أكدت خبيرة علم الحشرات والأستاذ المساعد بقسم العلوم في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي د.جنان الحربي أن عنكبوت الأرملة السوداء واحد من أكثر العناكب فتكا في العالم.
وقالت الحربي لـ «الأنباء»: إن هذا النوع صغير الحجم، من جنس «لاكتروديكتس»، وقد تم رصده من قبل العديد من الناس على أرض الكويت مؤخرا، ولكن في الحقيقة هذا العنكبوت متواجد منذ سنوات طويلة وظهوره بشكل كبير بسبب اعتدال درجات الحرارة.
وأضافت: بدوري أحذر مرتادي المزارع والحدائق والبر بأخذ الحيطة والابتعاد عنه عند رؤيته، فهو يتواجد في المزارع والمحميات وداخل جذوع الأشجار المجوفة. ويفضل أيضا المناطق الرطبة الدافئة مثل القبو والكراجات وأماكن التخزين والقمامة وركام الأخشاب وأماكن البنيان والقطع الخشبية القديمة والحظائر ودورات المياه.
وأوضحت الحربي: للتعرف على «الأرملة السوداء» فإنها بالعادة تمتاز باللون الأسود اللامع وتمتلك شكلا هندسيا أحمر اللون يشابه الساعة الرملية على الجانب السفلي من البطن وكأنه علامة تحذير لمن يحاول الاقتراب منها. في حين أن الذكور لون جسمها بني فاتح ولديها نقاط برتقالية اللون على البطن. يبلغ طول جسم الأرملة السوداء نحو 1.5 سم والذكر، يتراوح حجمه بين ربع ونصف حجم الأنثى.
وبينت أن الأرملة السوداء تعلق على الشبكة الخاصة بها علبا من البيض التي تحتوي الواحدة منها من 250 الى 750 بيضة، وفي غضون 14 إلى 30 يوما تظهر الحوريات أو العناكب الصغيرة، ذات اللون الأبيض الفاتح التي تتدرج في اللون إلى اللون الأسمر ثم الرمادي. فإذا شاهدت الحوريات السمراء فاعلم أن لديك عنكبوت الأرملة السوداء. وقد تعيش الإناث أكثر من سنة ونصف إلى سنتين.
وتابعت: الأرملة السوداء كائن مفترس يتغذى على الحشرات والعناكب الأخرى وتساعدها أرجلها الخلفية كثيفة الشعر في لف خيوط الحرير على الفريسة وتقييدها. تصبح عنكبوت الأرملة السوداء شرسة لتدافع عن نفسها عندما تتعرض للأذى أو إذا تأذت بشدة من قبل بعض الناس، فتفرز سماً قوي المفعول يعرف في «اللاتروتوكسين» وهو سم يصيب الجهاز العصبي وهو أقوى 16 مرة من سم الأفعى.
وأوضحت أن البعض يجهل أن هذا السم القاتل لا يوجد فقط في العنكبوت البالغ، بل أيضا في الحوريات والبيض، فيجب الحذر وعدم لمس أي منها، مشيرة إلى أن السم يسبب حالة تعرف بـ «لاكتروديكتسم» التي تشمل أعراضا فيسيولوجية مختلفة مثل زيادة دقات القلب وارتفاع في ضغط الدم والحمى والغثيان والتعرق وتسبب أيضا ألما في العضلات وغثيانا وشللا خفيفا في الحجاب الحاجز، ما يجعل التنفس صعبا ويمكن أن تحدث بالتالي شللا تاما ما يؤدي إلى الموت. قد تستمر بعض من هذه الأعراض من 3 إلى 7 أيام أو تستمر لأكثر من أسبوع. واللدغة يمكن أن تكون قاتلة للأطفال الصغار جدا وكبار السن. فيجب نقل المصاب إلى المركز الصحي فورا إذا ما تعرض للدغة من هذا العنكبوت.
وختمت الحربي: بالرغم من خطورة هذا العنكبوت، إلا أن وجوده له دور مهم جدا في حماية البيئة وتنظيفها من الحشرات والآفات الناقلة للأمراض والميكروبات التي تضر بصحة الإنسان وبقية الكائنات الحية.