استضافت دولة الإمارات مُلتقى إعلان نتائج دول العالم في البرنامج الدَّولي لتقييم الطلبة ” PISA 2022 ” والذي شهد الإعلان عن نتائج الدولة في البرنامج ذاته، وذلك يوميّ الخامس والسّادس من ديسمبر 2023. وأقيم الملتقى تحت رعاية وزارة التَّربية والتَّعليم بالشَّراكة مع منظمة التَّعاون الاقتصادي والتَّنمية (OECD)، وشهد عقد مناقشات ثريَّة حول مستقبل التَّعليم في المنطقة وحول العالم، واستعراضِ أفضل الممارسات للارتقاء بمستوى أداء الطَّلبة.
ويأتي ذلك انطلاقًا من رؤية الإمارات 2071 الهادفةِ إلى بناء تعليمٍ للمستقبل وفق نظامٍ تعليميّ رفيع المستوى.
ويكتسب هذا الملتقى أهميةً خاصةً، من خلال تركيزه على مناقشة نتائج دولة الإمارات في هذه الدِّراسة، حيثُ تعمد الدَّولة إلى الاسترشاد ببيانات اختبارات PISA الدَّوليَّة في خُطتها لتطوير منهجيَّة التَّعليم، ورسم سياسات التَّطوير المناسبة، وتحديد الدَّورات التَّدريبيَّة والإرشادية المناسبة للطلاب؛ لتصحيح المسار التعليمي داخل الدولة.
ودأبت دولة الإمارات على المشاركة المستمرَّ ة في دراسة PISA، إذ تُعتبر PISA 2022 المشاركة الخامسة للدولة في هذه الدّراسة، والتي تركز بشكل أساسي على مواد الرياضيات والقراءة والعلوم، وذلك بمشاركة 24600 طالبٍ من 840 مدرسةٍ حكوميّة وخاصَّة.
وحافظت الدولة على المركز الأول عربيًا في مجال الرياضيات بمعدل 431 نقطةً، أمَّا في مجال معرفة العلوم فقد كان معدَّل أداء طلبة الإمارات 432 نقطةً، بينما في مجال القراءة 417 نقطة، وفقًا لإعلان نتائج PISA 2022 في هذا الملتقى.
ويبنى البرنامج الدَّولي لتقييم الطلبة PISA على مجموعةٍ من الاختبارات الدَّوليَّة Program for International Student Assessment ، تُجرى كلَّ ثلاث سنوات بين الدُّول المشاركة، وتعرف باختبار PISA الدَّولي. وتشرف على هذه الدِّراسة منظَّمة التَّعاون والتَّنمية الاقتصادية (OECD). وتعتبر هذه الدّراسة المعيار الدَّولي الرئيس لقياس جودة الأنظمة التَّعليمية في البلدان المختلفة. وتُطبّق اختباراتها على الطَّلبة من الفئة العمرية 15 عام، والَّتي تستهدف قياس مهاراتهم ومعارفهم في الرِّياضيات، والعلوم، والقراءة بالُّلغتين الانجليزيَّة والعربيَّة. كما أنَّ تقييمات دراسة PISA تستند إلى نموذج يرى معرفة القراءة والكتابة في كل مجال، على أنها سلسلةٌمتَّصلةٌ من الكفاءة.
ووضع اختبارات PISA الدَّوليَّة أوَّل مرَّة عام 2000،ثم توالت مشاركات وانضمام الدُّول لعقد الاختبار في دوراته المتتابعة. إذ يتم بناءً على نتائجها تقييم النِّظام التَّعليمي في الدُّول المشاركة، بهدف التَّركيز على السياسات والنُّظم التَّعليمية، ودراسة فاعلية المناهج المطبَّقة وطرائق تدريسها، والتَّطبيق العمليِّ لها، وتقييم التَّحصيل، وتوفير المعلومات لصُنّاع القرار التَّربويلتحسين التَّعليم والتَّعلُّم، إذ توفِّر نتائج التَّقييم ثروةً من البيانات، مما يسمح بإلقاء نظرةٍ متعمِّقة على العوامل الَّتي يمكن أن تؤثِّر على أداء الطَّالب. وهذا يشمل جوانب مثل الوضع الاجتماعيّ والاقتصاديّ، والعلاقات بين المعلم والطّالب، وبيئة التَّعلُّم.
وتساعد نتائج الدراسة في تحسين والارتقاء بسياسات وممارسات التعليم على مستوى العالم من خلال فهم كيفية تطور أداء الطلبة في المهارات ومجالات المعرفة الأساسية.