قال مختصون، مشاركون في مؤتمر الابتكار الغذائي 2024 في دبي، إن الذكاء الاصطناعي سيلعب دوراً محورياً في مواجهة أزمات الغذاء بالمستقبل، من خلال توفير كمّاً هائلاً من البيانات، التي تمكّن صناع القرار من إيجاد الحلول ووضع الخطط والاستراتيجيات لمواجهة مشكلات نقص الغذاء.
وذكروا أن المؤتمر، الذي يختتم أعماله اليوم، سلط الضوء على أفضل الأفكار والحلول المبتكرة لمواجهة مشكلات الغذاء، مشيرين إلى أنه سيسهم بشكل كبير في نمو وتطوير الاقتصاد الزراعي.
وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لمؤسسة مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، الدكتور عبدالكريم العلماء، إن الذكاء الاصطناعي أصبح مساعداً أساسياً في مختلف المجالات، خصوصاً الغذاء، مشيراً إلى طرح مشاركين في مؤتمر الابتكار الغذائي 2024 بدبي، تقنيات مبتكرة تظهر الآفات في الأشجار باستخدام الذكاء الاصطناعي، فضلاً عن رصد أي مشكلات يمكن أن تعانيها المزارع، وطرح حلول لها.
وأضاف العلماء أن الذكاء الاصطناعي يمكّن من جمع المعلومات وتحليلها بشكل يساعد على تشخيص المشكلة وطرح الحلول، ومن ثم يستطيع صاحب القرار، سواء كان مستثمراً أو مزارعاً من اتخاذ القرار الصحيح، وفق بيانات علمية دقيقة.
وذكر أن المؤتمر شهد مشاركة مراكز الابتكار الغذائي العالمي، إضافة إلى أكثر من 150 خبيراً ومبتكراً في مجال الأغذية، وذلك بهدف إيجاد الحلول المبتكرة لمواجهة مشكلات الغذاء.
من جهتها، أفادت رئيسة قسم الغذاء والماء في المنتدى الاقتصادي العالمي، تانيا شتراوس، بأن الذكاء الاصطناعي يمكنه مساعدة البشرية على العموم، كونه يستطيع أن يتجاوز القدرات البشرية مجتمعة، ويوفر المزيد من المعلومات والبيانات التي تسهل إنجاز الأمور بشكل أسرع وأكثر دقة.
وقالت إنه سيكون للذكاء الاصطناعي دور أساسي ومحوري في مواجهة أزمات الغذاء المستقبلية إلى جانب الجهد البشري، حيث سيسهم بشكل كبير في نمو وتطوير الاقتصاد الزراعي، ومن ثم وضع حلول جذرية للتصدي لأزمات الغذاء.
بدوره، قال مدير مكتب «إيكاردا» (المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة) بالإمارات، الدكتور عبدالعزيز نيان، إن البحث من أجل الحصول على تقنيات جديدة لحل مشكلات الغذاء، سيقوده الذكاء الاصطناعي بشكل أساسي.
وأضاف: «سيوفر الذكاء الاصطناعي كماً هائلاً من البيانات والمعلومات، مع إمكانية جمعها وتلخيصها وتحليلها بشكل علمي دقيق»، لافتاً إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورة ملحة، وأداة رئيسة لوضع حلول ناجحة للمشكلات والأزمات التي تواجهها البشرية.
وتنظم مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، مؤتمر الابتكار للغذاء 2024، بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، تحت شعار «إعادة تصور النظم الغذائية المستقبلية»، ويستمر على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة ما يزيد على 150 من الخبراء العالميين والأكاديميين، ومبتكرين، وشركات القطاع الخاص المحلية والإقليمية والعالمية والمزارعين.
ويهدف المؤتمر إلى دعم الحلول المبتكرة لاستدامة الغذاء، ووضع الخطط الكفيلة بتوسيع نطاق الابتكارات والاستثمارات في النظم الغذائية والزراعية، إضافة إلى تسريع تبادل المعرفة والتعلم وبناء القدرات، وتوثيق التعاون بين الباحثين ورواد الأعمال والقطاعين العام والخاص، لدعم النظم الغذائية المرنة والشاملة والمستدامة. كما يسعى إلى حشد الجهود العالمية لاتخاذ إجراءات عاجلة لتحول النظم الغذائية، ووضع التصورات الكفيلة بتحقيق التوازن بين استدامة الأنظمة الغذائية وحماية كوكب الأرض، وكذلك توحيد جهود القطاعين العام والخاص والهيئات المتعددة الأطراف والجهات الفاعلة في المنظومة الغذائية.