فاجأ «الساحل الشمالي» الجمهور المصري أخيراً بأحدث صيحاته، وهي «الترنم» بتوزيع جديد لإحدى أغاني الثنائي الشاعر أحمد فؤاد نجم والمغني الشيخ إمام عيسى، المعروفة بنزعتها السياسية الانتقادية، واستقبل الجمهور التوزيع الجديد بمزيج من الاندهاش والاستهجان، ونشرت جمعية «محبي الشيخ إمام» خبر التوزيع لكنها امتنعت عن الاستطراد في التعليق، فيما رحبت به الإعلامية نوارة نجم، ابنة الشاعر أحمد فؤاد نجم بتحفظ، ملمحة إلى ضيقها فقط بعدم الإشارة إلى «الكاتب والملحن».
وتفصيلاً، أثار إنشاد فرقة «شكون» لأغنية «شيّد قصورك على المزارع»، التي ألفها الشاعر أحمد فؤاد نجم (الفاجومي)، وأداها المغني الشيخ إمام عيسى، في منتجع بالعلمين الجديدة ردة فعل واسعة في الشارع المصري، حيث شكّل مادة تعليق وسخرية في صفحات التواصل والمواقع الإلكترونية والصحف المصرية.
وكانت فرقة «شكون» التي تضم السوريين أمين جابر وماهر القاضي، والألماني ثورين بيكر قد أجروا توزيعاً جديداً للأغنية، وقاموا بغنائها في وقت سابق في «كليب» كانت خلفيته مشاهد الدمار في سورية، وفي أداء مزج بين الموسيقى الغربية والشرقية، كما قاموا أخيراً بغنائها بمصر في حفلة نقلتها مقاطع فيديو على صفحات التواصل.
واستقبل معلقون الأغنية في ثوبها الجديد بموجة من التعليقات الساخرة. وقال معلق «شيّد قصورك في الساحل الشرير، مختلفة عن شيّد قصورك في الدرب الأحمر»، وقال آخر متهكماً «شيّد قصورك بأطول فترة سماح ممكنة – احجز قصرك واستلم الآن».
الجدير بالذكر، أن الدرب الأحمر هو اسم المنطقة التي كان يقيم فيها الثنائي (نجم والشيخ إمام) في السبعينات، وكان يزورهما فيها المثقفون والطلبة، بينما اسم «الساحل الشرير» هو اسم ساخر يطلقه المصريون على الجزء الأكثر صخباً في الساحل الشمالي، تمييزاً له عن الساحل الطيب الذي يطلقونه على الجزء الملاصق للإسكندرية ويتسم بهدوئه، بحسب مدون السفر محمود شلبي، لـ«سي إن العربية». وقال الإعلامي وأحد قادة الحركة الطلابية سابقاً، أحمد الهواري، لـ«الإمارات اليوم»، إن «شيّد قصورك التي كنا ننشدها في الاحتفالات السياسية فقدت طعمها بعد غنائها في الساحل، طعمها الأصلي مرتبط بالتمرد والمطاردة والأحلام القديمة وطعم السبعينات».
وقالت الإعلامية نوارة نجم، ابنة الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم «لم أتشرف من قبل بالاستماع إلى المنتج الفني لفرقة (شكون) قبل انتشار الفيديو، الذي غنوا فيه (شيد قصورك) في إحدى قرى الساحل المنتمية لطبقة (الدولشي فيتا)»، وتابعت «تصرفت الفرقة في اللحن بالشكل الذي ارتأته مناسباً لنمط (التكنو) الذي أضفى روحاً متجددة على موسيقى الشيخ إمام التي تتقبل التحديث»، مشيرة إلى ضيقها من أن «الفرقة لم تشر إلى الكاتب والملحن».