعين المجردة إلا إن دخل جزء كبير من قرص القمر في منطقة شبه الظل”.
وتابع: “وستشهد السماء أيضا مساء الجمعة ذروة زخة شهب “إيتا الدوليات”، وهي من الزخات النشطة والتي يسببها المذنب “هالي”، إلا أن وجود القمر البدر يوم الذروة سيحجب العديد من الشهب. ومن المتوقع أن تحدث الذروة في الساعة 05:49 مساء بتوقيت غرينتش (09:49 مساء بتوقيت الإمارات)، مع وجود توقعات أخرى بحدوث الذروة بعد ذلك الوقت بعدة ساعات، ومن المتوقع رؤية 50 شهابا في الساعة وقت الذروة عند الرصد من مكان مثالي ومظلم تماما. وبسبب وجود القمر البدر في السماء طيلة الليل يوم الذروة، فمن المتوقع مشاهدة عدد قليل من شهب هذه الزخة”.
وأشار عودة إلى أن المناطق الأفضل لرؤية زخة الشهب بشكل عام هي تلك المناطق التي يكون الوقت فيها قبيل فجرا وقت حدوث الذروة، وهذا ينطبق على غرب أمريكا. وعلى المهتمين بمشاهدة زخة الشهب هذه، مراقبة السماء بعد أن تشرق وترتفع نقطة الإشعاع، وذلك قرابة الساعة 03 فجرا بالتوقيت المحلي، والاستمرار بالرصد حتى طلوع الفجر. وتقع نقطة الإشعاع حينها في جهة الشرق والجنوب الشرقي داخل مجموعة الدلو، ونقطة الإشعاع هي نقطة وهمية تبدو جميع الشهب منطلقة منها، وعلى الرغم من أن الشهب تبدو منطلقة من هذه النقطة، إلا أن الشهب يمكن رؤيتها في أي مكان في السماء، ويفضل عادة النظر بعيدا حوالي 45 درجة عن نقطة الإشعاع، و45 درجة بعيدا عن الأفق.
ولفت على أن الشهب عبارة عن حبيبات ترابية تدخل الغلاف الجوي الأرضي، فتنصهر وتتبخر نتيجة لاحتكاكها معه وتؤين جزء منه، ونتيجة لذلك نراها على شكل خط مضيء يتحرك بسرعة في السماء لمدة ثوان أو جزء من الثانية. ومن النادر أن يزيد قطر الشهاب عن قطر حبة التراب، حيث يتراوح قطر الشهاب ما بين 1 ملم إلى 1 سم فقط. وتبلغ سرعة الشهاب لدى دخوله الغلاف الجوي ما بين 11 إلى 72 كم في الثانية الواحدة. ويبدأ الشهاب بالظهور على ارتفاع 100 كم تقريبا عن سطح الأرض، ويبلغ عدد الشهب التي تسقط على الأرض بحوالي 100 مليون يوميا، معظمها لا يرى بالعين المجردة.