أفاد خبراء ومسؤولو شركات للأنظمة التقنية، بأن الذكاء الاصطناعي من أحدث وأبرز العوامل الممكنة لأنظمة الأمن الإلكتروني في مواجهة تطور وتعقيد الهجمات الإلكترونية بشكل متسارع أخيراً، موضحين أن الامارات من أولى الدول التي اتجهت إلى تبني تلك التقنيات.
وأشاروا، لـ«الإمارات اليوم»، على هامش المشاركة في معرض «جيتكس غلوبال 2023»، الذي أنهى أعماله أخيراً في مركز دبي التجاري العالمي، إلى أن أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي ترجع للتوسع في استخدامات إنترنت الأشياء و«الميتافيرس» للخدمات الافتراضية، إضافة إلى زيادة مخاطر القرصنة مع استخدام الهجمات الخبيثة لتلك التقنيات أخيراً، لافتين إلى أن تلك الأنظمة ستحدث نقلة نوعية بالأمن الإلكتروني، مع تقليل الزمن اللازم للاستجابة، ومراقبة منظومة الأمن الإلكتروني ومحاولات الاختراق والتصدي بشكل أفضل وأسرع.
وتفصيلاً، قال المدير الإقليمي لمنطقة الخليج والأسواق الناشئة في شركة «تريند مايكرو» الدولية للأنظمة التقنية، أسعد عرابي، إن «الذكاء الاصطناعي التوليدي يُعدّ التوجه الأبرز والأحدث في قطاع الأمن الإلكتروني، إذ أصبح من الممكنات المهمة حالياً في مواجهة التطور والتعقيد المستمر لهجمات القرصنة الإلكترونية خلال الفترة الأخيرة».
وأضاف أن «الذكاء الاصطناعي التوليدي يتيح إجراء تحليلات أشمل للهجمات، وإيجاد حلول أكثر ابتكاراً، خصوصاً ضد مخاطر القرصنة الحديثة، التي أصبحت بدورها تعتمد على أنطمة الذكاء الاصطناعي لمحاولة الاختراق».
وأشار عرابي إلى أن «الامارات من أولى الدول التي تبنت التوجه إلى استخدامات الذكاء الاصطناعي في أغراض مختلفة»، لافتاً إلى أن «الذكاء الاصطناعي التوليدي يقدم مراحل خدمية أعلى في قطاع الأمن الإلكتروني، فهو يقدم فوائد مختلفة تغطي نقص الكوادر المؤهلة المتخصصة في المجال، عبر القيام بوظائف مختلفة، مثل معرفة محاولات الهجمات وتوقعها بشكل استباقي وتحليل تلك الهجمات ووضع آليات التعامل معها».
وأوضح أن «التوجه خلال الفترة الأخيرة إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدي، رفع من كلفة الإنفاق في الشركات على الأمن الإلكتروني مع زيادة كلفة استخدام تلك التقنيات»، لافتاً إلى أن «نمو الهجمات وتطوّر أشكالها باستمرار حفز الشركات على تبني تلك التقنيات أخيراً».
من جهته، قال نائب الرئيس الإقليمي في شركة «بالو ألتو نتوركس» الدولية لأنظمة الأمن السيبراني، إرجان آيدين، إن «الاستعانة بتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، من ضمن الخطوات التي تتخذها المؤسسات لتحسين منظومة الأمن الإلكتروني، ودعم قدرتها على كشف التهديدات والاستجابة لها بصورة آنية»، لافتاً إلى أن «المؤسسات في الإمارات والمنطقة، من خلال دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجيات الأمن الإلكتروني الخاصة بها، ستكون قادرة على تحسين دفاعاتها ضد مجموعة واسعة من التهديدات الإلكترونية، وتقليل الزمن اللازم للاستجابة لها، ومراقبة منظومة الأمن الإلكتروني لديها بشكل أفضل وأسرع، واعتماد نهج أمني متعدد الطبقات».
وأشار إلى أن «الشركة أجرت دراسة حديثة، أخيراً، كشفت أن 95% من المؤسسات في الإمارات تخطط لزيادة استثماراتها في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف تحسين استراتيجيات الأمن الإلكتروني الخاصة بها، فيما رأى 81% منهم الذكاء الاصطناعي أنه عامل تمكين مهم بالنسبة للتوجه العام للمؤسسات بخصوص الأمن الإلكتروني».
بدوره، قال مستشار استخبارات التهديدات لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «مانديانت» الدولية للتقنية، رينزي جونغمان، إن «هناك توجهات لتسخير أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي في الأمن الإلكتروني، وتأكيد الحاجة إلى وجود استراتيجية دفاع متعددة الطبقات، ترتكز الطبقة الأولى منها على تحديد الأصول وحمايتها، والثانية على اكتشاف الانتهاكات والاستجابة لها واحتوائها».
واعتبر مدير مجموعة الهواتف المحمولة في شركة «سامسونغ غلف» للإلكترونيات، فادي أبوشمط، أن «الذكاء الاصطناعي أصبح حالياً من ضمن الممكنات الحديثة للتحوّل الرقمي في العديد من القطاعات، وأصبح من ضمن أبرز استخداماته هو دعم الأمن الالكتروني في مختلف الأجهزة المستخدمة على شبكة الإنترنت، كما أنه عامل مؤثر في أنظمة الهواتف الذكية ودعم تطوّرها لأفاق جديدة».