أسامة دياب
استضاف سفير الجمهورية الفرنسية لدى البلاد أوليفييه غوفان وزوجته سايه غوفان، حفل استقبال في مقر إقامتهما بمناسبة النسخة السابعة من «اليوم العالمي لمدرسي اللغة الفرنسية»، بحضور الموجهة العامة للغة الفرنسية في وزارة التربية أنوار الرضوان، الحاصلة على وسام السعف الأكاديمي، إلى جانب أكثر من 200 ضيف من أساتذة اللغة الفرنسية وقيادات التعليم وممثلي المؤسسات الأكاديمية في الكويت.
وأوضح السفير الفرنسي في مجمل كلمته خلال الحفل أن هذه المناسبة تأتي تقديرا لما يقرب من 1400 معلم ومعلمة للغة الفرنسية يعملون يوميا في مختلف مدارس وجامعات الكويت الحكومية والخاصة، ويسهمون – من خلال رسالتهم التعليمية والثقافية – في نقل لغة ذات تاريخ عريق وثقافة عالمية وقيم تقوم على الاندماج والحوار والتنوع. وأكد أن جهودهم تمتد لتعزيز حضور اللغة الفرنسية خارج حدود فرنسا وترسيخ مكانتها بوصفها جسرا للتواصل الثقافي. وأشار غوفان إلى أن العلاقات الفرنسية – الكويتية «تاريخية وأخوية»، وتستعد العام المقبل للاحتفال بمرور 65 عاما على انطلاقها، لافتا إلى أن تدريس اللغة الفرنسية في الكويت بدأ عام 1966، لتصبح اليوم ثالث أكثر لغة تدريسا بعد العربية والإنجليزية، إذ يتعلمها سنويا نحو 50 ألف طالب، بينهم 24 ألف طالب يتقدمون بها ضمن مواد البكالوريا، كما يستقبل قسم اللغة الفرنسية في جامعة الكويت أكثر من 300 طالب يشكلون رافدا أساسيا لدعم الفرنكوفونية محليا.
وذكر السفير الفرنسي أن أهمية اللغة الفرنسية تبرز كلغة معتمدة في مجالات واسعة مثل القطاعين البحري والملاحي، القانون، العلوم الإنسانية، والعلاقات الدولية، ما يدفع العديد من الطلبة والمهنيين الشباب إلى اختيارها. وذكر أن عددا كبيرا من الطلبة الكويتيين يواصلون دراساتهم العليا في فرنسا، في إطار دعم متواصل من السفارة والمعهد الفرنسي لتعزيز حركة الطلاب، وهي أولوية أعيد التأكيد عليها خلال زيارة صاحب السمو الأمير إلى فرنسا في 14 يوليو 2025.
وفي إطار دعم الفرنكوفونية في الكويت، أوضح أن مجلس تعزيز الفرنكوفونية الذي أنشئ عام 2021 يشكل منصة للحوار بين سفراء الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية، ويحظى بدعم كبير من سمو الشيخ ناصر المحمد الرئيس الفخري للمجلس.
وأكد أن التعاون التعليمي بين البلدين تعزز بشكل ملحوظ عقب توقيع إعلان نوايا في مارس 2022 لتطوير التبادل التربوي وتوسيع حضور اللغة الفرنسية، إلى جانب الزخم الذي أضافته زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد إلى باريس في 14 يوليو الماضي.
وقال السفير غوفان إن «تعلم أي لغة هو بوابة لفهم ثقافة أصحابها وطريقة تفكيرهم والاطلاع على أساليب عيشهم»، مؤكدا أنه يعمل على دعم زيادة أعداد الطلبة الكويتيين الذين يتعلمون الفرنسية ويتابعون دراستهم في فرنسا.
من جانبها، أعربت الموجهة العامة للغة الفرنسية في وزارة التربية أنوار الرضوان، الحاصلة على وسام السعف الأكاديمي، عن تقديرها العميق لمعلمي اللغة الفرنسية في الكويت، وقالت: «إن شغفكم وإخلاصكم يحولان اللغة الفرنسية إلى لغة للثقافة والحوار والانفتاح».
وأشادت بالعمل المميز الذي أنجزه المعلمون في تطوير البرنامج الجديد للكتب المدرسية للصفين الحادي عشر والثاني عشر والاختيار الحر، مؤكدة أن هذه البرامج تتماشى مع احتياجات الطلاب ومقاربات التعليم الحديثة.
