- الكويت شاركت بثلث جيشها في حرب أكتوبر وهو موقف عروبي تاريخي مشرف لا ينساه أبناء مصر
- علينا أن نذكّر أجيالنا الجديدة بنضال أجدادنا وتضحياتهم من أجل الحرية والكرامة واسترجاع الأرض
- الرئيس السيسي يؤكد ويكرر دائماً «أن أمن الكويت ودول الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي»
- القوات المصرية شاركت بأكبر قوة عسكرية خارج أراضيها بنحو 34 ألف مقاتل في تحرير الكويت
أجرى الحوار: أسامة أبوالسعود
رفع السفير المصري أسامة شلتوت أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى القيادة السياسية والشعب الكويتي بمناسبة الأعياد الوطنية كما نقل تهاني الرئيس السيسي والشعب المصري بهذه المناسبة السعيدة.
واستذكر شلتوت خلال لقاء صحافي عقده بمكتبه في السفارة المصرية، تأكيد الرئيس السيسي الدائم على أن أمن دول الخليج العربي الشقيق جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي. وأوضح السفير شلتوت أن العلاقات المصرية – الكويتية هي علاقات قوية ومتينة، مؤكدا أن الأعياد الكويتية لها مكانة كبيرة في قلوب المصريين والعالم العربي لأنها تعيد للأذهان قيمة العمل العربي المشترك ووحدة المصير الذي يجب أن يحافظ عليه الأبناء والأجيال القادمة. وشدد السفير شلتوت على أن أبناء مصر لم ينسوا موقف الكويت عندما قدمت المال والرجال بداية من معركة الاستنزاف حتى حرب أكتوبر 1973 معركة العزة والكرامة العربية، حيث شاركت الكويت بثلث جيشها في حرب 6 أكتوبر وهو موقف عروبي تاريخي مشرف، فكان من الطبيعي أن تفزع مصر لأزمة الكويت عام 1990، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
نبدأ مع سيادتكم بما تعيشه الكويت اليوم من أجواء الفرح بمناسبة الأعياد الوطنية سواء عيد الاستقلال أو عيد التحرير، ماذا تقولون بهذه المناسبة؟
٭ اسمحوا لي في البداية أن أنقل تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أخيه صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وإلى سمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، وشعب وحكومة الكويت الشقيقة بهذه المناسبة السعيدة أعادها الله عليهم بالخير واليمن والبركات.
وأغتنم هذه المناسبة الطيبة كي أشيد بالعلاقات التاريخية الوطيدة وأواصر الأخوة والمحبة التي تجمع بين بلدينا وشعبينا الشقيقين، مؤكدا تطلعنا المستمر إلي تقويتها وترسيخها في جميع المجالات، بما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الشقيقين.
ونذكر أن الرئيس السيسي قد أشار منذ أن تولى مقاليد السلطة مرارا وتكرارا في كل المحافل الإقليمية والدولية أن أمن دول الخليج العربي الشقيق جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي، وقد زار سيادته الكويت الشقيقة العام الماضي يوم 22 فبراير لتقديم التهنئة بمناسبة الأعياد الوطنية، وللاطمئنان على صحة صاحب السمو، متمنيا له موفور الصحة والعافية، حفظه الله للكويت والأمة العربية والإسلامية.
فالأعياد الوطنية الكويتية لها مكانة كبيرة في قلوب المصريين والعالم العربي لأنها تعيد للأذهان قيمة العمل العربي المشترك ووحدة المصير الذي يجب ان يحافظ عليه الأبناء والأجيال القادمة.
الأعياد الوطنية الكويتية لها مكانة كبيرة في قلوب المصريين والعالم العربي لأنها تعيد للأذهان قيمة العمل العربي المشترك ووحدة المصير الذي يجب أن يحافظ عليه الأبناء والأجيال القادمة.
هذا وأود أن أضيف بهذه المناسبة السعيدة على قلوبنا جميعا أن أعياد الأمة مثل عيد التحرير في الكويت الشقيقة او عيد النصر في السادس من أكتوبر في مصر يعيدان للأذهان روح العروبة والأخوة التي لن ينساها أبناء هذه الأمة، ولعلها فرصة انتهزها لكي أذكر أجيالنا الجديدة بذلك النضال وتلك الدماء التي بذلها أجدادهم من أجل الحرية واسترداد الكرامة واسترجاع الأرض، فلم ينس أبناء مصر موقف الكويت عندما قدموا المال والرجال بداية من معركة الاستنزاف حتى حرب أكتوبر 1973 معركة العزة والكرامة العربية.
فقد شاركت الكويت بما يعادل ثلث جيشها وهو موقف عروبي تاريخي مشرف، فكان من الطبيعي ان تفزع مصر لأزمة الكويت عام 1990 فهذا التضامن العربي المشرف يسطر تاريخ البلدين من أحرف من نور وستظل علاماته مضيئة وشاهدا على وقوف البلدين والشعبين معا في أصعب الظروف. وهي مواقف ليست بجديدة فالتاريخ لن ينسى أيضا موقف الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ووقوفه إلى جانب الحق الكويتي إبان فترة إنشاء الدولة بعد الاستقلال.
مواقف الرئيس مبارك
كيف تنظرون لردود الأفعال الكويتية حول ذكرى وتاريخ المشاركة المصرية في حرب التحرير؟
٭ تجلت مشاعر الأخوة وتجددت بعد وفاة الرئيس الراحل حسني مبارك، رحمه الله، وبالمصادفة في يوم 25 فبراير 2020، حيث نعاها الأشقاء في الكويت قيادة وحكومة وشعبا، ولعلي أتذكر تصريحات سمو رئيس الوزراء عندما قال: «في غمرة مشاعر الاعتزاز التي يعيشها الكويتيون في عيد الكويت الوطني ويوم التحرير المجيدين، فإن الكويت قيادة وشعبا تستذكر بكل الامتنان والتقدير مواقف الرئيس الراحل حسني مبارك التاريخية الحازمة ودوره المحوري في تشكيل الموقف العربي الرافض منذ اللحظات الأولى للغزو الصدامي على الكويت، والتأسيس لقيام أقوى تحالف دولي حتى تستعيد الكويت حريتها وسيادتها.
وتصريحات وزير الخارجية آنذاك الذي حرص على تقديم واجب العزاء بنفسه لأسرة الرئيس الراحل وتصريحه «تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، حيث نتذكر مواقفه الصلبة والراسخة والحازمة في رفع الاحتلال وعودة الشرعية وتحرير الكويت».
حرب تحرير الكويت
يثار على مواقع التواصل بين الحين والآخر حالة جدل فيما يتعلق بمشاركة مصر في حرب تحرير الكويت، حدثنا عما تعرفه سيادتكم عن وقائع لا جدال فيها حول دور القوات المصرية في حرب تحرير الكويت؟
٭ لا يمكن نسيان المقاطع المصورة المتوافرة على الإنترنت للرئيس الراحل حسني مبارك بداية من أول يوم بعد الغزو وموقفه الحاسم والواضح وطلبه عقد لقاء طارئ وعاجل لكل قيادات العالم العربي بالقاهرة لحل الأزمة وإرجاع الحق والأرض لأصحابها قبل ما أن يفرض على العالم العربي حل خارجي، وموقفه التاريخي في الجامعة العربية ولجوئه لأول مرة لتمرير قرار ملزم بالأغلبية، ومناشدته لجميع الدول العربية ولاسيما القيادة العراقية آنذاك بالعودة لصوت العقل والضمير في لقاء متلفز شهير، وما تلا ذلك من قرار مصري حاسم بإرسال أكبر قوة عسكرية خارج أراضيها للمشاركة مع دول التحالف في عملية التحرير وصل قوامها لأكثر من 34 ألف جندي مقاتل وهي بالمناسبة أكبر قوة عسكرية مصرية تشارك في عمليات عسكرية خارج أراضيها.
رابع قوة
ما أنواع القوات المصرية التي شاركت في عملية درع الصحراء؟
٭ كما ذكرت قبل قليل شاركت القوات المصرية بأكبر قوة عسكرية خارج أراضيها في تحالف مكون من 34 دولة، بنحو 34 ألف مقاتل، لتأتي في المرتبة الرابعة من حيث عدد القوات المشاركة بعد كل من الولايات المتحدة الأميركية، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، وكانت تعرف بالفيلق المصري الذي كان مكونا من الفرقة الرابعة المدرعة (أقوى فرقة مدرعة بالجيش المصري بتسليح دبابات M1A1)، والفرقة الثالثة المشاة الميكانيكي ذات التسليح الغربي الحديث، ولواءات وكتائب المدفعية وأفواج المقذوفات المضادة للدبابات المعاونة للفرق (حوالي 15 كتيبة مدفعية) ومجموعة الصاعقة بالإضافة إلى وحدات الدعم اللوجيستي.
حيث وصلت طلائع قوات المظلات والصاعقة إلى منطقة حفر الباطن بالمملكة العربية السعودية، وأثناء تواجد القوات بمنطقة حفر الباطن قامت قوات الدفاع الجوي المصري بتأمين قوات التحالف العربية والغربية في تلك المنطقة، ضد أي هجمات جوية محتملة، وكذلك قامت بتأمين القوات أثناء تقدمها على المحاور لتنفيذ المهمة القتالية وتحرير الكويت.
كما قامت قوات المهندسين المصريين فجر يوم 24 فبراير بفتح الثغرات في حقول الألغام على الحدود الكويتية باستخدام صاروخ جهاد 1 فيما كانت القوات المصرية تشتبك في معارك بالمدفعية والدبابات أثناء عملية اقتحام الثغور.
الاشتباك مع القوات العراقية
هل حدثت مواجهات مصرية ضد الجنود الغزاة؟ أم اقتصرت على فتح الثغور وتأمين دخول باقي القوات البرية؟
٭ نعم من واقع الأحداث التي سجلها التاريخ أنه تم الاشتباك بين القوات المصرية والعراقية ونجحت القوات المصرية في أسر 1800 فرد وتأمين مسافة 10 كيلومترات من الأراضي الكويتية على طريق الجهراء، الأمر الذي ساهم بعد ذلك في استسلام نحو 4 آلاف من الضباط والجنود العراقيين من مختلف الرتب والذين تم تسليمهم لمعسكرات الأسرى بالمملكة العربية السعودية.
ويجب الإشارة هنا لمذكرات نورمان شوارتزكوف قائد القوات الأميركية حيث طلب قائد القوات الأميركية ان تكون رأس حربة القوات البرية هي القوات المصرية على أن يكون على يمين القوات المصرية قوات المارينز الأميركية والقوات السعودية والقوات الكويتية، أما اليسار فكانت القوات الأكبر عددا من الولايات المتحدة وفرنسا للدخول في الأراضي العراقية لعمل التفاف على القوات المعادية.
ويجب التنويه أيضا إلى أن قرار مصر كان واضحا منذ اللحظة الأولى وهو دخول وتأمين عملية التحرير مع باقي القوات وليس الدخول للأراضي العراقية.
وتوجد مذكرات ومحاضر بين شوارتزكوف مع الفريق صفي الدين أبوشناف رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية بتاريخ 23/2/1991، حيث أخبره بأن القوات المصرية جاهزة للهجوم ويجب أن نضع الثقة في قدراتهم القتالية (ص 246) ورد شوارتزكوف إذا واجهت القوات المصرية أي صعوبات فإن كلا من الفرقة الأولي المدرعة الأميركية والبريطانية ستكون تحت أمر القائد المصري اللواء صلاح حلبي (قائد القوات المصرية المشاركة في الحرب).
شهداء مصر في الكويت
1 – النقيب شريف مصطفى عبدالرازق.
2 – الجندي أمجد صفوت عجيب.
3 – الجندي نجيب فوزي إبراهيم.
4 – الجندي ناصر أحمد على محمد.
5 – الجندي صبحي عبدالعظيم خميس.
6 – الجندي عبدالمنعم أحمد حامد.
7 – الجندي حسان على حسان.
8 – الجندي علاء عبدالنبي عشماوي.
9 – الجندي عصام أحمد علام.
10 – الجندي سامي علي إبراهيم.
11 – الجندي متطوع محمود إبراهيم سيد.
12 – الجندي زغلول عباس إبراهيم.
13 – الجندي حسن محـمـد مـحـمـد الـسـيد.
كما صدّق الرئيس على منح الأوسمة لمصابي الحرب الذين يعالجون داخل الجمهورية وهم 8 ضباط و62 ضابط صف وجندي.