كشفت دراسة حديثة أعدّها المحاضر بأكاديمية الشرطة المصرية، الدكتور عصام الدين السيد عبدالعال، وفازت بالمركز الثالث في جائزة الجاهزية للمستقبل التي أطلقتها شرطة الشارقة، أن الاتجار الإلكتروني والطائرات المسيرة، والطرود البحرية وأحشاء الإنسان والحيوان، تعد الوسائل الأكثر استخداماً في الترويج للمخدرات خلال السنوات الـ10 المقبلة.
وأوضح عبدالعال لـ«الإمارات اليوم»، أن دراسته ركّزت على استشراف المستقبل وأهميته في تعاطي المواد المخدرة والوقاية من الإدمان في ضوء القانون الإماراتي، بحيث تستشرف مستقبل التعاطي والإدمان وطرق مواجهته داخل الدولة، فضلاً عن أنها ركّزت على الدور الذي يمكن أن تقوم به الأجهزة الأمنية الإماراتية لمعرفة ماهية المؤثرات العقلية وطرق التصدي لها.
ولفت إلى أن أجهزة المكافحة بدولة الإمارات قامت بدور فعال العام الماضي بالاشتراك مع «الإنتربول» في عملية أطلق عليها (LIONFISH V)، بضبط كميات كبيرة من المخدرات، تجاوزت قيمتها ثلاثة أرباع مليار دولار وضبط 1333 متهماً من 22 دولة، واستخدمت تلك العصابة الترويج عبر البحار، فيما بدأت تنتشر أخيراً جرائم الترويج للمخدرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بصورة مكثفة، مؤكداً أن الطائرات المسيرة باتت آفة العصر التي تستخدم في العديد من الجرائم حول العالم.
وقال إن هناك عدداً من أنواع المخدرات التي قد يكثر الترويج لها خلال السنوات المقبلة أبرزها المواد التخليقية كالحشيش الصناعي (فودو) والكريستال (آيس) فضلاً عن أشباه القنب الصناعية (MIDMB CHMICA)، ومخدر نبات (كراتوم)، ويطلق عليه أسماء عديدة مثل (THomK)، وهو عبارة عن شجرة كبيرة تنمو في المناطق الاستوائية وتحت الاستوائية، بالإضافة إلى نبات (القنقيط) المخدر.
ولفت إلى أن الاستشراف المستقبلي منهج له أصوله للوصول إلى ما سيحدث مستقبلاً وتوقعه ووضع الحلول اللازمة لمواجهته قبل حدوثه، مشيراً إلى أن الدراسة أكدت أهمية وضع خرائط للمناطق التي يتم خلالها ضبط المتعاطين وأكثر الأنواع تداولاً حتى يتم تحديد آليات التصدي لها.
وأشار عبدالعال إلى أن المشرع الإماراتي اعتبر أن ثبوت ضبط مادة تؤثر على العقل وغير مدرجة بجدول المخدرات، جريمة يعاقب عليها المتهم، فضلاً عن أنه وضع أساساً في المرسوم بقانون اتحادي رقم 30 لسنة 2021 بشأن مكافحة المواد المخدرة والمؤثرات العقلية، لمعالجة المتعاطي واعتباره ضحية، وهذه لمسة إيجابية تساعد على إعادة تأهيل المتعاطي وعدم وصمه ضمن المجرمين.
وأوصى عبدالعال في دراسته بضرورة وجود تطبيق إلكتروني في المطار يتضمن أسماء جميع المواد المخدرة المدرجة في جداول قوانين الدول الخليجية والعربية ومعظم دول العالم، وأيضاً المواد المخدرة التي لم تدرج بعد، بحيث يتم اللجوء إليه مباشرة فور ضبط أي متهم يحاول الترويج للمخدرات. وأشار إلى أن التوصيات ركّزت أيضاً على آليات الوقاية من الإدمان قبل الوقوع به.
• الدراسة أوصت بإطلاق تطبيق إلكتروني في المطارات يتضمن أسماء المواد المخدرة المدرجة في جداول قوانين الدول.
الدكتور عصام الدين عبدالعال:
• «الاتجار الإلكتروني والطائرات المُسيّرة أحدث وسائل العصابات في الترويج».