أكد سفير الكويت لدى الإمارات جمال الغنيم، أن زيارة دولة التي يقوم بها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، إلى الإمارات غدا الثلاثاء، تشكل منعطفا تاريخيا وصفحة إضافية مضيئة في مسيرة التعاون والتكامل الكويتي – الإماراتي والعلاقات الأخوية ومنطلقا مهما لمزيد من التكامل الخليجي وتقوية مسيرته وأركانه.
وقال السفير الغنيم لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين، إن الزيارة الأولى لسمو أمير البلاد عاه الله منذ توليه مقاليد الحكم إلى الإمارات الشقيقة تكلل جولة سموه المباركة ولقاءاته مع إخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي وتكمل حلقات العقد الخليجي الأخوي وهي تعبر بجلاء عن وحدة المصير تحت شعار (خليجنا واحد).
وأشار إلى ما تلمسه من مستوى الترحيب الرسمي والشعبي الإماراتي بهذه الزيارة مما يعكس المكانة الكبيرة لدولة الكويت قيادة وشعبا في قلب دولة الإمارات وشعبها الشقيق.
وأوضح أن العلاقات الكويتية – الإماراتية غنية عن التعريف وهي ثمرة تراث وتاريخ مشترك ورؤية استشرافية عميقة واهتمام متواصل لبلدين تربطهما أواصر الأخوة والوشائج التاريخية والجغرافية والعلاقات الراسخة علاوة على ما يجمعهما في البيت الخليجي أي مجلس التعاون الخليجي من تعاون ومصير مشترك وتواصل اقتصادي واجتماعي وثقافي متين.
ولفت إلى مسيرة الشراكات السياسية والثقافية والتعليمية والأنشطة المعرفية والفكرية والإبداعية في الفنون والآداب والمؤسسات الحاضنة لذلك في الكويت والإمارات والقائمة على قيم مشتركة وأصالة ممتدة من جيل إلى آخر.
وذكر أن قيادتي البلدين الشقيقين تدركان أهمية الحفاظ على تلك المسيرة وصون أصالتها والمضي قدما بتطلعاتهما وحفظ المكتسبات التاريخية فيها مع الدفع في الوقت نفسه بمسار التعاون الاقتصادي والاستثماري إلى آفاق أوسع نظرا لما يتمتع به البلدان من إمكانات وقدرات اقتصادية خصوصا مع وجود رغبة مشتركة في تعزيز الشراكة الاستراتيجية وسبل تطويرها في المجالات كافة.
وشدد السفير الغنيم أيضا على أهمية الزيارة التاريخية لحضرة صاحب السمو ولقائه رئيس دولة الإمارات سمو الشيخ محمد بن زايد في دعم مداميك ولبنات البيت الخليجي ليمضي بذلك على طريق أسلافه الأمراء الراحلين طيب الله ثراهم في تعزيز العمل الخليجي المشترك في كل المجالات.
واستذكر في هذا الشأن الدور الاستشرافي والتاريخي لدولة الكويت والإمارات إذ انبثقت فكرة تأسيس مجلس التعاون الخليجي من الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد طيب الله ثراه والتي لاقت قبولا واسعا من مؤسس الإمارات الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وبعدها بقية الأشقاء الخليجيين ليتأسس المجلس في أبوظبي باجتماع عقد بتاريخ 25 مايو عام 1981 بهدف تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دول مجلس التعاون.
ولفت على هذا الصعيد إلى ما يوليه البلدان الشقيقان بقيادة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وأخيه الشيخ محمد بن زايد من اهتمام بالغ بالعلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتاليا ضمن المنظومة الخليجية وإيمانهما بالمصير المشترك ووحدة الهدف وتعدد آفاق التعاون في مختلف المجالات.
وأعرب عن الاعتزاز بالدور الذي قامت به الكويت تجاه الأشقاء في الإمارات منذ ما قبل إعلان الاتحاد هناك وتحديدا في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي حيث وقفت الكويت إلى جانب الإمارات وأمدتها ببعثة تعليمية كويتية من خلال المدارس ضمن وقفة شاملة أخوية شملت أيضا مجال الصحة وقطاعات أخرى.
وذكر أنه في فترة نهاية الستينيات وما بعدها تم وبدعم كويتي إنشاء محطة إرسال تلفزيوني في دبي عام 1969 وهو عمل نبيل يذكره الإماراتيون باحترام وتقدير وكان للتلفزيون وقبله نهضة التعليم دور ثقافي مهم في تلك المرحلة بالنسبة للإمارات.
واستذكر السفير الغنيم أيضا الموقف النبيل والمبدئي والمحفور بذاكرة أهل الكويت للشقيقة للإمارات بقيادة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان تجاه أزمة الغزو العراقي الغاشم للكويت والمؤيد لحقها وشرعيتها والوقوف إلى جانبها لتأتي بعد ذلك زيارته التاريخية إليها لتصب في اتجاه تعزيز التعاون وفتح آفاقه في مختلف المجالات.
وأشار إلى أن زيارة سمو أمير البلاد إلى الإمارات هي أيضا تعبير عن صور المحبة المتواصلة عبر الزمن ومن شأنها بلا شك تعميق العلاقات والشراكات بين البلدين الشقيقين وتعزيز روابط الأخوة والتعاون وتمتين الشراكات وتكريسها في المجالات كافة.