حققت المملكة العربية السعودية إنجازاً بيئياً تاريخياً بتسجيلها رقماً قياسياً عالمياً في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وذلك لأكبر مجموعة موسمية لتخزين البذور في العالم. يعكس هذا الإنجاز التزام المملكة الراسخ بحماية البيئة وتعزيز الاستدامة البيئية، ويؤكد دورها الريادي في مجال الحفاظ على التنوع النباتي.
جاء هذا الإنجاز، الذي أعلنته وكالة الأنباء السعودية (واس)، نتيجة لجهود متواصلة استمرت عاماً كاملاً قام بها المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر. تهدف هذه الجهود إلى دعم مشاريع تأهيل الأراضي المتدهورة وتعزيز الغطاء النباتي في مختلف مناطق المملكة.
أهمية تخزين البذور في مواجهة التصحر
يعد تخزين البذور من أهم الاستراتيجيات المستخدمة في الحفاظ على التنوع النباتي ومواجهة تحديات التصحر وتدهور الأراضي. فهو يضمن الحفاظ على المادة الوراثية للنباتات المحلية، مما يسمح بإعادة تأهيل المناطق المتدهورة في المستقبل. كما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي والتكيف مع التغيرات المناخية.
عمليات جمع وتخزين البذور
قامت فرق ميدانية متخصصة بجمع 31 نوعاً من النباتات البرية المحلية من مناطق مختلفة في المملكة. خضعت البذور لعمليات دقيقة تشمل التنقية وإزالة الشوائب لضمان جودتها. بعد ذلك، تم تخزينها في مستودعات حديثة وفقاً لأعلى المعايير العالمية المعتمدة، حيث احتضنت المستودعات أكثر من 95 طناً من البذور الرعوية والبرية.
وبحسب المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر، فإن هذه البذور ستستخدم في مشاريع إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وزراعة النباتات المحلية في المناطق التي تحتاج إلى ذلك. كما ستساهم في تعزيز التنوع البيولوجي وتحسين جودة الحياة في المملكة.
دعم رؤية السعودية 2030
يتماشى هذا الإنجاز مع أهداف رؤية السعودية 2030، التي تولي اهتماماً كبيراً بحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة. فقد حددت الرؤية أهدافاً طموحة لزيادة المساحات الخضراء ومكافحة التصحر وتحسين جودة الهواء والماء.
بالإضافة إلى ذلك، يعزز هذا الإنجاز مكانة المملكة كدولة رائدة في مجال العمل البيئي على المستويات الإقليمية والدولية. فقد استضافت المملكة مؤتمر الأطراف “كوب 16” لاتفاقية مكافحة التصحر في ديسمبر 2024، مما يؤكد التزامها بمواجهة تحديات التصحر والحد من آثار التغير المناخي.
وفي كلمته خلال المؤتمر، أكد وزير البيئة والمياه والزراعة، عبد الرحمن الفضلي، على أهمية التعاون الدولي لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي، مشيراً إلى أن المملكة ستواصل جهودها للمحافظة على النظم البيئية وتعزيز الاستدامة البيئية.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه المملكة في مجال مكافحة التصحر، بما في ذلك ندرة المياه والتغيرات المناخية والأنشطة البشرية غير المستدامة. يتطلب التغلب على هذه التحديات استمرار الجهود المبذولة وتعزيز التعاون بين جميع الجهات المعنية.
من المتوقع أن يستمر المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر في جهوده لجمع وتخزين البذور وتنفيذ مشاريع إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة. كما من المقرر أن يتم تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات التصحر والتكيف مع التغيرات المناخية. وستشمل هذه الاستراتيجيات استخدام التقنيات الحديثة وتعزيز الوعي البيئي وتشجيع الممارسات الزراعية المستدامة.
